رئيس التحرير
خالد مهران

بالفيديو والصور.. قصة «الموت» داخل مستشفى «دار الفؤاد»

مستشفى دار الفؤاد
مستشفى دار الفؤاد

دائمًا ما تمثل المؤسسات الطبية مكانًا يقصده المرضى للتخلص من آلامهم وأمراضهم، هي الملجأ لمن يحلمون بالشفاء من علاتهم، والعودة لممارسة حياتهم بشكل طبيعي، قد يدفعون في مقابل ذلك مبالغ طائلة، ولكن حلم القضاء على المرض داخل أجسادهم يهون عليهم هذا الأمر.


ولكن يظل الإهمال الطبي هو "الوحش" الذي يغتال كل أحلام القضاء على المرض، الإهمال الذي أصبح مسلسلًا لن نرى حلقته الآخيرة، خاصة بعد انتقاله لأعرق وأهم المؤسسات الطبية، وأعلاها تكلفة، وهو مستشفى "دار الفؤاد" الذي  كان سببًا مهمًا في وفاة مريضة داخل جدرانه، وهذا ما تكشفه تفاصيل الواقعة التالية.


"حنان عبد الله" سيدة شاء القدر أن تصاب بمرض "اللوكيميا"، قضت فترات طويلة تعالج في مستشفى "دار الفؤاد"، ويدفع زوجها المهندس "وليد عباس" مبالغ طائلة؛ على أمل أن تُشفى من هذا "المرض"، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، وتوفيت المريضة داخل المستشفى، وبين دخولها المستشفى حاملة المرض، وخروجها منه جثة هامدة، كانت هناك العديد من التفاصيل "المرعبة" التي تكشف عن وقائع إهمال "فاضحة".


بنبرة هادئة حزينة، قال المهندس وليد عباس:«منذ فترة، أصيبت زوجتي بسرطان الثدي، ثم شُفيت منه، ولكن القدر لم يكتب لنا فرحة طويلة، فقد عاد المرض يضرب جسد من زوجتي بصورة أخطر، حيث أصيبت بسرطان الدم أو اللوكيميا، ودخلت على إثر ذلك مدينة الشيخ خليفة الطبية بإمارة أبوظبي، وظلت بها 7 أشهر».


وتابع وعلامات الحزن ترتسم مرة ثانية على وجهه:«حالة زوجتي استدعت زرع نخاع لها، توجهت بها إلى مستشفي دار الفؤاد بـ6 أكتوبر لأنني كنت أسمع أنه أكبر مستشفي في مصر.. يعالج به صفوة البلد مقابل دفع أموال طائلة.. ولكن ما حدث في هذا المستشفى كان بحق شيئًا مخيفًا ورهيبًا».


وتابع:«أصيبت زوجتي بحرق من الدرجة الثانية نتيجة إهمال المستشفي وعدم تغيير خلاط الحمام والذي أدى لنزول الماء الساخن على قدم زوجتي والتي تم نقلها لغرفة أخرى لتلقى العلاج بوحدة النخاع بعد فشل إدارة المستشفي في إصلاح خلاط الحمام، بخلاف تعطل الكاميرا الخاصة بالزوار، والتي تمكننا من رؤيتها والإطمئنان عليها، وبعد تدخل مديرة المستشفى، تم تغيير الكاميرا بأخرى جديدة ولكن ليست مخصصة للتواصل مع المريضة، وإنما هي مجرد كاميرا مراقبة مثل التي تستخدمها الأجهزة الأمنية، والفني الذي قام بتركيبها قال: هو ده اللي موجود».


يصمت الزوج فترة من الوقت وكأنه يستجمع وقائع الإهمال وحكاية زوجته، ومتاعبها التي واجهتها في مستشفى «دار الفؤاد»، ثم يكمل الحديث عن وقائع الإهمال الطبي قائلًا:«تم نقل زوجتى من وحدة زرع النخاع إلى غرفة أخرى، وكانت المريضة مناعتها ضعيفه جدًا، وتعاني من الأنيميا نتيجة لعملية زرع النخاع التي خضعت لها، ولذلك اتفقت مع الممرضة الفلبينية على عدم مغادرة الحمام أثناء استحمام زوجتي لمعانتها من الأنيميا، وضعف الصفائح الدموية، وخوفًا عليها من الحركة الكثيرة، خاصة أن أي خطأ يحدث ربما ينتج عنه نزيف لا يتوقف».


