رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عادل توماس يكتب: سيدى البابا فى يدك الخلاص من سلسال الدم داخل الأديرة المصرية

عادل توماس
عادل توماس

حوار ساخن مع أحد الرهبان يكشف:

 

ثروة بالملايين على «حس الفقراء» داخل الأديرة.. وتصرف حسب «مزاج الأساقفة»



أطباق "دش" وأجهزة كمبيوتر داخل القلايات.. أدوات تستخدم لإخماد ثورة الرهبان

 

لا توجد دفاتر لتسجيل التبرعات.. والبابا لا يستطيع محاسبة الأساقفة

 

حقيقة وجود «معتقل كنسى» داخل أحد الأديرة بأخميم

 

حسابات بنكية خاصة لـ«الرهبان».. وحقيقة إرسال «شهريات» لهم عبر البنوك

 

«قصقصة أجنحة» الرهبان على يد البابا شنودة برعاية «الأجهزة السيادية»

 

سوء التغذية والإهمال وراء إصابة الرهبان بأمراض خطيرة

 

تفاصيل عملية «طبخ القرارات» لـ«كتم أنفاس» الرهبان داخل الأديرة

 

مُخطط «ذبح» الرهبان.. وقصة شلل أحدهم على يد رئيس الدير

لا يوجد قانون يسمح بـ«شلح» الرهبان.. والعملية تدار على «المزاج»

 

لم تكن جريمة مقتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادى النطرون، مجرد قضية جنائية تشغل أجهزة الأمن والتحقيق، بل كانت كـ«القشة التى قسمت ظهر البعير»، فدماء الأنبا المغدور به دقت ناقوس الخطر، فلم يكن الراهب المشلوح إشعيا المقارى أول من يشارك فى جريمة قتل بالتاريخ الكنسى، حيث كان يهوذا الإسخريوطى، أول من شارك فى ارتكاب جريمة قتل السيد المسيح، ولكن هناك تشابه كبير بين الجريمتين فكلاهما كانا بسبب «حب المال» فيهوذا قام بتسليم سيده ومعلمه من أجل «حفنة من الدنانير» وهكذا قام إشعيا المقارى بقتل أسقفه ورئيس الدير الذى تتلمذ فيه للتغطية على مخالفاته المالية، وكلاهما خالف تعاليم الإنجيل التى تؤكد أن المال أساس كل الشرور، وإيمانًا مني بأن الصحافة لسان الشعب وأن الرهبان هم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب فقمت بالتواصل مع أحد الرهبان المصريين لمعرفة مدى الخلافات والمشاكل التى تواجههم فى حياتهم الرهبانية، مع التأكيد على أننى أعلم جيدًا أن الأديرة هى من أهم الأعمدة داخل الكنيسة المصرية كما أؤمن بدورها الجليل فى خدمة شعب الكنيسة المصرية، ولكنى أضع تلك الأمور برمتها أمام قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، لتوضع فى الحسبان، ولكشف ما أدى إلى قيام راهب بارتكاب جريمة قتل وهل هناك قانون للشلح وما هى العقوبات المتوقعة على من يخالف تعليمات البابا فى إغلاق حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعى، وما هى أهمية «الفيس بوك» بالنسبة للرهبان، وهل بالفعل تم منع استخدام الإنترنت على بعض الأديرة، وهل من الممكن أن تصل التبرعات لأرقام بالملايين، وخصوصًا بعدما اكتشف أن هناك ثورة لدى الراهب إشعيا تتعدى الـ36 مليون جنيه، وأنها متحصله من تلك التبرعات، وهل من حق أى راهب أن يمتلك حسابا بنكيا، وهل هناك دفاتر تُقيد بها تلك التبرعات؟!


وكانت المفاجأة ما قاله لى الراهب من حديث تقشعر له الأبدان ووقائع وأقاويل تشيب لها الرأس، (تم توثيقها وتسجيلها)، ولكنى لم أكشف عن هوية هذا الراهب حفاظًا عليه وإرساءً إلى المبدأ الذى اختارته لنفسى من البداية كمسيحى مؤمن فى سرد هذه الوقائع لتكون ثمرة فى شجرة الخير والإصلاح الكنسى وليس لغرض التشهير أو التشويه.



