رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«مطاريد» الإخوان وأحمد عز يرسمون «مستقبل مصر»

النبأ


من جديد يعود اسم المهندس أحمد عز، القيادي السابق في «الوطني المنحل» للتردد داخل الحياة السياسية المصرية، لاسيما بعد إعلان حزب «مستقبل مصر»،  توليه منصب «الرئيس الشرفي» للحزب.


وزادت عودة «عز» للظهور السياسي، من حالة الجدل حوله، خاصة أنه كان من الأسباب الرئيسية لاندلاع «ثورة يناير»، بعد سيطرة الحزب الوطني على الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 2010، وإقصاء المعارضة بشكل كامل.



تغيير جلد «العدالة الحرة»

لم يكن «مستقبل مصر»، حزبًا جديدًا في الوسط الحزبي بمصر، ولكن هذا الحزب ما هو إلا «إعادة تدوير سياسي» لحزب «العدالة الحرة» - تحت التأسيس – لرئيسه السياسي الشاب «عمرو عمارة»، وضم هذا الحزب في البداية بعض الشخصيات التي كانت محسوبة على تيار «الإسلام السياسي»، وجماعة الإخوان المسلمين.


وتمثل الانطلاقة الجديدة لحزب «العدالة الحرة» أو «مستقبل مصر» كما يسمى الآن بداية لاستغلال أموال «إمبراطور الحديد» المهندس أحمد عز، الذي تم تنصيبه «رئيسًا شرفيًا» للحزب، الذي يحلم بالسيطرة على جزء من الساحة السياسية في مصر.



خطة التطوير بدأت مبكرًا

منذ شهور أعلن وكيل مؤسسي الحزب، نية الحزب افتتاح 7 مقرات جديدة بالمحافظات، بعدد من محافظات الجمهورية، لافتًا إلى أن هذه الخطوة تمثل بداية جديدة للتواصل مع الجمهور، وهو ما يدلل على أن «عمارة» أجرى عددًا من الاتصالات السرية مع رجل الأعمال «أحمد عز»؛ للحصول على الدعم المالي له.


حزب وطني جديد

يواجه حزب «مستقبل مصر» بعد تنصيب المهندس أحمد عز، رئيسًا شرفيًا له، العديد من الاتهامات الخاصة بأنه سيكون «قبلة جديدة» لـ«غسيل سمعة» قيادات وأعضاء الحزب الوطني المنحل، وبعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين الذين سيقودون «مستقبل مصر»


الحديث السابق يغذيه ما حدث من ترحيب من جانب حزب «حماة الوطن» الذي يرأسه اللواء جلال هريدي، والحديث عن هجرة بعض أعضائه للانضمام إلى الكيان السياسي الجديد.


«عمرو عمارة» انتقد في تصريحات صحفية، الاتهامات الموجهة للحزب، وبأنه سيكون منبرًا سياسيًا لـ«غسيل سمعة» قيادات الحزب الوطني المنحل، موضحًا أن الحزب سيجري خلال الفترة القادمة «ثورة إصلاحية» هدفها الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ودعم الدولة للخروج من الأزمات الاقتصادية والتجارية والصناعية ولم شمل المصريين تحت رأيه واحدة وهو حزب «مستقبل مصر».


لكن الأخبار المتناثرة بشأن وجود ما يقرب من 99  عضوًا من الحزب «الوطني المنحل» في حزب «مستقبل مصر»، وتصريحات «عمارة» نفسه التي قال فيها «إن أعضاء الحزب الوطني جزء من النسيج المصر»، تبطل دفاعه بشأن أن الحزب سيكون «قبلة جديدة» لرجال نظام مبارك.



فرع جديد لحزب «المخابرات الحربية»

يبدو أن حزب «مستقبل مصر» سيكون قبلة جديدة لحزب «مستقبل وطن»، الذي أسسته المخابرات الحربية، ويرأسه «الفتى المدلل» للرئيس عبد الفتاح السيسي، السياسي الشاب «محمد بدران»، الذي يدرس «القيادة والتخطيط» حاليًا في الولايات المتحدة، وترك إدارة شئون الحزب للأمين العام له المهندس «أشرف رشاد».


هناك شواهد تؤكد هذا الاتجاه داخل حزب «المخابرات الحربية»، لاسيما بعد استقالة عدد من أعضاء الحزب في أمانات مختلفة بالجمهورية، وإعلانهم الانضمام لحزب «مستقبل مصر» بعد تنصيب المهندس أحمد عز، رئيسًا شرفيًا للحزب.


وقال اللواء «علاء بازيد»، الخبير الأمني، إن هناك فكرة قديمة ترسخت فى أذهان «مرتزقة السلطان»، وهي تحصين المال الملوث بـ«السلطة أو الحصانة»، وهى أشبه بـ«غسيل الأموال »، منوهًا إلى أن العقود الثلاثة الماضية، ظهرت طبقة رجال الأعمال التى ارتفعت واغتنت فوق «جثة الوطن»، وهى الطبقة شديدة الغنى برؤوس أموالها الطاغية.


وأشار الخبير الأمني، إن رجل الأعمال المهندس أحمد عز، يحاول الظهور مرة ثانية في الوسط السياسي، عن طريق «المال السياسي»، الذي كان بالفعل سببًا مهمًا لعودة وجوه «مكروهة».

 

وأضاف أنه ينبغي التأكيد على أن منظومة الفساد الكاملة التي بنيت في أكثر من ثلاث عقود لن يتم القضاء عليها في وقت قصير، ولكنها تحتاج إلى الوقت الطويل، والفهم والإدراك والوعي، مؤكدًا أن حزب «مستقبل مصر»، يعمل على إعادة وجوه سياسية لن يتقبلها الشعب.



وقال عاطف أمين، عضو الهيئة العليا لحزب «التحالف الشعبي الاشتراكي»، إن الكثيرين كانوا يعتقدون في البداية أن حزب «العدالة الحرة»، سيكون النسخة الجديدة من حزب «الحرية والعدالة»، ولكن اتضح أنه حزب فلول الوطني المنحل، خاصة بعد تغيير اسمه إلى «مستقبل مصر»، وتنصيب المهندس أحمد عز رئيسًا شرفيًا له.


وقال «أمين»، إن قيادات الحزب الوطني المنحل يسعون من أجل العودة إلى المشهد السياسي مرة أخرى من خلال الانضمام لأحزاب صغيرة، ربما تعاني من مشاكل مالية، لافتًا إلى أن فلول الوطني، لم يجدوا ترحيبًا بهم من الأحزاب السياسية الكبيرة، ولهذا يخترقون الأحزاب الصغيرة.


وأوضح أن عودة أحمد عز للنشاط السياسي، سيكون له تأثير سلبي على الرئيس السيسي، خاصة أنه سيقال أن «عز» عاد من جديد بضوء أخضر من السيسي، لافتا إلى أن «عز» يريد استعادة كل ما كان يفعله أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك.