رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حسين سالم.. رجل أعمال خاصمته ثورة 25 يناير.. وتصالحت معه 30 يونيو

الرئيس السيسي- حسين
الرئيس السيسي- حسين سالم

يتعبر "حسين سالم" أول رجل أعمال مصري تخاصمه ثورة 25 يناير وتتصالح معه 30 يونيو ، فبعد أن خرج من مصر هاربًا خوفًا من العقاب، عاد إليها مرة أخرى كرجل أعمال لا مجرمًا، بالرغم من نهبه لحق الشعب المصرى لسنوات طويلة.

قبلة الحياة

حسين سالم أعطته 30 يونيو قبله الحياة أو طوق النجاة، وخاصة أنه ظل لسنوات بعد الثورة غير قادر على التحرك بكل سهولة نظرًا لملاحقته في عدة قضايا، ووضعه على قوائم الانتربول الدولى.

اشتُهر حسين سالم  بقربه من النظام الحاكم فى مصر وقت أن  كان الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى السلطة، و تمكن من الاستفادة من وراء حكومات "مبارك" بمهارة، وبالرغم من أنه كان من أوائل رموز نظام "مبارك" الذين فطنوا لحقيقة مجريات الأحداث إبان ثورة 25 يناير فاتخذ من إسبانيا قِبلة له هربًا من التهم التى لاحقته فيما بعد ، إلا أن 30 يونيو أعطته قبلة الحياة .

 نشأته

"حسين سالم" رجل أعمال مصري، ولد عام 1928م في سيناء التي ينتمي إلى إحدى قبائلها، بدأ حياته كموظف في صندوق دعم الغزل، ثم التحق بسلاح الطيران وشارك في حربي 1967 و1973م حيث كانت بداية معرفته بالرئيس السابق محمد حسني مبارك.

أصبح " حسين سالم" أحد المستشارين الداعمين للسادات ولاتفاقية السلام مع إسرائيل، كما كان المسئول عن تنفيذ المعونة الأمريكية الأمنية للقاهرة في إطار اتفاقية السلام مع إسرائيل.

واتجه "حسين سالم" إلى جانب العمل السياسي، للعمل في مجال الاستثمارات بالسياحة والطاقة  حتى أصبح من أكبر رجال الأعمال في مصر، فهو يُعد الأب الروحي لمدينة شرم الشيخ، حيث أنه أول من استثمر فيها عام 1982م، ويعتبر مالك خليج نعمة بالكامل، بالإضافة إلى أنه يمتلك عدة منتجعات منها منتجع "موفنبيك جولى فيل" أكبر المنتجعات السياحية في هذه المنطقة.

350 مليار حجم ثروته

كشف البعض عن أن  ثروه " حسين سالم" الحقيقية تجاوزت الـ350 مليار جنيه، نظرًا لعلاقته القوية بمبارك، حيث جمع بينهما عدد من المشروعات والاستثمارات على رأسها شركة "الأجنحة البيضاء" التي تم تسجيلها في فرنسا وتُعد المورد الرئيسي لتجارة السلاح في مصر منذ أن كان "مبارك" نائبًا لرئيس الجمهورية.

عقب ثورة 25 يناير هرب رجل الأعمال من مصر بطائرته الخاصة، لتورطه في قضايا الاستيلاء على المال العام وإفساد الحياة الاقتصادية بالبلاد، بالإضافة إلى الإضرار العمد بأموال الشعب لتصدير الغاز المصري لإسرائيل بأسعار منخفضة من خلال شركة غاز شرق المتوسط التي يمتلكها .

والقي القبض علي "حسين سالم" من قبل الانتربول الدولي في إسبانيا، ثم تم الإفراج عنه بكفالة قدرها 27 مليون يورو بعد تجميد جميع أصوله.

20 مليار جنيه للتصالح

سعى حسين سالم إلى التصالح من النظام المصرى بعد 25 يناير فتواصل مع السلطة أثناء حكم جماعة الإخوان، وتم التفاوض معه على التصالح مقابل التنازل عن 20 مليار جنيه، ولكنها فشلت وفقًا لما صرحت به بعض قيادات الجماعة.

وبعد أحداث 30 يونيو تجددت أمال حسين سالم للعودة إلى مصر، وخاصة أن معظم من هم فى 30 يونيو كانت تربطهم به علاقة قوية، وتشجع بقوة على القيام بهذه الخطوة، بعد أن برأته  محكمة جنايات القاهرة  من قضية "الغاز"، كما أسقطت عنه دعوى تقديم 5 فيلات للرئيس الأسبق ونجليه كهدايا، ليظهر صاحب المليارات على الساحة من جديد، معلنًا قدومه إلى مصر، وذلك في ديسمبر2014، ويحاول فتح صفحة جديدة مع الدولة، فيتقدم بطلب إلى جهاز الكسب وآخر إلى النيابة العامة معلنًا فيه رغبته الكاملة التصالح مع الدولة، ورد المبالغ المستحقة عليه، وذلك في أوائل 2015.

ولعب المستشار أحمد الزند، وزير العدل السابق، دورًا كبيرًا فى اتمام عملية التفاوض، حيث  كشف أن التصالح مع رجل الأعمال بدأ بالتفاوض على 10 مليارات جنيه، وذلك في نوفمبر 2015، ولكن حسين سالم نفى هذا الكلام،  ثم أعلن بعد ذلك "الزند" أن التصالح سيتم مقابل رد 6.5 مليار جنيه، ومن جانبه يؤكد جهاز الكسب غير المشروع، أن رجل الأعمال وأسرته تقدموا بطلب تصالح يتضمن تنازلهم عن 75% من ممتلكاتهم، أي ما يقدر بــ 5 مليارات و500 مليون جينه.

نهاية المفاوضات

رحلة من المفاوضات على التصالح استمرت لأكثر من عام، حتى  أُسدل الستار عليها، بعد أن أعلن المستشار عادل السعيد رئيس جهاز الكسب غير المشروع، عن الممتلكات التي تم نقلها لرجل الأعمال حسين سالم، مؤكدًا مخاطبته النائب العام والكسب لرفع التجميد على أموال سالم وأسرته في الخارج ورفع الأسماء من النشرة الحمراء الخاصة بالمطلوبين أمنيا، نظير تنازله عن 21 أصلًا من الأصول المملوكة له ولأسرته، والتي بلغت 5 مليارات و341 مليون جنيه، وتمثل 75% من ممتلكات حسين سالم وأسرته والتي وصل إجمالى قيمتها إلى 7 مليارات و122 مليون جنيه.