رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«عزبة الزقازيق» تشعل الحرب بين «دكاترة الجامعات» ووزير التعليم العالي

أشرف الشيحي - أرشيفية
أشرف الشيحي - أرشيفية

"أين بقية الجامعات المصرية من المناصب القيادية بوزارة التعليم العالي، ولا هو مافيش غير جامعة الزقازيق؟!"، بهذه الكلمات بدأ الدكتور محمد كمال المتحدث باسم النقابة المستقلة لأعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية تعليقه على ندب أستاذ جديد من جامعة الزقازيق لمهام المدير التنفيذي لوحدة إدارة المشروعات بوزارة التعليم العالي؛ لينضم إلى القائمة المعروفة بـ"عزبة الزقازيق"، وهو الاسم الذي أطلقه دكاترة الجامعات على وزارة التعليم العالي في عهد الدكتور أشرف الشيحي، وزير التعليم العالي، والذي كان رئيسًا للجامعة المذكورة. 

وأكد الدكتور محمد كمال، أن المسلك الذي يتبعه وزير التعليم العالي بتعيين الزملاء من جامعة الزقازيق في المناصب القيادية داخل الوزارة، غير مقبول ومرفوض تمامًا. 

وأضاف "كمال" في تصريحات خاصة لـ"النبأ" أن الجامعات المصرية لم تعدم من يتولون مثل هذه المناصب، مؤكدًا أن هذا السلوك متكرر من قبل من يتولون وزارة التعليم العالي، حتى أصبح البعض يقول أن كل من يتولي هذه الوزارة يحولها إلى عزبة خاصة ويعين فيها زملاءه وأصدقاءه ومحبيه، بغض النظر عن الكفاءة واحتياجات كل منصب. 

وأشار المتحدث باسم النقابة المستقلة لأعضاء هيئة التدريس إلى أن الوزير لم يكتفِ بأن يترك إدارة هامة جدًا مثل إدارة المشروعات عام كامل بدون أن يعين من يرأسها وهذا يدل على عدم اهتمامه بالمشروعات التابعة للوزارة وهو ما ظهر أيضًا عندما عين أحد أصدقائه مسئولا عن استراتيجية وزارة التعليم العالي لمدة عام كامل ثم اتضح في النهاية أن الاستراتيجية التي قدمها هي نفس استراتيجية الوزير السابق عليه. 

وأقر الوزير بذلك في اجتماعه مع المجلس الأعلى للجامعات، موضحًا أنه لا يعرف مبررًا واحدًا لدى القيادة السياسية للإبقاء عليه، خاصة أن الجامعات المصرية لم تحقق أي تقدم في عهده، ولم يحدث أي تغيير في إدارة التعليم العالي، لإنهاء مشكلاته أو حتى العمل على حلها، مضيفًا: "رأينا ابن الوزير يحصل على منحة لإسبانيا، ورأينا الوزير يسافر للخارج بمعدل كل شهر ويصحبه فيها مجموعة من أصدقائه العاملين بالجامعات، دون أن نري أي نتيجة من تلك الزيارات، أو يعلن حتى عن هذه الاتفاقات"، وكرر "كمال" مطالبة رئيس الجمهورية ومجلس النواب بإقالة "الشيحي" فورًا. 

ومن المعروف أنه خلال أقل من سنة على تولي الدكتور أشرف الشيحي، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أصدر قرارات عدة بالاستعانة بعدد من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الزقازيق في مناصب قيادية بالوزارة، بجانب تعيين عدد آخر في مناصب عمداء للمعاهد الحكومية، ومستشارين للجامعات الخاصة. 

وأصدر الشيحي قرارًا بتعيين الدكتور عبدالله عسكر نائب رئيس جامعة الزقازيق لشئون تنمية البيئة وخدمة المجتمع، ورئيس المركز الاستراتيجي لجامعة الزقازيق السابق، وعميد كلية التربية سابقًا، في منصب مستشار الوزير للتخطيط الاستراتيجي، قبل أن يطيح به في وقت لاحق. 

كما أصدر الشيحي قرارًا بتعيين الدكتور عاطف النقلي، عميد كلية الحقوق سابقًا، في منصب المستشار القانوني للجامعات الخاصة، فضلا عن توليه عددًا آخر من أعضاء هيئة التدريس بكلية الهندسة جامعة الزقازيق في مناصب عمداء للمعاهد الحكومية. 

وسادت حالة من الغليان الأوساط الاكاديمية بالجامعات، حيث اعتبر أعضاء هيئة التدريس إصرار وزير التعليم العالي على الاستعانة بمستشارين وهيئة معاونة من جامعة الزقازيق، تحويل للوزارة إلى "عزبة الزقازيق".

وكان من المنقلبين على "الشيحي" صديقه القديم الدكتور عبد الله سرور، الذي كان يحضر جميع اللقاءات التي يعقدها الوزير، مؤكدًا أن تحويل وزارة التعليم العالي إلى "عزبة الزقازيق" سقطة مهنية، لا يمكن قبولها أو السكوت عليها، ولا يمكن أن تدار وزارة كبيرة بواسطة الشلة والأصحاب. 

وأضاف "سرور" عبر صفحته على "فيسبوك": "وإذا كانت عزبة الزقازيق دليلا على ضيق النظرة، وعدم المعرفة والخوف من الكفاءات، فإنها أيضًا دليل واضح على خلل أكيد في اختيار المتصدرين للمقاعد الكبيرة". 

وفي السياق ذاته قال الدكتور سمير عبد الفتاح استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة المنيا والمتحدث باسم نقابة علماء مصر، إن المناصب العليا في وزارة التعليم العالي ظلت لما يقرب من 10 سنوات حكرًا على أستاذة كليات الهندسة، مضيفًا أن كل وزير يتولى المنصب، يأتي بمن يعرفهم فقط ومن حوله دون أن يكون هناك اختيار للكوادر والكفاءات من جامعات مصرية مختلفة. 

وأضاف عبدالفتاح في تصريحات خاصة لـ"النبأ" أن الدكتور أشرف الشيحي وزير التعليم العالي لم يقدم أي جديد في الفترة التي تولي فيها المنصب، وكل ما يفعله أن يفتتح مشاريع قديمة في الجامعات دون أن يطور أي شيء في المنظومة التعليمية. 

وأوضح أستاذ علم الاجتماع السياسي أن الوزير ينفذ تعليمات بعض أعضاء هيئة التدريس المعروف بأن لهم انتماءات سياسية معينة، دون أن تتدخل الدولة لمنع ذلك. 

وكان وزير التعليم العالي الدكتور أشرف الشيحي أصدر قرارًا يحمل رقم 3496 بندب الدكتور نبيل حسن الأستاذ بكلية الهندسة بجامعة الزقازيق للقيام بمهام المدير التنفيذي لوحدة إدارة المشروعات بوزارة التعليم العالي لمدة عام، على أن تتحمل الجامعة مرتبه وبدلاته وجميع مستحقاته المالية. 

وحاولت "النبأ" التواصل مع المستشار الإعلامي لوزارة التعليم العالي الدكتور محمد حجازي لمعرفة الرد الرسمي للوزارة إلا أنها لم تتلقَ ردًّا.