رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

ممرضة بـ«مستشفى ديرب نجم» تكشف تفاصيل جديدة عن واقعة «الغسيل الكلوى»

وزيرة الصحة
وزيرة الصحة


خيّمت حالة من الحزن على أهالي مركز ومدينة «ديرب نجم» عقب كارثة مستشفى «الغسيل الكلوي»، والتي تسببت في «3» وفيات، وما يقرب من 15 مصابًا، عقب الإهمال الجسيم الذي تعرضوا له أثناء تلقيهم جلسات الغسيل الكلوي بالمستشفى.


وكلف الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، هالة زايد، وزيرة الصحة، بالذهاب إلى مكان الواقعة، واتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن، فقررت إغلاق الوحدة، معلنة أنها ستحاسب المقصرين المسئولين عن هذه الواقعة.


بدوره، قرر الدكتور ممدوح غراب، محافظ الشرقية، إحالة المسئولين عن الواقعة للنيابة العامة.


الغريب فى الأمر أنه في أقل من 5 أشهر على افتتاح هذه الوحدة وبعد 12 يوما من زيارة المحافظ الجديد الدكتور ممدوح غراب للمستشفى وقعت الكارثة.


وكشفت ممرضة عاملة فى هذه الوحدة - رفضت ذكر اسمها، تفاصيل ما حدث فى هذا اليوم، قائلة: «مرضى الفشل الكلوي بديرب نجم مقسمون لمجموعتين كل منهما تخضع لعملية غسيل ثلاث مرات في الأسبوع، وتناسب اليوم مع المجموعة الأولى التي تغسل كل سبت، إثنين، أربعاء».


وأضافت: «نستقبل يوميًا 49 حالة يتم عمل غسيل كلوي لهم، ويتم توزيعهم على شيفتات العمل، ففى الشيفت الأول نستقبل 20 حالة وكذلك فى الشيفت الثاني، والشفت الثالث بيكون 9 حالات»، مشيرة إلى أن أجهزة الغسيل الكلوى كانت تحتاج إلى صيانة منذ فترة طويلة.


وأوضحت أن مدير المستشفى السابق الدكتور فريد حافظ طلب أثناء فترة وجوده بالمستشفى أكثر من مرة من وكيل وزير الصحة، الدكتور هشام مسعود، بتغيير الفلاتر، مضيفة أن وكيل الوزارة رفض هذا المطلب، لافتة إلى أن هذا المطلب كان من أحد العوامل الأساسية لإقالة مدير المستشفى السابق الدكتور فريد حافظ.


وتابعت: «لم يكن مدير المستشفى السابق الوحيد الذى طلب هذه الأمر، ولكن أيضًا رئيسة الرقابة بمديرية الصحة طلبت هى الأخرى طلبت بتغيير فلاتر المياه للغسيل الكلوى، لأنها ستؤدي إلى كارثة إذا ظلت على هذا الوضع ولكن لم يستجب إلى مطلبها ورفض هو أيضا».


وأشارت إلى أنه تم تغيير فلاتر من قبل مسئولى الصيانة، يوم الجمعة الماضى، وتم تركيبها دون تطهيرها وتعقيمها من جديد، موضحة أن الممرضات قامت بتشغيله دون العلم بأنه لم يتم تجريبه، مؤكدة أنه كان من المفترض أن تجرى عملية التجربة لجميع الماكينات بعد عملية الصيانة، إلا أن ذلك لم يحدث.


وتابعت: «أصيب 4 من المرضى بعد توصيل الأجهزة لهم بدقيقتين بحالة عمى وأجساد المرضى تحولت للون الأزرق بسبب نقص الدم»، مشيرة إلى أن المعدات المستخدمة فى هذه الوحدة يطلق عليها اسم «جابور» التى تسبب مشاكل كثيرة لكثرة تعطلها.


وأكدت أنه تم التحقيق مع جميع الممرضات بالمستشفى كشهود عيان على الواقعة، مشيرة إلى أن لم يحدث مشاكل من قبل بخصوص هذه الوحدة، مؤكدة أن المشكلة ظهرت بعد عملية الصيانة مباشرة.


ونصّ عقد الصيانة، غير شامل قطع الغيار لمحطة معالجة الغسيل الكلوي، على أن تقوم شركة الصيانة «المصرية الدولية للهندسة الطبية» بصيانة محطة معالجة مياه بوحدة الغسيل الكلوي بجميع مشتملاتها، على أن يكون هناك مرور دوري وصيانة وقائية شهرية لمرة واحدة، وتشمل أعمال القياس والضبط وإصلاح الأجهزة، وذلك دون قطع الغيار والمستهلكات.


وتكون قيمة الصيانة الشهرية 1000 جنيه، على أن تكون الصيانة السنوية بقيمة 12 ألف جنيه، إذ بدأ العقد من 1 مارس الماضي، وينتهي التعاقد في 28 فبراير المُقبل.


نقابة شمال الشرقية، أعلنت عن تشكيل هيئة دفاع من بعض المحامين المتطوعين لحماية الموقف القانوني لأسر الشهداء والمصابين بواقعة الغسيل الكلوي بديرب نجم وملاحقة الجناة قضائيا.


