رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

رئيس الجالية السودانية في مصر لـ«النبأ»: يوجد سودانيين ينامون في الحدائق بأسوان..والتأشيرة أكبر عقبة للفارين من ويلات الحرب

محرر النبأ مع رئيس
محرر النبأ مع رئيس الجالية السودانية في مصر

يقترب عدد الوافدين بعد الحرب لنصف مليون سودانى.. ويدخل 45 «باص» لمصر يوميًا

التأشيرة حولت وصول بعض السودانيين لـ«مناحة» على المعبر.. وأنصح بالنزوح داخليًا بدلًا من اجتياز الحدود

الصعايدة استقبلوا السودانيين فى بيوتهم.. ولا يمكننا الزواج فى مصر دون إذن من السفارة

إصرار الوافدين على السكن بأماكن تواجد السودانيين جعل أسعار الإيجارات جنونية

بعض الوافدين أثروا سلبيًا على صورة السودانيين المقيمين فى القاهرة..وفتح سجون الخرطوم زاد الأمور تعقيدًا

الطلاب يمكنهم خوض الامتحانات دون الحاجة للسفر.. ومصاريف المراكز التعليمية السودانية فى القاهرة باهظة

تذكرة الباص إلى حلفا بـ3000 جنيه مصرى.. والرحلة للقاهرة تتكلف 250 ألف سوادنى

قال إبراهيم الزين، رئيس الجالية السودانية في مصر، إن العدد الحقيقي للوافدين السودانيين إلى مصر منذ اندلاع الحرب وحتى الآن ما يقرب لنصف مليون مواطن سوداني، مشيرًا إلى أن قرابة «45» باص يوميا للقاهرة.

وأضاف «الزين» في حواره لـ«النبأ»، أن بعض النازحين السودانيين يعانون من ظروف صعبة تضطرهم للمبيت في الحدائق بأسوان، لافتًا إلى أن هناك محاولات للجالية لتوفيق أوضاعهم.

وكشف رئيس الجالية السودانية في مصر، إلى العديد من المعلومات حول أعداد الجالية في مصر وأماكن تمركزهم، مسلطًا الضوء على العديد من الإشكاليات التي تواجههم في مصر، وإلى نص الحوار..

ما هو عدد الجالية السودانية في مصر وما هي أماكن تمركزهم؟

لا توجد إحصائية دقيقة لعدد السودانيين في مصر، ولذلك أي إحصائية ستجد فيها خلل وعدم مصداقية، ولكن كثيرا ما يدور الحديث عن عدد السودانيين في مصر ما بين 4 إلى 5 ملايين سوداني، وينقسمون إلى فئتين مقيمين سواء من رجال أعمال أو إداريين أو غيرهم، والفئة الأخرى من اللاجئين الذين قدموا طلب لجوء للمفوضية العامة للأمم المتحدة.

ولا يتجاوز عدد اللاجئين المسجلين 20% من مجموع السودانيين في مصر، وتتميز مصر عن باقي الدول لأنه لا يعيش اللاجئين في معسكرات ولكن يعيش مثله مثل أي مواطن.

قديما كان يتواجد السودانيون في مصر في الإسكندرية وبورسعيد وعين شمس والجبل الأصفر، خاصة وأن الهجانة كانت مراكزهم الأساسية في القاهرة هي عين شمس والجبل الأصفر، وفي الفترة الحديثة ظهرت مدينة نصر في الحي العاشر والمعادي وحدائق المعادي، ثم جاءت فيصل وأرض اللواء وعابدين.

وإلى أي مدى وصل عدد الوافدين الجدد لمصر بعد الحرب الأخيرة؟

السلطات المصرية تتحدث عن وصول أكثر من 46 ألف سوداني، ولكن العدد الحقيقي حتى الآن يقترب من نصف مليون سوداني، حيث يخرج قرابة 45 باص في اليوم للقاهرة، ومن خرج من السودان لجميع الدول مليون و200 ألف.

ما هي مشكلة السودانيين في الوصول لمصر؟

يجب أن تكون حامل مستنداتك الرسمية من أجل الدخول إلى مصر، فلا يمكن لأحد الدخول دون جواز سفر، ويجب أن يكون حامل التأشيرة للرجال من سن 16 سنة فما فوق.

