آخرهم سارة سمير.. كيف تؤثر الأموال الطائلة والشهرة على المراهقين

قالت الدكتورة زينب مهدي، استشاري الصحة النفسية، إن مرحلة المراهقة من أخطر ما يكون؛ إذ أطلقت عليها "مرحلة أزمة الهوية"، موضحة أنها أزمة بمعنى الكلمة في التفكير والشخصية وكل شيء، مؤكدة أن المال الوفير في مثل هذه المرحلة هو بمثابة سلاح ذو حدين.

 

وأكدت "مهدي" أن المراهق من الممكن أن يستفيد من هذه الأموال، أو تكون السلاح الذي يدمره؛ نظرًا أن البناء النفسي لأي إنسان مكون من 3 أنظمة أساسية، وهم:

1-"الهوا": ونعني به جميع الغرائز الفطرية الموجوده بداخل الإنسان وتتطلب الإشباع الفوري.

2-الأنا: وهي الوسيط بين الهو والأنا الأعلى، فهي تمثل المعايير الاجتماعية والقيم الدينية، بمعنى أنها تأخذ الدوافع من الهوا وتضعها في إطار محترم مثل الزواج، والهوا يأمر بإشباع الدافع الجنسي في أي مكان أما الأنا تقوم بتأجيل الدافع لحين توفر الظروف المناسبة له. 

3-الأنا الأعلى: هي تمثل الضمير والأخلاق والمثل العليا ولكن بشكل مبالغ فيه. 

وأضافت استشاري الصحة النفسية تلك الأنظمة النفسية تكبر مع الإنسان حيث إنه في فترة الطفولة والمراهقة تسودها نظام الهوا، خاصة إذا لم يتم تدريبه على الأنا، فقالت: "فترة المراهقة مع المال الوفير تصنع الكوارث لو لم يوجد شخص راشد عاقل يوجه ذلك المراهق". 

وأشارت إلى تأثير المال الوفير في نفسية المراهق:

 

1-البعد عن الدين: 

بمعنى أن المال يدعو إلى الاستمتاع بكل متاع الدنيا ومن هنا نجد أن الفترة التي لابد أن تكثر فيها القيم الدينية وهي المراهقة، سوف تكون مليئة بالترف وهذا سوف يؤثر على الشخصية ويجعل الشخص من أصحاب الشخصية النرجسية.

2-قلة الحكمة:

المال الوفير إما أن يزيد من حكمة صاحبه وهذا يكون بعد سن الرشد أو أنه يصيب صاحبة بالحماقة والسفاهة.

3-البعد عن الجو الأسري: 

الارتباط بالمال والنجاح المبكر يبعد الفرد عن أسرته شيئا فشيئا.

وفي هذا السياق نصحت "مهدي" المراهقين الذين يمتلكون أموالًا كثيرة أن يكون معهم موجه أو رقيب على تصرفاتهم؛ لأنهم ما زالوا في فترة المراهقة ولا يحسنون التصرف في كل الأحوال، وبالتالي سوف يخسرون ما اكتسبونه في وقت قصير، إن لم يستطيعوا أن يحافظوا على ذلك النجاح بالذكاء والتطلع، فضلًا عن أن التقرب إلى الله شيء مهم للغاية في تلك الفترة.

وفيما يخص الإنسان صاحب النفس الضعيفة فأكدت "مهدي" أن كل ذلك الثراء سوف ينقلب إلى الضد، بمعنى أن الطموح مطلوب في ذلك الوقت جدا لأمرين؛ الأول للتفوق الدراسي والآخر لتحقيق الثراء، ولكن عندما يجد المراهق أمامه الكثير من المال سوف يهمل دراسته؛ لأنها سوف تشغله عن ماله، وبالتالي سوف تفسد كل هذه الماديات حياته لأنها شغلته عن تحقيق ذاته وتحقيق مستوى أكاديمي مرموق مهما كانت حالتك المادية فهذا لا يغني عن مستواك العلمي.