بعد العقوبات الغربية على روسيا:
ميناء الحمراء المصري الطريق الأمن لوصول صادرات روسيا البترولية للعالم
في أغسطس الماضي، أعلنت وزارة البترول إجراء توسعات في ميناء الحمراء البترولي بمنطقة العلمين وتتمثل في قطعة أرض بمساحة 120 فدان على المنطقة الشاطئية، حسب بيان من الوزارة.
وبحسب الوزارة، فإن التوسعات للميناء تهدف إلى زيادة السعة التخزينية بإضافة 4 مستودعات تخزين سعة 630 ألف برميل خام لكل منها للوصول إلى سعة تخزينية 5.3 مليون برميل. يأتي ذلك بالإضافة إلى قطعة الأرض بمساحة 420 فدانا المجاورة لمنطقة ميناء الحمراء والتي سيتم استغلالها كمنطقة لتداول المنتجات البترولية ومحطة للشحن لخدمة توسعات منطقة العلمين.
وحسبما ذكر وزير البترول المهندس طارق الملا، فإن الخطة التوسعية بالميناء تهدف لتحويله لمركز استراتيجي علي ساحل البحر المتوسط لتداول الخام والمنتجات البترولية. ويحتل ميناء الحمراء البترولي موقعا مميزا على سواحل البحر الأبيض المتوسط.
ووفقًا للموقع الرسمي لشركة بترول الصحراء الغربية، تم إنشاء ميناء الحمراء عام 1968 على ساحل البحر الأبيض المتوسط. وعلى بعد 120 كم غرب مدينة الإسكندرية، بغرض استقبال وتخزين وشحن الزيت الخام المنتج من حقل العلمين. كأول اكتشاف تجارى بالصحراء الغربية، وحاليا يتم استقبال إنتاج 16شركة عاملة بالصحراء الغربية.
وتتم عملية الشحن إما من خلال خط بحري بسعة 30بوصة، وشمندورة رباط باستخدام ناقلات الخام للتصدير الخارجي أو باستخدام الخط البري الحمرا/ كرير بسعة 20 بوصة. ويقدم ميناء الحمراء عدد من التسهيلات البرية، منها 6 مستودعات تخزين ذات سطح عائم بإجمالي سعة تخزينية 1.5 مليون برميل. ومجمع البلوف الرئيسي الذي يمكن التحكم في حركة الزيت الخام في المحطة. كما أن نظام الشحن يتكون من محطتي ضخ، كل محطة تتكون من وحدتين مضخة، بمعدل تدفق حوالي 500،000 برميل / يوم لكل مضخة.
كيف أصبح بديلا للصادرات الروسية؟
قال تقرير، إنه تم تسليم شحنة تبلغ نحو 700 ألف برميل من النفط الروسي إلى ميناء الحمراء في وقت مبكر من يوم 24 يوليو الماضي. ولفت إلى أن هذه المحطة أنشئت للتعامل مع خام النفط المنتج في الصحراء الغربية لمصر، إلا أن هذه الخطوة التي وصفها التقرير بأنها غير عادية تخلق احتمالات لمزج البراميل الروسية بالإنتاج المحلي المصري.
وقد كانت الناقلات التي تحمل الخام الروسي تجري عمليات النقل من سفينة إلى أخرى قبالة مدينة سبتة شمالي إفريقيا، لكنها أصبحت تجري هذه العملية مؤخرا وسط المحيط الأطلسي، وهو موقع غير معتاد لمثل هذه العملية الصعبة التي تُنفذ عادة في مواقع محمية قرب الشاطئ، حسب التقرير.
وأضاف التقرير أن عمليات نقل النفط الخام تمت أيضا قبالة سواحل جوهور قرب سنغافورة في يونيو الماضي، حيث أصبحت المنطقة بالفعل موقعا لنقل شحنات الخام الإيراني المتجهة إلى الصين.
وبحسب بيانات تتبع السفن عبر مارين ترافيك، فإن طرق وصول البترول الروسي إلى ميناء الحمراء يمر ببعض الإجراءات، إذ حين أبحرت الناقلة كريستد ودخلت ميناء الحمراء، وصلت ناقلة بترول أخرى تسمى كريس والتي كانت موجودة بالميناء لأيام قبل وصول كريستد.
وبحسب بيانات تتبع السفن، حين غادرت الناقلة كريستد في يوليو الماضي كانت خزانات البضائع الخاصة بها ممتلئة تقريبًا، والآن ترسو في ميناء رأس الشخير النفطي على ساحل البحر الأحمر في مصر، وهي محطة ناقلة نفط بحرية تشغلها شركة بترول خليج السويس "جابكو"، تُستخدم حوالي 240 سفينة بقدرة 12.800.000 طن من الوزن الثقيل المرافق سنويًا. كما توفر هذه المحطة أيضًا إمكانيات لمزج الخام الروسي مع البراميل المصرية.
51 شحنة بترول روسي في شهر واحد
حسب بيانات تتبع السفن، قفز عدد شحنات البترول الروسي الواردة إلى مصر من روسيا إلى 51 شحنة في شهر أغسطس الماضي، مقابل شحنة وحيدة في أغسطس 2021.
كما ارتفع عدد الشحنات المتجهة إلى الإمارات بأكثر من 400% على أساس سنوي في أغسطس، وزاد عدد السفن المتجهة إلى الصين بأكثر من الضعف. واستقبلت المملكة العربية السعودية وماليزيا 32 و48 شحنة على التوالي خلال الشهر بعد عدم تلقي أي شحنة في أغسطس 2021.
ومن المتوقع أن ترتفع التدفقات خلال الأشهر المقبلة، مع تصاعد الضغط على موسكو للعثور على مشترين جدد قبل أن يدخل حظر الاتحاد الأوروبي على الخام الروسي حيز التنفيذ في ديسمبر.
ولتسهيل عملية الدفع، انضمت مصر إلى نظام الدفع الروسي "مير"، حيث قال الدكتور فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن مصر ستربط شبكة ميزة مع نظام مير الروسي للتعامل بالروبل نهاية 2022، مضيفًا أن هذا التحرك يأتي ضمن خطة للبنك المركزي وبتوجيهات رئاسية للحكومة، من أجل تعزيز المعاملات التجارية وتقليص العجز وتعزيز الصادرات.
وأضاف الدكتور فخري الفقي، أن ربط شبكة ميزة مع نظام مير الروسي يدعم سداد فاتورة القمح لموسكو بسهولة، مشيرًا إلى أن تفعيل الربط بين مير وميزة سيمكن التعامل بالروبل الروسي بسهولة، ما يدعم تسديد فواتير القمح الروسي بسهولة، كذلك يدعم تنشيط السياحة الروسية في مصر، حيث يستطيع السائح التعامل بالروبل في أي مكان بمصر.