واستكمل:«رغم تحذيرات الممرضة إلا أنه في نفس اليوم، سقطت زوجتي على وجهها بالحمام وتعرضت لتورم بالجبين؛ بسبب ترك الممرضة لها، وظلت فاقدة الوعي فترة، ومع ذلك لم تكلف المستشفى نفسها لعمل أشعة على المخ.. كما أنه تم تأخير أخذ عينة النخاع الشوكي، بسبب خطأ في إدارة الحسابات بالمستشفى التي كانت تظن أننا علينا فلوس».


وتابع:«كنت منتظمًا في دفع المبالغ المالية للمستشفى، وأحصل على الفاتورة في نفس اليوم، كانت تكلفة إقامة زوجتي في اليوم الواحد 25 ألف جنيه، وحدثت واقعة غريبة داخل المستشفى، فقد تم سرقة حذاء زوجتي، ولكن بعد التهديدات بمراجعة الكاميرات؛ عاد الحذاء في دقائق».


لم تكن الوقائع السابقة هي كل فصول الحكاية، ولكن السطور القادمة تحمل العديد من المفاجآت والكوارث التي يجب محاسبة المسئولين عنها داخل مستشفى «دار الفؤاد».


قال المهندس وليد عباس:«تم نقل دم من فصيلة لا تتناسب مع فصيلة زوجتي، ما تسبب في تعرضها لرعشة شديدة وضيق في التنفس وتم نقلها لغرفة العناية المركزة، وأقر طبيب الرعاية في ذلك اليوم أن الدم المنقول للمريضة خطأ، فحدثت مضاعفات وتسمم دموي».


وتابع:«بعد هذه الواقعة.. كانت زوجتي تحتاج صفائح دم كل 3 أيام؛ والكارثة أن المستشفى لم يكن بها فصيلة دم تناسب زوجتي، فحصلت عليه من الخارج، ولكن صفائح الدم كانت تحتاج لتشعيع، وهو ما يتكاسل عن فعله موظف المعمل الكيميائى».


وأكمل الزوج فصول الحكاية الكارثية قائلًا:« المأساة الكارثية تجسدت في غرفة العناية المركزة قبل وفاة زوجتي بثلاثة أيام، فرغم أنني كنت أدفع 25 ألف جنيه في اليوم، إلا أن هذه الغرفة كانت كارثة، فقد طفحت بها مياه الصرف، ثم دخلت المياه الملوثة إلى داخل غرفة عزل المريضة التي تعاني من ضعف المناعة».


وتابع:«حدث هرج ومرج بالمستشفى، وتم تغطية فم المريضة بالماسك خوفا من تعرضها لميكروبات، وتأخر المستشفى فى نقل المريضة لغرفة أخرى لمدة ساعتين ونصف الساعة، رغم التقدم بشكوى لمديرة المستشفى، حتى دخلت زوجتي فى غيبوبة كاملة بعد ارتفاع نسبة الحموضة، وتسمم الدم، ثم حدثت الوفاة في الغرفة 1701».


بعد هذه الواقعة، تقدم الزوج «وليد عباس» ببلاغ لقسم أول أكتوبر بمحضر رقم 2874/2016 إداري أكتوبر أول.


وقال أحمد السيد أحمد، المحامي، إن التحريات أثبتت ما تقدمنا به من بلاغ ضد مستشفي «دار الفؤاد»، وما تعرضت له المريضة «حنان عبد الله» من وقائع إهمال داخل المستشفى حتى فارقت الحياة، لافتا إلى أن هذه القضية تم إحالتها للنيابة التي استدعت المسئولين عن المستشفى، ومع ذلك لم يحضر أحد.


وأضاف أن المهندس وليد عباس أنفق ما يقرب من مليون جنيه على علاج زوجته داخل مستشفى «دار الفؤاد»، ولكن الإهمال تسبب في وفاتها، ومع ذلك اكتفت المستشفى بالاعتذار وإعفاء الزوج من دفع مصاريف آخر 4 أيام، وخصم أسبوع للكيميائي.