رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كوميديا «لف ودوران» تتفوق على غرابة فكرة «كلب بلدي»

لف ودوران وكلب بلدي
لف ودوران وكلب بلدي

كان موسم «عيد الأضحى»، مليئًا بالأفلام القوية التي نافست على شباك التذاكر، ومازالت، وكان العامل المشترك بين هذه الأعمال هو «الكوميديا»، حيث تحدى صناع هذه الأفلام بعضهم البعض لكسب «ضحكة» الجمهور قبل قلوبهم، ولكن بالطبع لم تتمكن الأفلام الـ6 المشاركة من فعل ذلك، ولعل أبرز الأعمال التي حققت رواجًا واسعًا بين الجمهور، فيلما «لف ودوران»، و«كلب بلدي»، خاصة أنهما حققا أعلى إيرادات حتى الآن.

«لف ودوران» للفنان أحمد حلمي
تربع فيلم «لف ودوران»، للفنان أحمد حلمي على عرش إيرادات أفلام العيد في أول أيام من طرحه في «السينمات»، وحقق أرقامًا قياسية في الإيراد اليومي له، الذي وصل إلى أكثر من 4 ملايين في اليوم الواحد، وعاد به «حلمي» من جديد للسينما بعد غياب عامين، منذ طرح فيلمه الأخير «صنع في مصر» 2014، الذي لم يحقق النجاح المطلوب.

اختيار «شرم الشيخ» لتصوير الفيلم
كان لاختيار مدينة شرم الشيخ مكانًا لتصوير أكبر عدد من مشاهد الفيلم موفقًا للغاية، وغير تقليدي على الإطلاق، خاصة أن الفنان أحمد حلمي، والمخرج خالد مرعي، أرادا تنشيط السياحة في مصر بهذا الأمر.

جرعة كوميديا جديدة لـ«حلمي»
اعتاد جمهور الفنان أحمد حلمي على طريقته الكوميديا في الحديث، وإلقاء «الإفيهات» المضحكة التلقائية، ولكن في هذا العمل نجد أن «حلمي» طور من ذاته حتى في طريقة تقديمه للكوميديا، فعندما تُشاهده تجد أنك ترى ممثلًا كوميديًا جديدًا لم تره من قبل، وأعطى للمشاهد جرعة مكثفة وممتعة من الكوميديا.

مدخل الفيلم شيق وجذاب
على غير العديد من الأفلام التي تبدأ بـ«رتم» بطيء للغاية لا يشد الجمهور، وبعد ذلك يتم سرد القصة ومشاكلها حتى يجذب المشاهد للفيلم من جديد، تميز فيلم "لف ودوران" في هذه النقطة بقوة، حيث كانت بدايته جذابة وشيقة، حيث رصدت بوجه عام، شخصية شاب يُدعى نور قباني، يعمل مرشدًا سياحيًا، يعيش مع عائلته المكونة من أربع سيدات هن أمه وجدته وشقيقته وخالته، وهو «رجلهم» الوحيد لكنه يحلم بالهجرة للخارج، بعد تعرض عمله إلى أزمة كبيرة بسبب تراجع السياحة في مصر.

وبسبب موقف طارئ يسافر إلى شرم الشيخ مع امرأة أجنبية كان يريد أن يهاجر معها، ولكنه يضطر إلى اصطحاب قريباته الأربع معه، وبعد مفارقات عديدة يكتشف وجود فتاة مصرية، وهى دنيا سمير غانم، ويضطر أن يتظاهر بأنها زوجته، فتتآمر القريبات معها من أجل إثنائه عن فكرة الزواج من الأجنبية والسفر.

وكان السبب في تظاهر "دنيا وحلمي" أنهما زوجان، هو أن الفندق الذى تواجدا فيه يسمح بتقديم جناح للمتزوجين فقط، وكان مدير الفندق "بيومي فؤاد" في انتظار عروسين جديدين؛ لالتقاط صور ترويجية للفندق لهما، فيختلط على مدير الفندق الأمر، ويعتقد أن "دنيا وحلمي" هما العروسان، ولكن مع تطور الأحداث يكتشف مدير الفندق أن من يقيمان عنده ليسا العروسين المنتظرين، وبعد ذلك وجدنا البطلين محتجزين في جزيرة مهجورة.

