رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

معبد الشيطان 27

أحمد عز العرب
أحمد عز العرب

 

عام 1948


في ربيع ذلك العام يرشو روتشيلد الرئيس هاري ترومان "الرئيس رقم 33 لأمريكا" من عام 1945 إلى 1953 للإعتراف بإسرائيل كدولة ذات سيادة بمبلغ مليونين من الدولارات يعطونها له في قطار حملته الإنتخابية.

عند منتصف 14 مايو يعلن قيام دولة إسرائيل رسميا في تل أبيب، وبعد أحد عشر دقيقة من الإعلان يعلن ترومان أن أمريكا هي أول دولة أجنبية تعترف بها، فيما بعد يصرح ترومان لحلفائه أنه أراد الإعتراف بإسرائيل خلال الساعة الأولى لمولدها، ومع ذلك فعندما ألح عليه الصحفيون رفض مناقشة موضوع صداقته لليهود أكثر من ذلك.

يرفع علم إسرائيل، والشعار على العلم هو نسخة زرقاء من الصليب المعقوف لأل روتشيلد، وله صرف أزرق أعلاه وأدناه يمثلان نهري الفرات والنيل، وضعا كذلك لإيضاح أن التراب الإسرائيلي داخل حدود إسرائيل النورانية، وهذا طبعا يعني أن تضم كلا من سوريا والعراق والأردن وأجزاء من السعودية.

هذا الإستعمال لشعار روتشيلد من الصليب المعقوف مموه عند الحديث في وسائل إعلان روتشيلد، ومع ذلك فمن الواضح لأي شخص يعرف الرمزية يعرف أن هذا الصليب المعقوف كانت يستخدم في الأزمان والديانات القديمة الغامضة كرمز لـ«مولخ» الذي كان يوصف بأنه شيطان يقوم بتضحية لا يريدها، وهو كذلك اسم البومة الحجرية التي كانت الإلهه المختارة لأهل بوهيميا، وكذا الإله «عشتروت» الذي يوصف بأنه وزير خزانة الجحيم، ولذلك فهو معمول من ستة خطوط وله ستة مثلثات وست رؤوس مدببه، وهو مشهور شعبيا كرمز للشيطان.

ومن المثير للاهتمام أن الصليب المعقوف يرمز أيضا للكوكب زحل الذي تم تعريفه بأنه اسم غامض للشيطان، ألا يدل ذلك على أن أي شخص يتم قتله باسم إسرائيل يكون في الواقع قربانا لإلههم الشيطان ؟

وفضلا عن ذلك فإن العيد اليهودي الأسبوعي السبت يقع أيضا أيام السبت الذي كان معروفا في الأصل بأنه يوم زحل، ولذلك ولتلخيص الأمر فإن الصليب المعقوف على العلم الإسرائيلي يمثل رقم الوحش 666، وهو تمثيل قديم جدًا للشيطان المعروف أيضا باسم Saturn وهو الاسم الانجليزي للكوكب زحل، واليوم الديني اليهودي اسبوعيًا هو «يوم ساتربه».

 في الساعات المبكرة من يوم 19 إبريل ذلك العام قام 132 إرهابي من عصابة إيرجون بقيادة رئيس وزراء إسرائيل المستقبل مناحم بيجين وكذا عصابة سترن بقيادة رئيس وزراء إسرائيل المستقبل إسحق شامير، قام هؤلاء الإرهابيون في وحشية شديدة بقتل 200 رجل وامرأة وطفل، بينما كانوا نائمين في سلام في قرية ديرياسين العربية، وفي محاولة لمنع المراقبين الخارجيين من اكتشاف بشاعة جرائم الحرب التي ارتكبوها حاولوا إحراق بعض الجثث، ولكن عندما وضح أن ذلك لم يكن كافيا حشروا بعض الجثث في بئر لإخفائها عن ممثلي الصليب الأحمر الذين وصلوا إلى المشهد اليوم التالي ونشروا على العالم ما حدث.

الواقع أن تقاريرا ممكن نجوا من المذبحة يمكن الحصول عليها داخل «تقرير التحقيق الجنائي» وهو مستند لحكومة فلسطين رقم 179/115/17/gs بتاريخ 13 إبريل و16 إبريل عام 1948، وفيه قام ضابط التحقيق البريطاني ريتشارد كانلينج مساعد المفتش العام بتسجيل الأتي:

«إن تسجيل التصريحات لحقوقه أيضا الحالة الهسترية للنساء اللاتي كثيرا ما ينهارون بينما تم تسجيل التصريح، ومع ذلك فليس هناك شك أن كثيرا من البشاعات الجنسية ارتكبها اليهود المهاجمون، كثير من الفتيات الصغيرات تم اغتصابهن ثم قتلهن».