المتعب في الأمر هم الأطفال من سن 16 سنة فما فوق، كثير من الناس الفارين من جحيم الحرب يقومون بقطع التذاكر من الخرطوم للقاهرة، ومعهم الأسرة والنساء ليوفجئوا عند المعبر بأنهم يمكنهم الدخول عدا هذا الشاب وتصبح هناك مناحة، كل ساعة اتصال بمشكلة من هذا القبيل، تكمن المشكلة في المراهقين من سن 18 إلى 20 يجب أن يكون له تأشيرة.

حدثنا عن الإجراءات الصحيحة الواجب اتخاذها للقادمين إلى القاهرة؟

يجب أولا أن يتوجه إلى حلفا ويقف في الطابور حتى استخراج التاشيرة، لمن ليس له جواز سفر، ومن لديه جواز منتهي يمددون له الجواز 6 أشهر بختم ومراعاة لظروف الحرب يضاف الأطفال في جوازات ذويهم، ومن فقد جوازه يفتح بلاغا عن ذلك في بورسودان ثم يتوجه للسفر، ويوجد الوثيقة الاضطرارية لمن ليس له جواز ولكنها أوقفت للشباب الصغار لأنه أصبح بها تزوير.

وحقيقة الأمر أن الضباط المصريين في حلفا يقدرون ظروف الناس، ولذلك تتراوح مدة إصدار التأشيرة ما بين 3 إلى 7 أيام.

كم تتكلف رحلة السوداني من الخرطوم إلى القاهرة؟

 تبدأ تلك التكاليف بسعر الباص أولًا من الخرطوم إلى حلفا والذي يتكلف 50 ألف سوداني أي 3000 جنيه مصري تقريبًا، وبعد ذلك التسهيلات التي تقدم في حلفا مقابل إصدار التأشيرة، حيث يدخل السماسرة في موضوع التأشيرة وتخرج بـ100 ألف سوداني أو 6 آلاف جنيه مصري وتنتهي بسعر الباص من حلفا ويوجد نوعان الأول من حلفا إلى أسوان والثاني إلى القاهرة، ويتكلف 600 جنيه مصري، والرحلة من حلفا للقاهرة تكلف السوداني ما يقارب 250 ألف سوداني شاملة التأشيرة والباص للقاهرة.

كيف ترى تعاطي المصريين مع بداية توافد النازحين السودانيين في أسوان؟

أسوان فتحت أبوابها بالكامل للسودانين، الأسواني فتح بيته للسوداني، فمن يريد أن يستقر في أسوان يستقر ومن يريد السفر للقاهرة، ولكن أسوان معبر وليست مستقر فهي بمثابة ترانزيت، وهو مكان دخول الباصات بالإضافة إلى أن المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني تتواجد هناك وقامت بعمل معسكرات ولجان.

ما هو دور المنظمات الدولية في الأزمة الحالية؟

تقوم المنظمات الدولية في أسوان بدور كبير، فإذا كانت ظروفك لا تسمح بثمن التذكرة يقطعون لهم التذكرة للقاهرة أو يؤجرون لهم 3 أو 4 أيام في أسوان، والعديد من المنظمات الدولية مثل فيستا وكريتاس شكلوا خلية بإدارة الأزمة، ويوفرون إيجار عدة أيام ريثما ترتب أفكارك ما بين الاستقرار أو الرحيل للقاهرة وما بين الأغذية والأدوية.

كيف ترى مشكلة السكن للنازحين السودانيين؟

تعتبر من أهم المشاكل التي تواجه النازحين وخاصة إذا كانوا أسرا، في القاهرة تتلخص الأزمة في أن كل سوداني يريد السكن بجوار أحبائه وذويه، مما جعل مع موجة الفارين من الحرب أسعار الشقق تصبح جنونية خاصة في مناطق معينة مثل فيصل ومدينة نصر وعابدين، وتوجد أحياء أخرى الأسعار بها أقل بكثير، مثل مدينة العاشر من رمضان وبها فرص عمل وهي قريبة من وسط القاهرة، ما سيدفعه السوداني في المواصلات إذا كان له حاجة في وسط القاهرة أقل بكثير مما سيدفعه في الإيجار بتلك الأماكن، وحتى بنفس الأماكن يوجد أماكن بأسعار أقل ولكنها أبعد قليلًا مثلًا في فيصل يمكن السكن في كعابيش بدلًا من شارع الملكة والأبيض.

