رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

دبلوماسي سابق: 3 دروس يجب أن نتعلمها من اتفاقية كامب ديفيد

السفير هاني خلاف
السفير هاني خلاف

قال السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، تعليقا على مرور 40 عاما على توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، أن هناك الكثير من الدروس التي يجب الاستفادة منها من هذه الخطوة ونتائجها مصريا واقليميا ودوليا، وعلى مزيد للفهم لطبيعة الشخصية الإسرائيلية.

 أول هذه الدروس هو أن أي جهد سياسي ودبلوماسي جاد وهادف ينبغي أن تتوافر له شروط، أهمها تحقيق توافق وطني بين جميع الجهات والمستويات بشأن طبيعة الهدف المطلوب انجازه وتحقيق الانسجام بين جميع العناصر المؤسسية والفردية العاملة من أجل تحقيقه.

واشار خلاف في تصريحات حصرية لـ«النبأ»، إلى أن التناغم التاريخي الذي حدث طوال مراحل التفاوض بين مؤسسات رئاسة الجمهورية والجهاز الدبلوماسي وأجهزة الأمن والسلطات التشريعية والإعلامية والاقتصادية قد كفل قدرا كبيرا من أسباب النجاح لهذا الجهد المصري التفاوضي، لافتا إلى أنه من المهم أيضا التذكير بحصافة القيادة المصرية في ذلك الوقت، التي تعاملت مع بعض الحالات في بعض مراحل التفاوض بهدوء، ولكنها بحسها الوطني اكتفت بمجرد الانسحاب من المشاركة.

 الدرس الثاني هو أن هناك بعض الأهداف الوطنية التي يصعب تحقيقها بدون تهيئة الظروف الاقليمية وتوفير التفهم العالمي الواسع حولها، ورغم أن المعروف في العلن أن الكثير من الدول العربية الشقيقة كانت لها في ذلك الوقت مواقف مخالفة للرؤية المصرية، وقرر بعض هذه الدول مقاطعة مصر، ونقل مقر الجامعة العربية خارج القاهرة، إلا أن ذلك لم يمنع مصر من مواصلة التشاور الهادئ مع بعض قيادات تلك الدول، وحين حققت مصر ما ارادت من تحرير لكامل أراضيها المحتلة، وبدون تفريط في الحقوق المشروعة للأطراف العربية الأخرى، عادت العلاقات المصرية العربية إلى سابق عهدها، بل تبارت بعض هذه الأطراف العربية في دعم مصر اقتصاديا ودبلوماسيا.

 الدرس الثالث يتمثل في ضرورة الانتباه والتفهم الجيد لطبيعة الشخصية الإسرائيلية التي لا يمكن أن تثق إلا في قدراتها العسكرية الذاتية، ولا يمكن أن تتأثر استراتيجيتها وعلاقاتها بعيدة المدى بأية عواطف أو مجاملات أو ضغوط تفرضها عليها بعض المراحل.