رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

"حداد حلوان" يرتكب 3 جرائم اغتصاب في 10 أيام انتقامًا من "الجنس الناعم"

صورة تعبيرية للمتهم
صورة تعبيرية للمتهم داخل القفص الحديدى

ـــ سعيد: ‬أمي واجهتني‭ ‬‬بخطأ‭ ‬ما‭ ‬أفعله وقالت ‬لي:‬"أنت‭ ‬عندك‭ ‬بنات،‭ ‬ولازم‭ ‬تخاف‭ ‬عليهم".
ـــ سعيد: ‬إصابة‭ ‬زوجتي‭ ‬بوعكة‭ ‬صحية علمت‭ ‬من خلالها أنها حامل‭ ‬قبل‭ ‬زواجها‭ ‬مني.

هل يمكن أن يتحول الإنسان إلى آلة بلا مشاعر؟ وما الظروف القادرة على فعل ذلك؟ وإلى أي طريق ينتهي الإنسان في مثل هذه الحالات أسئلة تدور في الأذهان عند الحديث مع بطل قصتنا هذه، فهو رجل قاده حظه السيء، إلى الوقوع في براثن زوجتين خائنتين، تعلم منهما أنه لا مجال للمعاملة الطيبة مع النساء، وأن الانتقام يجب أن يكون دافعه الوحيد للحياة، فإلى أين انتهى؟ وما تفاصيل روايته؟

عندما دخل علينا في مقر الجريدة، في مساء ذلك اليوم، لم يكن باديًا عليه، أنه مجرم عتيد، أو شخص غريب الأطوار، وإنما شعرنا جميعا أننا أمام رجل يحتاج إلى المساعدة، ولو بأن نسمعه.

ولأن هذا جزء من عملنا الصحفي المعتاد؛ لم يجد صعوبة في أن يعثر على من يستمع إلى قصته بكل اهتمام، خاصة أنه كان يصطحب ثلاث فتيات علمنا بعدها أنهن بناته.

ومع دقات السابعة من مساء ذلك اليوم، في منتصف شهر أغسطس الماضي، جلس سعيد عثمان، والذي يعمل ًبحلوان، بغرفة استقبال الضيوف في "النبأ"؛ يروي تفاصيل القصة التي دفعته إلى الحضور لمقر الجريدة.

وبصوت أنهكه التعب، والشعور بالامتهان، قال: "تزوجت من امرأة كنت على يقين أنها ستحمي بيتي، وعرضي في غيابي، وأنجبت منها بناتي الثلاث، اللاتي حضرن معي إليكم، وعشت معها 12 عامًا، لا أعلم أنني أربي حية رقتاء في بيتي".

وأضاف بصوت متهدج ونبرات خافتة: "لا أنكر أنها تحملت الكثير معي طوال هذه المدة، لكن فجأة انقلب الحال، وفوجئت بأنني متهم في قضية حيازة سلاح، ومواد مخدرة، ولم أكن أعلم كيف اتهمت بهذه الجريمة، ولم أستطع الدفاع عن نفسي؛ فحصلت على حكم بالحبس ثلاث سنوات".

وتابع: "ليال طويلة قضيتها داخل السجن، ساهرًا أفكر فيمن لفق لي تلك التهمة، وما مصلحته من ذلك، لكني لم أتمكن من إجابة هذا السؤال الذي بقي معلقا فوق رأسي يدقها بعنف، إلى أن جاء ذلك اليوم الأسود، الذي علمت فيه بأن زوجتي رفعت دعوى قضائية تطالب فيها بالخلع".

واستطرد: "رغم الزلزال الذي أصابني، خاصة عندما علمت أنها تركت بناتها لدى والدتي، المسنة التي لا تقو على خدمة نفسها، فإن الأصعب كان فيما تلا ذلك، حين أخبرني صديق لي، خلال إحدى الزيارات، أن زوجتي، وصديق آخر وراء الزج بي في السجن، وأنهما لفقا لي التهمة التي أقضي عقوبتها بعد أن أحب كل منهما الآخر، وأرادا التخلص مني".