أما السكن في أسوان، فالإيجارات أسعارها كانت عادية، ولكن عندما يزيد الطلب ويقل العرض تزيد الأسعار، غير القادرين يكون لديهم معارف يستضيفوهم وبطبيعة السودانيين لديهم الكرم والأسر الممتدة وأيضًا من المصريين من الصعايدة يستضيفون أسرا، وناس لديهم وضع صعب يضطرون للمبيت في الحدائق بأسوان، ويوجد محاولات لتوفيق أوضاعهم، ويتواصلون مع الجالية في أسوان ولكن هذا لا يعني أنهم يحلون جميع المشاكل ولكن يقللون من المعاناة.

ما هي المشكلات القانونية التي تواجه السودانيين في مصر؟

تعد أبرز مشكلة قانونية تواجه السودانيين هي أنهم يحتاجون تصريحا من سفارة بلادهم من أجل استخراج أي وثائق رسمية في مصر، وهو إجراء لا يوجد في أي دولة إلا في مصر، فهو يحتاج لإذن السفارة من أجل استخراج رخصة قيادة بل ونفس الإذن من أجل الزواج وعقد القران، والسؤال إذا رفضت السفارة زواج السوداني لا يتزوج، وهو ما يكبد أي سوداني عناء السفر والذهاب للسفارة أولًا من أجل استخراج تلك الأوراق.

كيف ترى مشكلة تعليم السودانيين النازحين وحلولها؟

تم تأجيل العديد من الشهادات سواء في ولايتي الخرطوم ودارفور بسبب الاشتباكات أو في السودان ككل مثل الشهادة الثانوية، وبالنسبة لسكان الخرطوم ودارفور الامتحانات أصلًا مؤجلة، أما إذا كان النازح من ولايات ثانية فيمكنه عبر المراكز التعليمية السودانية أن يقوم بدخول الامتحانات في القاهرة بل وامتحان ما فاته، ولكن الأزمة تكمن في أن كل المراكز التعليمية السودانية في القاهرة مراكز ومدارس خاصة ومصاريفها مرتفعة خاصة مع الأسر التي لديها عدد من الأطفال في مراحل التعليم المختلفة.

ما هي أكبر تخوفاتكم من النازحين الجدد الوافدين إلى مصر؟

أكبر تلك التخوفات هو تشويه صورة السودانيين الموجودين وإعطاء صورة سلبية بسبب تصرفات البعض، خاصة وأن السودانيين مشهورون بالأمانة والإخلاص في العمل، ولكن يوجد ظواهر من شباب بهم نزاعات غير المعتاد عليها من السودانيين؛ مما يؤثر على سمعة الباقين في مصر، ويجب عمل ندوات عن قوانين الدولة المستضيفة ونظام الحياة فيها.

كيف ترى زيادة نسبة الجرائم السودانية في مصر مع فتح السجون في الخرطوم؟

لا يوجد لدينا وثائق أو معرفة بهم خاصة مع عدم وجود بيانات واردة في الوقت الحالي من السودان، ولكن مثل إطلاق سراح المساجين والمجرمين من سجون الخرطوم خطورة كبيرة، ولكننا نعتقد في كل النازحين الخير إلى أن يثبت العكس، ولكن نحن لا نحمي المجرمين أو معتادي الإجرام.

ما هي نصيحتك للسودانيين الذين يفكرون في القدوم لمصر؟

انزح داخلي في أي إقليم من الأقاليم، في حلفا بورسودان أو الوسط أو الغرب، بدلًا من الخروج من السودان لأن الخروج يحتاج لوثائق، كما أن الشباب قد تحتاجهم السودان ليحاربوا، كدعم للقوات المسلحة.

في الختام وجه رسائلك للأطراف المتحاربة في السودان؟

الجانبان يعلمان أن الحرب الحالية «عبثية» ولا منتصر فيها ولذلك ندعو لوقف الحرب وتجنيب المدنيين ويلاتها والقاتل والمقتول سوداني، أما رسالتي لشعبي نشعر بألمكم والظروف الصعبة التي تمرون بها في السودان.