ففى البداية أكد الراهب أن الأساقفة داخل الأديرة يتعاملون مع الرهبان بقسوة مما تسبب فى اختناق لهم وبعضهم يُحدث نفسه من كثرة الضغط النفسى كما وصل الأمر لإصابة بعض الرهبان بأمراض السكر والضغط والقلب بعد مرور عام واحد من بدء الرهبنة نتيجة لتلك التصرفات إلى جانب ان معاملة بعض رؤساء الأديرة تصل بالرهبان إلى كره أنفسهم ويسألون أنفسهم مرددين: «أنا أيه اللي جابنى المعتقل ده»، ولكنهم لا يجرءون على الرجوع للعالم خشية من «كلام الناس» إلى جانب محاولة بعض الرهبان من الأصدقاء فى تشجيعهم على الاستمرار والتحمل لاستكمال المسيرة.


 

وأضاف أنه هو ومعظم الرهبان يدخلون حياة الرهبنة على أساس التمتع بأخلاقيات عالية والعيش من أجل الله دون قسوة البشر أو القلق، ولكن بمجرد دخول الدير يفاجئون بحياة أخرى ومعاملات من البشر قاسية خاصة من رئيس الدير وهناك من يستمر على أمل ان يُصلح من أحوال هؤلاء البشر أملًا فى أن يستخدمه الله فى فعل الخير ولكنه يكتشف أن الراهب بالنسبة لرئيس الدير «نملة» يفعصه أينما شاء.



ويشير إلى أن تحمل الرهبان يصل بهم إلى إصابتهم بالأمراض فى عز شبابهم، وأن هذه الأمور موجودة داخل الأديرة منذ زمن بعيد ولكن لا يستطيع أحد التحدث حتى لا يتم الانتقام منه وللتحمل من أجل إكمال المسيرة التي يدخلها الراهب فيضطر على التحمل من أجل الله، مما يتسبب فى إصابتهم بـ«العقد النفسية» ويلجئون إلى الخروج منها بإشباع بعض الرغبات والشهوات والغرائز الدنيوية.



ويرى الراهب أن القرار الصادر بمنع استخدام مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» هدفه الأساسى منع معارضة وإبداء الآراء فى القيادات الكنسية أمام الشعب، وهو ما اعتبره «كتم أنفاس» للرهبان.



مؤكدًا أن بعض الناس يعتقدون أن هناك ميولا كاثوليكية لرأس الكنيسة، وردًا على سؤالى له بعدم عودته إلى الحياة العلمانية حال اصطدامه بحياة الرهبنة، قال إنه يخشى «كلام الناس» فمن يخرج من الرهبنة يعتبره الناس مرتكب خطية.



مشيرًا إلى أن واقعة مقتل الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس دير الأنبا مقار بوادى النطرون لم تكن الأولى من نوعها فهناك العديد من محاولات اغتيال رؤساء الأديرة على يد الرهبان، فمنهم من كان يبحث أو يحاول التعاون مع العرب الموجودين حول الأديرة لقتل «رئيس الدير» بمقابل مادى ولولا تدخل الزملاء من الرهبان وإقناعه بأن هذا سيغضب الله لحدثت الجريمة.



كما أن هناك من قام بوضع مادة مشتعلة داخل قلاية رئيس الدير للانتقام منه لولا تدخل الله وافتضاح الأمر، وعندما علم «رئيس الدير» قام بإبلاغ البابا وتم استبعاد الراهب.



كما أن التاريخ يقول إن هناك جريمة تمت داخل دير الأنبا أنطونيوس منذ أكثر من خمسين عاما، عندما قام أربعة رهبان بقتل رئيس الدير فى وقتها.



