رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

البرلماني طارق الخولي لـ"النبأ": أشعر بالإحباط وأداء مجلس النواب متوسط

طارق الخولي
طارق الخولي


قال النائب البرلماني، طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، والفائز على مقاعد قائمة في حب مصر، إنه مع انتهاء دور الانعقاد الأول للبرلمان، يشعر بشيء من الإحباط؛ نظرًا لأنه ومجموعة كبيرة من الشباب البرلمانيين، كان لديهم طموحات كبيرة وآمال واسعة لتحقيق تجربة محترمة يُحتذى بها لفتح العديد من الطرق للشباب للمشاركة في العمل السياسي، إلا أن التحديات التي واجهت البرلمان في دور انعقاده الأول كانت أكبر من طموحاتهم؛ نظرًا لاستنزاف الوقت في نظر مشاريع بقوانين صدرت في عهدي الرئيس المؤقت عدلي منصور، والرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، وتم استنزاف وقت النواب في إتمام الالتزامات الدستورية، ولم يستطع المجلس أن يحقق وينجز ما كان يجب عليه إنجازه.


كما أضاف الخولي، في حواره مع "النبأ"، أن وجود عدد غير مسبوق من الشباب تحت قبة البرلمان، يضع عليه مسئولية نجاح تجربته، مشيرا إلى أن تركيبة البرلمان مختلفة، عن كل البرلمانات السابقة، التي كانت تابعة للدولة أو كارتونية على حد وصفه، مؤكدًا أن البرلمان الحالي يستمد استقلاليته من الدستور الذي وضع للدولة نظامًا مختلطا، وهو ما يشير إلى أن البرلمان الحالي، يمثل تجربة جديدة ومختلفة بأجواء غير مسبوقة ظهرت في منح الثقة في جلسة أمس لوزير التموين الجديد.


وأوضح الخولي أن لجنة العلاقات الخارجية، كانت من أفضل اللجان التي أدت عملها في دورة الانعقاد الأولى، حيث إنها استطاعت أن تستعيد مكانة مصر البرلمانية في المحافل الدولية، سواء كان في البرلمان الإفريقي، والاتحاد البرلماني الدولي، والأورومتوسطي، كما تم انتخاب بعض النواب المصريين ممثلين عن الدولة المصرية في تلك المحافل، واستطاعت اللجنة أن تنهي عددًا من التحديات، تمثلت في العلاقات المصرية البريطانية، وكذلك في الملف الإيطالي، عن طريق التواصل مع جهات التحقيق المصرية في قضية جوليو ريجيني؛ لمعالجة الأمر بشكل مختلف، وظهرت ثمار جهد اللجنة، في الزيارة المتوقعة للنائب العام المصري المستشار نبيل أحمد صادق إلى إيطاليا قريبًا، وكذلك الملف الأمريكي والروسي والصيني والفرنسي، إلا أنه أعطى للجنته 5 من 10، مؤكدًا على أن طموحاته تفوق ما تم إنجازه بكثير.


وعن ائتلاف دعم مصر، قال الخولي، إنه لا يجوز محاسبة الائتلاف في دور الانعقاد الأول، خاصة وأنه ائتلاف وليد، وُلد تحت قبة البرلمان، ويحاول جاهدًا أن يصل إلى ذروة الشكل التنظيمي، وذروة تماسكه، موضحًا أن نواب الائتلاف كانوا من أنشط النواب تحت قبة البرلمان، وعارضوا الحكومة في عدد كبير من القضايا والملفات، خاصة قانون الخدمة المدنية، كما قدم أعضاء الائتلاف عددًا من الاستجوابات والأسئلة للوزراء، مؤكدًا أنه من الممكن محاسبة دعم مصر في دور الانعقاد الثاني، وذلك بعد أن يتم انتخاب رئيسه ومكتبه السياسي.


واستطرد الخولي، في حواره، قائلا: " إن المعارضة في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، كانت صعبة، حيث إن المعارضين كان يتم التضييق عليهم، وإيذائهم نفسيًا وجسديا، لكن أسهل شيء في هذه الأيام هو المعارضة، مطالبًا بعض النواب بتغليب المصلحة الوطنية على المكاسب الشخصية والإعلامية، بعدم الإعلان عن معارضتهم دون تقديم حلول.


وعن آداء الحكومة منذ منحها الثقة، قال: إنه تم منح حكومة المهندس شريف إسماعيل الثقة وتم تمرير القوانين التي قدمتها؛ من أجل دعمها وإعطائها فرصتها كاملة؛ حتى يستطيع مجلس النواب محاسبتها بحزم، مشيرًا إلى أن الحكومة أخفقت في شيء يجب معالجته في دور الانعقاد القادم، وهو أن الحكومة تسير في إصلاح اقتصادي جريء، كان يجب أن يتوازى معه وجود حزمة من الإجراءات لحماية المواطنين البسطاء، من الشعور بتقشف الحكومة أو ما تقوم به من إصلاحات سريعة الآن.


وعن الفساد الموجود في الوزارات، والمؤسسات الحكومية، قال الخولي، إن الفساد استشرى بشكل غير متوقع، وهو الآن غول مرعب ينهش كل من يقترب منه، واستطاع الفاسدون تكوين شبكات مرعبة لترهيب كل من يقترب منهم، حتى لو جاء مسئول كبير إلى مؤسسة ما، فهو يقلق من الاقتراب من هذه الشبكات  للإصلاح؛ خوفا من إدخاله في قضايا، ومشاكل هو في حل عنها، مشيرا إلى أن الحل هو تضافر شرفاء هذا الوطن من المؤسسات المختلفة من القضاء والبرلمان والحكومة ومجلس النواب؛ لطرح استراتيجية معينة، والعمل عليها للنزول بمعدلات الفساد، لأنه لن نستطيع أن ننهض اقتصاديًا دون القضاء على الفساد.


من ناحية أخرى، قال الخولي، إن مجلس النواب الحالي شهد نوعين من السلبيات، لابد أن يتم التخلص منهما في دور الانعقاد القادم، وهما التصريحات الإعلامية؛ بهدف"الشو" الإعلامي، وطريقة تقديم الطلبات تحت قبة البرلمان من النواب إلى الوزراء، مؤكدًا أن أغلبية النواب ترفض ما يقوم به قلة قليلة من النواب سواء كان تصريحاتهم الإعلامية بهدف التواجد فحسب، أو تقديم الطلبات بشكل مهين.


وفي نهاية حواره، أعطى البرلماني طارق الخولي نسبة 8 من 10، إلى مجلس النواب وذلك في تنفيذ الاستحقاقات الدستورية، بينما قال إن المجلس بشكل عام أداؤه متوسط ويحصل على 5 من 10، في قدرته على تحقيق وإنجاز آمال المواطنين.