رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

17 مليار دولار خسائر الاقتصاد المصري بسبب التلوث

تلوث الهواء
تلوث الهواء

17 مليار دولار خسائر الاقتصاد المصري بسبب التلوث

كارثة.. "قش الأرز" يكلف ميزانية الدولة 7 مليارات دولار سنويًا

"تلوث الهواء" رابع أخطر أسباب الوفاة في العالم

ناشطة بيئية: غياب البدائل يعرقل جهود تحسين الوضع البيئي في مصر

كشفت تقارير دولية، ومحلية صادرة مؤخرا، عن التكاليف التي تتكبدها اقتصاديات الدول، ومن بينها مصر؛ بسبب التلوث البيئي، عن أن الاقتصاد المصري يخسر سنويا، 17 مليار دولار، 7 مليارات منها بسبب حرق قش الأرز.

وتصل تكلفة تلوث الهواء، على الاقتصاد المصري، إلى 3.6%، من إجمالي الناتج القومي، بحسب تقرير حول تأثير تلوث الهواء على الاقتصاد الدولي، صدر قبل أيام عن البنك الدولي، ومؤسسة قياسات الصحة العالمية.

وبينما انخفضت نسبة تلوث الهواء المنزلي في مصر، بمقدار 94.9% في 2013، مقارنة بعام 1990، وانخفضت نسبة الوفيات المرتبطة بتلوث الهواء من 40.9 في 1990، إلى 39.1 في 2013، ارتفعت نسبة تلوث الهواء المحيط إلى ثلاثة أضعاف ونصف، أعلى من معايير منظمة الصحة العالمية، وبلغت 36.41 ميكروجرام في 2013، مقارنة بـ 35.92 في 1990.

واعتمد التقرير في قياسه لنسبة التلوث في الهواء، على كمية المواد الجزيئية في الهواء

(Particulate Matter)، وهي الجزيئات الميكروسكوبية الصلبة، أو السائلة؛ التي تعلق في الهواء، في مجالين هما تلوث الهواء المحيط، وتلوث الهواء المنزلي.

وتتواجد هذه الجزيئات نتيجة ﻷسباب طبيعية، كانفجارات البراكين، أو انبعاثات بشرية، وتحدد معايير جودة الهواء من منظمة الصحة العالمية نسبة 10 ميكروجرام لكل متر مكعب كمعيار أمان دولي.

وقدر التقرير أن تلوث الهواء يكلف الاقتصاد العالمي حوالي 5.1 تريليون دولار سنويًا، حيث يعيش 87% من سكان العالم في مناطق تتجاوز معايير منظمة الصحة العالمية لجودة الهواء، معظمهم من الفقراء، وقدرت الخسائر في منطقة الشرق اﻷوسط بنسبة 2.2% من إجمالي الناتج القومي، وهي أقل نسبة بين المناطق التي قدرها البنك الدولي.

ويتسبب تلوث الهواء في وفاة شخص من بين كل 10 أشخاص حول العالم، ما يجعله رابع أكبر عامل خطر دوليا، واﻷكبر في الدول الفقيرة، إذ يتسبب في 93% من الوفيات أو اﻷمراض غير المميتة.

وتقول سارة رفعت، الناشطة البيئية، إن البنية التحتية في مصر تحد من قدرة الدولة على التعامل بشكل ملائم مع مشكلة تلوث الهواء، مضيفة أن هناك عددا من منظمات المجتمع المدني، تحاول تقليل الانبعاثات لكن هذه الجهود يتم عرقلتها بسبب غياب البدائل المتاحة.

وأضافت: "على سبيل المثال، بينما يرغب الكثيرون في استخدام الدراجات، فإن الطرق لم يتم بناؤها لتسهيل هذا، لذا فإن تحجيم الارتفاع في أعداد مالكي السيارات، وتطوير شبكة مواصلات عامة أقوى، سيسمح للمواطنين باستخدام بدائل أكثر فاعلية".

وتعتمد منظمة الصحة العالمية على مقياس معدل السنة الحياتية للإعاقة DALY، والذي يقدر سنوات الحياة الصحية التي تم فقدانها بسبب عدد من العوامل تشمل المرض، واﻹعاقة، والصحة العقلية، ويعتبر تلوث الهواء عامل خطر مساهم لعدد من اﻷمراض بما فيها مرض القلب التاجي، وأمراض الرئة، والسرطان، والسكتة.

ورغم انخفاض نسبة تلوث الهواء المنزلي عالميا، إلا أن اﻷمر ما زال يمثل مشكلة لعدد من دول جنوب الصحراء في أفريقيا، وشرق آسيا، والمحيط الهادئ، واستمرت نسبة الوفيات المرتبطة بتلوث الهواء المنزلي عند 2.9 مليون من عام 1990 إلى 2013.

وانخفض عبء تلوث الهواء المنزلي -والذي يتم حسابه عن طريق قياس شدة تلوث الهواء ومدى تعرض الناس له- بنسبة 20.2% في نفس الفترة، لتنخفض الخسائر الصحية من 101.6 مليون وحدة من معدل السنة الحياتية للإعاقة في 1990 إلى 81.1 مليون وحدة في 2013.

وفي المقابل، ارتفعت نسبة الوفيات من تلوث الهواء المحيط بمقدار 700،000 لتصل إلى 2.9 مليون في 2013 حول العالم، طبقا للتقرير، وبينما لم ترتفع نسبة المواد الجزيئية في الهواء بشكل كبير منذ 1990، تقول رفعت إن المشكلة اﻷكبر تكمن في رغبة الدولة في توسيع استخدامها من الفحم في توليد الطاقة.

وتقول رفعت: "إذا استمرت مصر في خططها لبناء محطات فحم جديدة، سنرى تداعيات صحية أكثر من تلوث الهواء". "الفحم لديه قيمة مواد جزيئية أعلى بكثير مقارنة بمصادر الانبعاث اﻷخرى كالغاز الطبيعي. هناك العديد من الفوائد في البحث في تطوير مصادر منخفضة الانبعاث ومنخفضة الكربون، نحتاج إلى تصحيح المسار".