دنيا سمير غانم 
كان لتعاون أحمد حلمي مع الفنانة دنيا سمير غانم في هذا الفيلم طابع خاص لدى الجمهور، بعد عشقهم لهذا الثنائي الفريد من نوعه في فيلم "إكس لارج"، فعندما أعلن صناع العمل أن "دنيا" ستكون البطلة أمام "حلمي" تشوق الجمهور أكثر لمشاهدة الفيلم، وبالفعل، لم يخيب آمالنا هذا الثنائي، وظهرا خلال أحداث العمل منسجمين وجمعتهما العديد من المواقف الكوميدية والرومانسية التي جمعت بينهما.

وكان من أحد الأسباب الرئيسية لحجز دنيا سمير غانم مكانة خاصة لدى الجمهور، وإقبالهم على الفيلم، هو نجاحها الأخير في مسلسل "نيللي وشريهان"، الذي تم عرضه في رمضان الماضي، وحقق أكبر نسبة مشاهدة على موقع «يوتيوب»، وتمكنت من خلال هذا العمل أن تبني علاقة ثقة قوية بينها وبين الجمهور، ولم تخيب آمالهم في فيلم  «لف ودوران».

نهاية مفتوحة للفيلم
بعد لقطات رومانسية عديدة جمعت بطل العمل بالبطلة، يفاجأ الجمهور الموجود بالسينما بنهاية مفتوحة للفيلم، وفجأة ودون مقدمات نزل تتر نهاية الفيلم، عند اكتشاف البطل أن أهله طلبوا من "دنيا" إفشال علاقته بالفتاة الأجنبية، التي يظنون أنه يحبها، حتى لا يتزوجها ويحقق حلمه بالهجرة ويتركهم، فيظن بدوره أن "دنيا" لا تحبه وأنها تمثل عليه دورًا مطلوبًا منها، وينتهي الفيلم بعبارة ساخرة، قال فيها «حلمي»:«اكتشفت أن الراجل هو الدماغ، لكن الست هي الرقبة اللي بتحرك الدماغ، عشان كدة قررت أقطع رقبتي».


«كلب بلدي» للفنان أحمد فهمي
كان فيلم «كلب بلدي»، صدمة للعديد من الجمهور، عندما علموا أن الثلاثي الشهير «أحمد فهمي وشيكو وهشام ماجد» لن يتواجدوا مجتمعين في عمل فني واحد، حيث قدم «شيكو وهشام ماجد» سويًا، فيلم «حملة فريزر»، بينما تواجد أحمد فهمي منفردًا في فيلم «كلب بلدي»، ولذلك انتظر الجمهور هذا الفيلم على أحر من الجمر؛ لتقييم أداء أحمد فهمي.

واستطاع الفيلم لفت الأنظار حوله فور إطلاق الإعلان الدعائي له، الذي أظهر الفكرة التي يدور حولها، وهى وجود شاب نصف بني آدم ونصف كلب؛ نظرًا لإرضاعه من كلبة أثناء طفولته، وعندما كبر أصبح يفهم لغة الكلاب ومعظم تصرفاته مثلهم.

عبقرية التصوير والإخراج
تم تناول فكرة الفيلم بطريقة جيدة إخراجيًا وتصويرًا، فقد تمكن المخرج «معتز التوني» من إظهار بعض المشاهد ببراعة إخراجية عالية، وأيضًا كان لاستخدام هذا الكم الهائل من الكلاب الحقيقية في الفيلم، تأثيره الجيد لدى الجمهور، وأظهر أن الإخراج «متكلف»، على الرغم من تناول الفكرة في حد ذاتها كان ضعيفًا إلى حد ما.

وكانت التأثيرات البصرية والخدع «الجرافيك»، غاية في الروعة والجمال، وخدمت الفكرة التي يقوم عليها الفيلم، ومن دونها كان العمل سيكون غير مكتمل على الإطلاق.

فكرة الفيلم
تعتمد فكرة فيلم «كلب بلدي» على طفل تُرك في الشارع فقامت «كلبة» بإرضاعه وتربيته، فكبر ولديه حواس الكلاب، وهو البطل «روكي ابن فريسكا»، الذي يجسده الفنان أحمد فهمي.

على الرغم من أن فكرة العمل جديدة وفريدة من نوعها، ولم يتم تناولها من قبل، إلا أن سيناريو الفيلم لم يساعده على الإطلاق، ففي بعض اللقطات يحدث للمشاهد حالة من الانفصال، إذ يجد مشهدًا كوميديًا مفاجئًا ليس له أي علاقة بما قبله أو بعده، مثلما حدث في أحد المواقف المضحكة التي رصدت كلبه تريد التزاوج من «روكي».

ولعل أبرز المشاهد التي أضحكت السينما بأكملها هو مشهد قتال الأم «ويزو» على طريقة «النينجا»، فكان هذا المشهد طريفًا ومُنفذ إخراجيًا بشكل جيد، وإن كان بعيدًا عن المنطق.

وبعد الانتهاء من «رص» المواقف المضحكة في بداية الفيلم، يظهر الدب الضخم الشرير «وردة الحلواني»، الذي جسد دوره أكرم حسني، ويقوم البطل الكلب بإنقاذ مصر من خطته الشريرة في السيطرة على عقول المصريين، وهنا ظهرت المشكلة الأخرى، وهى الاصطناع المبالغ فيه في الأداء والتمثيل، وأيضًا في سرد القصة وعلاجها.

تكرار الشخصيات
عند مشاهدة اللقطات المحدودة والقليلة التي يظهر فيها الدب «وردة الحلواني»، الذي يجسد دوره «أكرم حسني»، يشعر البعض أنه يرى شخصية «عزيز الهنش»، التي قدمها الممثل إدوارد في فيلم «بنات العم»، خاصة مع وجود تشابه قوي في ملابسه وطريقة حديثه عن طفولته، وذكائه المحدود وتعليقاته المضحكة، وسذاجة أفكاره الشريرة.

وبدا «وردة» شريرًا «أبله» يمكن الانتصار عليه بسهولة عن طريق الدخول من باب «فيلته» المفتوح بالفعل، وهو ما لا يتناسب مع شرير بمخططاته المزعومة، الذي أخذ في اﻹعداد لها طوال النصف اﻷول من الفيلم، ولكن في النهاية ظهر أن مخططاته ليست لها قيمة، ولا تمثل تهديدًا كبيرًا؛ ولذلك جاءت النهايات سريعة وساذجة.

أما عن أحمد فهمي، فدوره في العمل ذكرنا بدوره في «الرجل العناب»، الذي جسد فيها شخصية «عصفور»، حيث كانت طريقة حديثه متقاربة للغاية في العمل، فضلًا عن ظهوره بشخصية ذكاؤها منخفض، ويحاول بطريقته الكوميدية إقناع البطلة «زبرجد»، ندى موسى، بحبه، وكان هذا الأمر بمثابة صدمة للجمهور، الذي كان ينتظر أن يرى «فهمي» في ثوب تمثيلي جديد، ولكنهم وجدوه «متكرر».

ونفس الحال للممثلة دينا محسن «ويزو»، التي جسدت دور أم البطل «روكي»، فكان اختيارها لبدانتها ليس جديدًا، وكانت معظم التعليقات ساخرة من وزنها، وأيضًا تساءل الجمهور كيف يتم اختيار «ويزو» لتجسيد دور والدة «فهمي»، ولو حتى على سبيل الدعابة وبعد تغيير مظهرها لتبدو أكبر سنًا، ولكن غير منطقي على الإطلاق أن يقتنع المشاهد أن «ويزو»، البالغة من العمر 25 عامًا، والدة أحمد فهمي، البالغ من العمر 35 عامًا.

قصة حب «مبتذلة» 
كانت علاقة الحب بين «روكي»، والطبيبة البيطرية «زبرجد»، مبتزلة، وليس لها قاعدة درامية قوية يستمتع بها المشاهد، بل كانت تقليدية من الدرجة الأولى، وخاصة أنها انتهت باختطاف "زبرجد" على يد "وردة" الشرير، ويسارع "روكي" لإنقاذها، وكان هذا المشهد مجرد إكمال للخط الذي تسير عليه أي علاقة حب "مبتزلة" من هذا النوع، في العديد من الأفلام.