المثير في قصة حداد حلوان، لم يأت بعد، كان هذا انطباع كل من حضروا هذه المقابلة، من محرري الجريدة، والذين تبادلوا نظرات الدهشة، من الأحداث التي يرويها سعيد، خاصة عندما أكد بشهادة بناته، أنه كان يرسل شهريًّا لأمهن مبلغًا ماليًا، من داخل السجن، حتى بعد أن علم بأنها خلعته، وتسببت في سجنه.

وقبل أن يستعيد حداد حلوان، أطراف الحديث ليستكمل روايته، بادره أحد الزملاء المحررين بسؤال: "من أين كنت تأتي بالمال الذي ترسله لها، وأنت في السجن؟"، فأجاب إجابة مقتضبة، تخلو من التفاصيل: "يا بيه في السجن ممكن تبقى بيزنس مان"!!

وبعد تنهيدة عميقة عاد سعيدًا عثمان يواصل روايته فقال: "بعد خروجي من السجن، حاولت البحث عنها لأسألها لماذا فعلت بي كل ذلك؟! لكني لم أوفق في العثور عليها، وبقيت في حلقي مرارة الشعور بالظلم، وليلة بعد أخرى بدأت نيران الانتقام تشتعل في قلبي، وبدأت أنظر إلى النساء على أنهن خائنات، لا تستحق واحدة منهن المعاملة الطيبة".

وأضاف: "عدت إلى عملي، وعادت الأموال تجري في يدي؛ لأني أتميز في مهنتي بأعمال قليلون من يجيدونها، وأحصل بسبب ذلك على مقاولات بمبالغ مالية محترمة، لكني أهملت كل شيء، وانغمست في حياة المجون، والملاهي الليلية، ولم يعد في ذهني سوى ممارسة الجنس مع النساء؛ لأني أراهن في هذه اللحظات ضعيفات، مستسلمات، لا تستطيع أي منهن مقاومتي، وهو ما يشبع جزئيًّا رغبتي الانتقامية ضدهن".

وتابع: "واجهتني أمي كثيرا بخطأ ما أفعله، لكني لم أرضخ لكلامها إلا عندما قالت لي: أنت عندك بنات، ولازم تخاف عليهم، ولا أدري لماذا لم أنم في تلك الليلة، وظل صوت والدتي يراودني ويكرر تلك الكلمات في عقلي، ووقتها قررت التوقف، بل والزواج؛ لأجد من ترعى بناتي بديلا عن أمهن الخائنة".

استطرد: "أخبرت والدتي برغبتي في الزواج فعرضت علي أن اقترن بواحدة من قريبات أحد المعارف، وهي سيدة مطلقة، ومصابة بعيب خلقي وهو أنها تعيش بكلية واحدة، ووافقت وتم الزواج في أسبوع واحد؛ بسبب تعجل أهلها، الذي لم أجد له مبررًا وقتها".

وواصل الحداد شهادته عن نفسه، فقال: "لم يمر أسبوع على زواجنا حتى أصيبت زوجتي بوعكة صحية، شديدة علمت من خلالها؛ أن الزوجة المحترمة حامل قبل زواجها مني، وأن الجنين مات في أحشائها؛ ولابد من جراحة عاجلة لاستئصاله منها".

وأضاف: "لم أجد أمامي سوى إبلاغ أهلها، الذين هددوني بالقتل، عندما سألتهم كيف لابنتهم أن تكون حاملا من زواج لم تتجاوز مدته أسبوع واحد فقط، ومن أين لها أن تحصل على شهادة خلو من الموانع الشرعية للزواج، وهي تحمل في أحشائها ابن رجل غيري؟!".

وفجر سعيد مفاجأته، التي نشرتها "النبأ" في عددها الصادر بتاريخ 20 أغسطس الماضي، وهي أنه أقام دعوى قضائية، ضد وزير الصحة؛ بسبب ما تعرض له من خداع على يد زوجته وأهلها، باستخدام شهادة الخلو من الموانع الشرعية التي حصلت عليها، قائلا: "لو ماكانتش جابت الشهادة دي ماكنتش اديتها الأمان".

