رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

لماذا يُصر "أردوغان" على مهاجمة السيسي بعد فشل "الانقلاب العسكري"؟

النبأ


منذ فشل "الانقلاب العسكري" في تركيا، يصر الرئيس رجب طيب أردوغان، في حواراته والظهور الإعلامي له، على مهاجمة النظام في مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لاسيما مع وجود "تلميحات" تركية، تشير إلى تورط القاهرة في الانقلاب الذي شهدته أنقرة في 15 يوليو.

المرة الأولى التي هاجم فيها "أردوغان"، السيسي، كانت في حواره مع قناة "الجزيرة"، حيث قال الرئيس التركي: "ما فعله السيسي في مصر يوازي ما فعله الانقلابيون في تركيا.. فقد قام بانقلاب على مرسي المنتخب"، بحسب قوله.

وصعد "أردوغان" الهجوم على السيسي قائلا: "لا علاقة له بالديمقراطية من قريب أو بعيد".

أما المرة الثانية التي هاجم فيها الرئيس التركي، النظام السياسي في مصر، فقد كانت في احتفالية نظمها حزب «العدالة والتنمية» بقيادة رئيس الوزراء السابق «أحمد داوود أوغلو»، بمناسبة مرور أسبوعين على فشل "الانقلاب".

وقال «أردوغان»، مهاجمًا الدول التي أيدت الانقلاب، في إشارة إلى مصر: «نحن بفضل الله تعالى أسقطنا وأفشلنا المخطط الانقلابي في تركيا بعد أقل من ثلاث ساعات من حدوثه؛ جيشنا هو جيش مثقف وواع ولا يقبل الذل ولا الركوع إلا لغير الله تعالى فقط؛ فكل من قام بانقلاب سيعدم إذا وافق البرلمان التركي على القرار».

وصعد الرئيس التركي هجومه على النظام المصري، قائلا: «في مصر هناك انقلابيون قاموا بانقلاب على رئيسهم، وكان قائد الانقلاب هو وزير الدفاع آنذاك؛ ولكن سنة الله في الأرض أن ينال الانقلابيون جزائهم في الدنيا».

هجوم النظام التركي يزداد كلما ذكر اسم المعارض التركي "فتح الله جولن"، وإمكانية استضافة القاهرة له، خاصة أن شخصيات سياسية وإعلامية، طالبت بمنح حق اللجوء السياسي للمعارض التركي الداعية فتح الله جولن الذي تطالب أنقرة السلطات الأمريكية بتسليمه لها.

ودعا المستشار أحمد الفضالي، رئيس تيار الاستقلال، السلطات المصرية إلى منح فتح الله جولن، حق اللجوء السياسي، لحمايته من تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان له بالإعدام.

وأكد الفضالي، أن مطالبته بمنح جولن حق اللجوء السياسي تأتي وفقا لمبدأ المعاملة بالمثل، حيث يحتضن النظام التركي قيادات وعناصر جماعة الإخوان المسلمين وكل أعداء مصر والمتآمرين عليها».

وطالب الإعلامي أحمد المسلماني،  مصر باستضافة فتح الله جولن، إذا قامت أمريكا بترحيله من أراضيها، نكاية في أردوغان.

وتتهم الحكومة التركية جولن، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1998، بالوقوف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد.

ومنذ ما يقرب من أسبوعين، نشرت صحيفة "ورلد تربيون" الأمريكية، تقريرا نقلت فيه الانتقادات الجديدة لـ"أردوغان"، حيث يرى الرئيس التركي أنه ليس من حق السيسي انتقاد السياسة التي يتبعها النظام التركي مع الشعب، زاعما أن السيسي "تلوثت يده بالدماء".

وألقت الصحيفة الأمريكية الضوء على اتهام القاهرة المستمر لأنقرة بأنها تتعمد التدخل في شئونها الداخلية وتعمل على دعم الميليشيات المسلحة التي توجه هجماتها ضد مصر، في نفس الوقت، ذكرت الصحيفة أن الانقلاب العسكري كان بفعل فاعل، ما يشير إلى أن تركيا تلمح لتورط مصر في هذا الانقلاب.

وقال الكاتب الإسرائيلي «يوني بن مناحم»، إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يهاجم مصر؛ لتعزيز وضعه ولصرف الانتباه عن الأزمة الداخلية في تركيا.

وأضاف الكاتب، أن أردوغان استعان بقناة "الجزيرة" التي تحظى بشعبية في العالم العربي، بدلًا من الاستعانة بوسائل الإعلام التركية، لإيصال رسائله الجديدة إلى الجمهور على أوسع نطاق ممكن، لافتًا إلى أن الجزيرة قناة تدعم الإخوان وحركة حماس، وتبث بانتظام مواد تحريضية ضد نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي.

التصريحات التي يطلقها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد النظام السياسي في مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تجد صدى رسمي، حيث أصدرت وزارة الخارجية في المرة الأولى التي هاجم فيها "أردوغان"، السيسي، بيانا جاء فيه: " الرئيس أردوغان يستمر في خلط الأوراق وفقدان بوصلة التقدير السليم، الأمر الذي يعكس الظروف الصعبة التي يمر بها". 

وأضاف، بأنه: "من ضمن أكثر الأمور التي تختلط علي الرئيس التركي، القدرة علي التمييز بين ثورة شعبية مكتملة الأركان خرج فيها أكثر من ثلاثين مليون مصري مطالبا بدعم القوات المسلحة له، وبين انقلابات عسكرية بالمفهوم المتعارف عليه" حسب البيان.