«وهناك قصة تترد حاليا عن حالة فتاة صغيرة تم قطعها إلى نصفين، وكثير من الأطفال الصغار تم ذبحهم».

«وقد رأيت أيضا امرأة عجوز قالت أن عمرها 104 سنوات تم ضربها بقسوة فوق رأسها بكعوب النبادق، وتعرضت بعض النساء لنزع الغوايس عنوه من أذرعتهن ونزع الأقراط عنوه من أذانهن، وقد قطعت أذان بعض النساء نتيجة انتزاع أقراطهن».

ونتيجة لذلك استمر اليهود في ازدراء الصليب الأحمر وهذا هو سبب منعهم المستقبل دائما من دخول أي منطقة يكون اليهود فيها في نزاع لأطول وقت ممكن، حتى يكون لديهم الوقت لإخفاء الأدلة لإدانتهم.

في أعقاب نقل الأمم المتحدة لفلسطين إلى دولة يهودية مستقلة ودولة عربية مستقلة يوم 15 مايو، يشن الإسرائليون هجوما عسكريا أخر على العرب «يعرفون اليوم باسم فلسطينيين» وعن طريق ميكروفونات عالية على لورياتهم يحظرون بها العرب بإنهم إذا لم يهربوا فورا سيقتلون على الفور.

ويقوم ثمانمائة ألف عربي بالفرار وفي أذهانهم ذكرى مذبحة دير ياسين، ويطلبون المعاونة من الدول العربية المجاورة، ولكن هذه الدولة لا تتدخل لأنها لا تستطيع مواجهة إسرائيل التي حصلت على ترسانة عسكرية حديثة من نظام الحكم اليهودي الستاليني في روسيا.

في أعقاب سلسلة جرائم الإبادة العرقية التي ارتكبها اليهود كانت النتيجة سيطرة اليهود على 78% من أرض فلسطين بدل الـ57% من مساحة فلسطين التي أعطاها لهم قرار التقسيم غير المشروع من الأمم المتحدة التي يسيطر عليها اليهود.

أما العرب وكثير منهم مسيحيون فلم يحصلوا أبدا على تعويضات عن أملاكهم التي فقدوها خلال مذابح الإبادة العرقية وانتهى بهم المطاف إلى مخيمات عشوائية لمدن من الخيام وضيعة المستوى للاجئين، وفضلا عن ذلك فنصف العرب على الأقل وهم في فرار مرعوبين تركوا شهادات ميلادهم وراءهم.

ثم تصدر دولة إسرائيل بعد ذلك قانونا بأن العرب الذين يستطيعون إثبات مواطنهم الفلسطينية هم وحدهم المسموح لهم بالعودة، مما يعني أن أربعمائة ألف عربي لم يستطعوا العودة لأملاكهم التي فقدوها.

يصف اليهودي الاشكنازي دافين جوريون أحد الأباء المؤسسين لدولة إسرائيل وأول رئيس وزراء لها، يصف ببساطة أهداف اليهود في مذكراته بتاريخ 21 مايو ذلك العام كالأتي:

«إن كعب أخيل للتحالف العربي هو لبنان، فالسيادة الإسلامية في هذا البلد مصطنعة ويمكن بسهولة إسقاطها، ويجب إقامة دولة مسيحية مكانها ويكون حدها الجنوبي نهر الليطاني».

«يجب علينا عقد معاهدة تحالف مع هذه الدولة، وبذلك فعندما كسرنا قوة الفيلق العربي وقصفنا عمان نستطيع سحق شرق الأردن، وبعد ذلك ستسقط سوريا، وإذا جرؤت مصر على شن حرب ضدنا سنقصف بورسعيد وإسكندرية والقاهرة».

 «بذلك نكون قد أنهينا الحرب وجعلنا مصر وأشور وبابل تدفع ثمن ما أحدثته في أجدادنا».

يوم أول أكتوبر ذلك العام أرسل الكوماندور أنتون ونائبه أيويل لاشوت المذكرة التالية من فيينا إلى كل من يهمه الأمر:

«خدمة البوليس الحربي

خطاب دوري رقم 31/48

فيينا 6 أكتوبر عام 1948

الرسالة العاشرة»

«إن لجنة التحقيق التي أنشاها الحلفاء قررت أنه لم يقتل أحد بالغاز السام في معسكرات الاعتقال التالية: برجس، بلسن، بوشنفالد وداشا، وفلوسنبرج، وجروس روس، وموثاوس ومعسكرتها الفرعية، تزفايلر، ونيو وينجام، ونايجنهاجس "فيفلسبرج" ورافنسبروك، وساشمنهاوس، وستوتهوف، وشرسينستادت».