وأعتقد الراهب أن تدخل «البابا» فى أمر دير وادى الريان كان السبب وراء اشتعال الفتنة بين الرهبان، مقررًا ان تدخله يجب أن يكون بفهم ووعى وليس بالقرارات غير المدروسة، وأرجع ذلك إلى أن «البابا» لم يقض فترة طويلة فى عالم الرهبنة، مشيرًا إلى أن قرارات البابا غير المحسوبة ستسبب ثورة بين الرهبان.



مؤكدًا على أن الكنيسة تعاني من «شيزوفرينيا» فهم يقولون فى عظاتهم ما يدل على محبتهم ولكن ما يفعلونه مع الرهبان عملية «ذبح» لهم – على حد قوله -.



 كما روى أن هناك قصة أخرى بدخول أحد الرهبان للتحدث في أمر ما مع رئيس دير فخرج الراهب مشلولًا بسبب قسوة قلب رئيس الدير.



وكشف عن أن هناك ديرا بمنطقة أخميم يعتبروه الرهبان «معتقل» لهم، فمن يخطئ يتم نقله إليه.



وأشار بأن لا توجد قوانين للشلح وأنها تدار على «مزاج القيادات» وهناك اختلافات عدة بين الرهبان داخل مصر وخارجها، قائلًا: «فى مصر يتم تجريدهم من أموالهم وعليك أن تطيع وتسمع الكلام وتعيش بتول، فمن وجه نظري أن يتم التعامل بمحبة كما أوصاهم السيد المسيح "حبوا بعضكم بعضًا" وأن يكون الكبير خادمًا للصغير».



وأضاف أن كلام الإنجيل لا يطبق داخل الأديرة، وأن هناك أجهزة سيادية بالدولة كانت تُحرض البابا شنودة على الرهبان مما جعله يصدر أوامر لرؤساء الأديرة جعلت من الرهبان «عبيد».



مؤكدًا على أن أموال الأديرة التي تقدر بالملايين تصرف على حسب مزاج أساقفة الأديرة ولا يتم توجيهها إلى الفقراء بينما الرهبان لا يتحصلون على أي مبالغ من تلك الأموال فهم لا يعلمون شيئا عن الفقراء.



مضيفًا: «الأديرة منظمة مستقلة بذاتها عن بقية الكنسية وهم يخدعون شعب الكنيسة باسم الفقراء، فالأديرة لا ترعى الفقراء».



وبسؤاله عن توقعاته للعقوبة التي ستفرض على من يستخدم مواقع التواصل الاجتماعى من الرهبان، رد قائلًا: «لن ينجحوا فى ذلك لأننا من الممكن أن نستخدم حسابات وهمية بأسماء مستعارة فهذا الأمر ليس له أي نوع من أنواع الفائدة، فلدينا داخل القلايات الخاصة بنا أطباق دش وأجهزة حاسب آلى، ورئيس الدير يسمح بذلك ليمنع أزمات أخرى داخل الدير».



وأوضح أن الراهب إشعيا المقارى، قاتل الأنبا إبيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار قد تعرض لمحاكمة مكونة من رئيس دير السريان ومطران المعادى قبل الواقعة بيومان، وأنه يعتقد أنهم قاموا بإشعال النيران فى قلبه من ناحية المجني عليه مما تسبب فى كراهية أكثر لرئيس الدير «القتيل».



وأضاف أن مزايا «الفيس بوك» بالنسبة للرهبان هى متابعة أخبار العالم، قائلًا: «يجب أن يعلم الجميع أن الرهبان بشر مثل بقية الناس».



وتابع: «الرهبان مظلومون ومطحونون طوال السنوات الماضية ولكننا نثق أن الله لا يسمح بمثل هذه الأمور، والبابا لا يستطيع أن يطبق ما يقوله لأن الرهبان يعلمون كيف يخالفون التعليمات غير المقنعة بالنسبة لهم، ونحن نستخدم الفيسبوك فى إبداء آرائنا لأبنائنا داخل المجتمع».