وقال محمد عيسى أمين عام الفرعية، إنه تقرر تشكيل هيئة دفاع فور إبلاغ النقابة بتلك الواقعة، حيث تطوع عدد من المحامين لتولى مهام القضية والدفاع عن أسر المتوفين وملاحقة المتسببين، مؤكدا أنه لا تتهاون في اتخاذ كافة الوسائل لتحقيق القصاص والعدل.


التقرير الطبي لـ11 من مصابي حادث وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى ديرب نجم، أكد أن الحالات المحوّلة من مستشفى ديرب نجم إلى مستشفى الزقازيق الجامعي، بعد الاشتباه بإصابتهم بتسمم أثناء إجراء الغسيل الكلوي، كانت الأعراض المرضية التي عانت منها متشابهة وهي: ضغط دم مرتفع، وزغللة بالعين، وصعوبة في التنفس وآلام في الصدر.


بدوره أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان الدكتور خالد مجاهد، أن الوزيرة الدكتورة هالة زايد قررت، إغلاق وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى ديرب نجم.


وأوضح أن الوزيرة شكلت 3 فرق لتحديد أسباب الواقعة، أولهم فريق من قطاع الطب الوقائي وصحة البيئة والترصد لسحب عينات من المياه وتحليلها، مضيفا أن الفريق الثاني من قطاع الطب العلاجي بالوزارة، مع مدير عام إدارة الكلى الصناعي، والفريق الثالث من إدارة التفتيش، للعمل على كشف أسباب الوفيات وتحديد المسئول على الواقعة.


قرار وزيرة الصحة، لقى رفضا كبيرا لدى العديد من أهالى مركز ديرب نجم، مؤكدين أن المريض هو الوحيد فقط الذي سيدفع ثمن مثل هذه القرارات.


وطالب الأهالى بفتح وحدة الغسيل الكلوي، ومحاسبة المتسببين عن هذه الكارثة بدلا من إغلاقها، مؤكدين أن مستشفى ديرب نجم تعانى من الإهمال الكبير من نقص المعدات وعدم وجود أطباء.


ولم تكن واقعة كارثة وحدة الغسيل الكلوى، هى واقعة الإهمال الأولى في المستشفى؛ ففي سبتمبر عام 2015، قررت النيابة الإدارية بالزقازيق، برئاسة المستشار محمد يوسف، وبإشراف المستشار إيهاب عبد المنعم، جمعة رئيس النيابة، إحالة مدير مستشفى ديرب نجم السابق، و5 أطباء وموظف بالمستشفى إلى المحاكمة التأديبية، في القضية رقم 502 لسنة 2014، حرق فم طفل أثناء إجرائه عملية اللوز بالمستشفى.


وقررت النيابة الإدارية بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، في فبراير 2016، إحالة 13 طبيبًا، بأقسام الجراحة العامة والنساء والتوليد، بمستشفى ديرب نجم، للمحاكمة التأديبية، لتخديرهم المرضى وإجراء جراحات لهم، بالرغم من عدم تخصصهم.


وفي فبراير العام الماضي، خلال جولة مفاجئة لفريق من النيابة الإدارية، كشفت عن وجود أعضاء بشرية "طحال وأمعاء" وسرنجات مستخدمة، وأدوات مستعملة، محفوظة منذ حوالى 13 عامًا فى مادة الفورمالين بمشرحة المستشفى.


وكشفت لجنة من هيئة الطب الشرعي، أن الأعضاء البشرية التي عثر عليها من فريق النيابة الإدارية بمستشفى ديرب نجم المركزي غير صالحة للاستخدام أو النقل لأي مريض، وكلفت النيابة الإدارية بضرورة التحري عن سبب احتفاظ المستشفى بها لسنوات طويلة دون إعدامها بعد إذن من النيابة العامة، في ظل عدم وجود محاضر تثبت قانونية الاحتفاظ بها لتلك المدة.


وفى إبريل من العام الماضى، أعلن اللواء خالد سعيد، محافظ الشرقية، ضبط متعهد أغذية مسئول عن توريد الوجبات الغذائية المقدمة للمرضى بمستشفى ديرب نجم العام، لقيامه بتوريد ٢٨ كيلو دجاج بما يعادل 33 دجاجة غير صالحة للاستخدام الآدمى، كان يتم تجهيزها فى مطبخ المستشفى لتقديمها إلى المرضى، وذلك أثناء جولة مفاجئة لإدارة تموين ديرب نجم، برئاسة جميل أبو سريع مدير عام الإدارة، على المستشفى المذكورة، وتحرير محضر رقم 224 جنح ديرب نجم، ضد أمين العهدة المسئول عن توريد وسلامة الوجبات الغذائية المقدمة للمرضى بمستشفى ديرب نجم العام، وتم التحفظ على الكمية المضبوطة ومصادرتها وإتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد المخالف.


كما شهد يوليو من العام الماضي، مرورًا مفاجئًا من لجنة تابعة لإدارة المتابعة الميدانية بديوان عام محافظة الشرقية، على مستشفى ديرب نجم المركزي، وتبين عدم تواجد 26 من العاملين بالمستشفى أثناء الزيارة، ومغادرتهم لمقر عملهم قبل انتهاء مواعيد العمل الرسمية، وتم إعداد مذكرة للعرض على المحافظ لتوقيع الجزاء القانوني على العاملين غير الملتزمين بخصم 3 أيام من الراتب واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.