هنا ينتهي الجزء الأول من القصة، والتي رواها لنا في "النبأ"، سعيد عثمان، لكن ما لم نسمعه منه أشد، وأنكى، خاصة إذ علمنا أنه تحول فجأة، ودون سابق إنذار، إلى ذئب بشري يفتك بكل من يوقعها حظها العاثر، بين أنيابه، بعد أن قادته رغبته في الانتقام، من الخيانة التي تعرض لها للمرة الثانية، إلى أن يتحول لذئب مفترس.

بدأت رحلة سعيد مع الانتقام، من مدينة 15 مايو، التي انتقل إليها ليعيش مع بناته، بعد أن تفتق ذهنه عن وسيلة يستطيع من خلالها الاستغناء نهائيا عن فكرة الزواج، وهي إحضار مربية للبنات، خاصة أنه عاد من جديد إلى مصاحبة الساقطات، ولم يعد لديه ما يدفعه إلى التفكير في الزواج.

وأنشأ سعيد صفحة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ومن خلالها طلب مربية لبناته، ووضع هاتفه المحول للتواصل، وهو ما تم بالفعل، إذ اتصلت به سيدة تعرض خدماتها، ولم تكن تدري أنها ستقع فريسة للوحش الكامن داخل نفس سعيد المقيدة بشهوة الانتقام.

حضرت السيدة إلى عنوان المنزل الذي يقيم فيه سعيد مع بناته، وبدأت عملها بالتعرف إلى الفتيات، اللاتي كن في حاجة ماسة إلى امرأة ترعاهم، خاصة بعد أن تحول أبوهم إلى إنسان عجيب، لا يعرف إلا القسوة.

وخرج سعيد إلى عمله، إلا أنه لم يستطع التحكم في أعصابه، بعد أن هاجت داخله الرغبة في الانتقام من النساء، وفشل في مقاومة ذلك الشعور الذي انتابه عندما رأى المربية للمرة الأولى، وهو أن ينتقم منها ويذلها.

ومسرعًا عاد سعيد إلى المنزل، ولا يدور في عقله سوى أمر واحد، وهو الانتقام من تلك المرأة الموجودة في منزله، وإذلالها، وقرر سعيد أن يفعل الشيء الوحيد الكفيل بالانتقام من تلك المسكينة، وإذلالها في آن واحد، وهو أن يغتصبها!!

وتمكن سعيد بتخطيط محكم، من ارتكاب جريمته، وطرد المسكينة من منزله، والمدهش أن كرر فعلته، وطلب مربية جديدة لبناته.

ويبدو أن سعيد شعر باللذة التي كان يبحث عنها، ليس من وراء الاغتصاب، وإنما لتحقيقه شهوة الانتقام، لذا كرر جريمته مع المربية الثانية بعد الواقعة الأولى بيومين فقط، والأدهى أنه استطاع استدراج الثالثة بالطريقة ذاتها، واغتصبها أيضًا.

بالطبع تقدمت السيدات الثلاثة ببلاغات منفصلة، عما جرى لهن من هذا الوحش الكاسر، ولأن الشر يولد داخل صاحبه حاسة خاصة تدفعه للشعور بالخطر، ترك سعيد بناته لدى والدته، وفر هاربًا، مطاردًا من الأجهزة الأمنية حتى وقع في قبضة المباحث، وتم حبسه على ذمة التحقيقات في قضايا الاغتصاب التي ارتكبها.

وهكذا انتهى طريق الانتقام بسعيد إلى غيابة السجن من جديد، لكن هذه المرة ظالمًا، وليس مظلومًا، جانيًا ينتظر حكم العدالة، والذي قد يصل إلى الإعدام، وليس مجنيًا عليه ينتظر عدالة السماء لتقتص له!!