واعتبر حديث البابا بأنه قاسٍ؛ لقوله «نحن لن نضرب أحدا ليدخل الرهبنة» قائلًا: «البابا لم يجلس فى الرهبنة عاما واحدا ثم تم إلحاقه مع الأنبا باخوميوس كمساعد له فى دير الأنبا بيشوى وهو لا يعلم شيئا عن الرهبنة، فهو معتاد طيلة عمره على ركوب السيارات الحديثة ولديه الخدم والحشم بالرغم من ذلك كانت نفسيته سيئة من المعاملة مع القيادات».



وقال، أن الرهبان يمتلكون حسابات بنكية، فهم مثل البشر يستطيعون النصب على الآخرين ويستطيعون جمع المال من خلال إقناع الآخرين بمساعدة أسر فقيرة ولكن ليس الجميع بهذا الشكل فهناك بالفعل من يجمع الأموال لمساعدة الفقراء وهناك من يُرسل مبالغ شهيرة للرهبان على حساباتهم الخاصة.



واستكمل: «يجب على الجميع أن يعلم أن مرتب الراهب لا يتعدى الـ150 جنيهًا شهريًا بالرغم من أنه مُكلف أن يقوم بتلبية أي احتياجات داخل القلاية، فالدير غير مسئول عن أي شيء يتعلق بمصاريفه سواء إصلاحات أو غيره والدير يكتفي بإعطاء الطعام وعلى الرهبان تجهيزه بأنفسهم».



وأوضح أن الدير يقوم بصرف فرخة كاملة وكيلو خضار وكيلو طماطم وكيلو خيار إلى جانب كيس لبن وقطعة جبن كل أسبوع، وعلى الراهب أن يراعى نفسه.



مشيرًا إلى أن أكثر الأديرة لا يوجد بها مطبخ وهذه الإجراءات تسبب فى أمراض بالمعدة لمعظم الرهبان.



موكدًا أن جميع الأديرة لا يوجد بها دفاتر تسجل بها التبرعات التي تتحصل عليها، وأن تلك الأموال تصرف كما يشاء الأسقف، وأن البابا لا يستطيع محاسبة أي رئيس دير.



وتابع، بأن بعض الرهبان طلبوا من البابا معاملتهم بطريقة حسنة تليق بهم كآدميين لأنهم هم من سيقودون الكنسية فى المستقبل ولكنه تعامل معهم بطريقة «ودن من طين وأخرى من عجين».



واستكمل: «رؤساء الأديرة لا يعطون حتى الفرصة للرهبان لكى يعظوا الآخرين فهم دائمًا مستمعون فقط، فالأسقف كاتمون على الرهبان بشكل غريب».



مطالبًا بعمل مدرسة للرهبان الجدد ومعاملتهم معاملة حسنة باحترام ويتم تلبية رغباتهم من طعام وشراب بكرامة لأنه عندما يتم إشباع الراهب ورفع رأسه لن يكون مذلولًا للآخرين لأن المعاملة الحالية تقلل من إيمانهم.



مشيرًا إلى أنه يتم تقديم الخبز للرهبان غير كامل السوى، وهو ما لا يحدث مع الأساقفة، فيجب التساوي بين الجميع وأن يكون الأسقف مثل أصغر راهب فى التعامل، كما يجب إعادة هيكلة المنظومة بأكملها حتى لا تتكرر تلك الجرائم داخل الأديرة مرة أخرى.



موضحًا بأن ذلك لا يمنع أن هناك الكثير من الأساقفة يعملون للصالح العام.



 

ومن هنا أؤكد إنني لا أتفق مع معظم تلك الآراء؛ لأنني كمسيحى أعلم أن الرهبنة بنيت وأسست على التقشف والتوحد وليس الرفاهية الاجتماعية، وأقترح أن يتم عمل قوانين ولوائح ثابتة لمحاكمة الرهبان؛ لأنه من مبادئ العدالة أنه لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص كما إننى أرى أنه يجب مراجعة القواعد التى تحكم التبرع؛ نظرًا لأن الأمر بدء يتدخل فيه أمور تخالف قواعد الكتاب المقدس، وأتفق اتفاقا كليا مع قرارات الكنيسة وقياداته التى تهدف إلى ضبط الرهبنة وإصلاح أمورها.