رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل العلاقات الخاصة بين طائفة «البهرة» ورؤساء مصر

البهرة - أرشيفية
البهرة - أرشيفية

بعد التبرع سلطان الطائفة بالهند بـ10 ملايين جنيه لصندوق تحيا مصر.

التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي بمفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند حيث أكد الطرفان على أهمية الحوار بين جميع دول العالم بمختلف مذاهبه وطوائفه وأعلن سلطان البهرة عن دعمه لمصر وتبرعه بـ10 ملايين جنيه لصندوق تحيا مصر.

طائفة البهرة الهندية..

والواقع أن هذه ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها الرئيس عبدالفتاح السيسي بزعيم طائفة البهرة ففي شهر أغسطس من عام 2014 الماضي التقى الطرفان وتبرع زعيم البهرة وقتها بذات المبلغ 10 ملايين جنيه لصندوق تحيا مصر ما يدل على العلاقات الوثيقة مع الطائفة، ولكن بات هنا تساؤلات مطروحة حول ما هي طائفة البهرة وما علاقتها بمصر وسر دعمها.

والبداية حول معنى "البهرة" وهي التاجر باللغة الهندية والبهرة هي طائفة من طوائف الشيعة الإسماعيلية التي تعترف بالإمام أحمد المستعلي ضد أخيه نزار المصطفى لدين الله، وذلك بعد وفاة والدهما الخليفة المستنصر بالله الفاطمي والذي اختار ابنه المستعلي ليكون واليا فنشب الخلاف بين الأخوين وانتهى الخلاف لصالح الطائفة المستعلية الذين هزموا بهزيمة الدولة الفاطمية من خلال صلاح الدين الأيوبي لينطلق البهرة إلى العديد من دول العالم.

وظهرت طائفة البهرة بشكل أساسي بعد ذلك في الهند واليمن حيث عملوا بالتجارة رافضين الانشغال بالسياسة وانتقلوا إلى مصر خلال فترة الستينيات من القرن الماضي، حيث يعد مسجد الحاكم بأمر الله الفاطمي هو القبلة الأساسية التي يذهبون إليها لأداء طقوسهم التي تختلف عن شعائر أهل السنة والجماعة ومن بين اعتقادات البهرة في مصر أن المهدي المنتظر سيبعث من داخل أحد آبار مسجد الحاكم بأمر الله كما يتولد لدى العديد منهم أن الحاكم بأمر الله على قيد الحياة إلى الآن والذين لديهم طقوس وشعائر مختلفة وغير مألوفة عما نصت عليه آيات القرآن الكريم أو كتب الدعوة الإسلامية.

والمتابع للتاريخ يجد اهتمام البهرة بمسجد الحاكم بأمر الله فخلال عهد الرئيس الراحل أنور السادات تكفل البهرة بترميم المسجد ليكون المسجد بمثابة المكان الخاص بشعائرهم، حيث يذهبون إلى هناك بزيهم المميز إذ يرتدي الرجال جلبابا مع بنطلون أبيض وطاقية وبالنسبة للسيدات يرتدين عبايات فضفاضة محتشمة.

ويعمل البهرة في مصر بالتجارة حيث يتاجرون في الملابس والقماش ولهم العديد من المحال التجارية بشارع المعز لدين الله الفاطمي، وفي 6 أكتوبر حيث تقيم مصانع للرخام والبلاط والزجاج والسيراميك، وشارع الجمهورية بوسط البلد ويعيشون في العديد من المناطق مثل القاهرة القديمة بالدراسة وبالمهندسين في شارع سوريا تحديدا.

ويعيش البهرة حياة مستقلة حيث يفضلون العزلة ولا يحبون التعامل مع أي وسائل إعلام تقوم بنقل أي شئ عنهم ويحتفل البهرة في مصر بمولد زعيمهم محمد برهان الدين سلطان في 11 مارس من كل عام. 

وتقام احتفالات على مدار أسبوع كامل داخلي مسجدي الحاكم بأمر الله والأقمر كما يحيون الاحتفالات الفاطمية مثل احتفالهم.

علاقة البهرة برؤساء مصر

علاقة البهرة طيبة برؤساء مصر على مر العصور ففي عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التقى برهان الدين للتنسيق معه لرعاية أبناء الطائفة وعدم التضييق عليهم في ممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية وخلال الأعوام اللاحقة قام محمد برهان الدين زعيم البهرة المتوفى بجهود لإعادة إحياء الآثار الفنية الإسلامية والفاطمية وترميمها وهو ما بدأه بالعديد من الجوامع من بينها الجامع الأقمر والجامع الجيوشي وترميم وإعادة بناء مسجد اللؤلؤة وبناء ضريح السيدة زينب ومقصورة السيدة رقية وهو ما دفع الرئيس جمال عبد الناصر لإصدار توجيهات لرئيس جامعة الأزهر في ذلك الوقت الدكتور أحمد حسن الباقوري لإعطائه درجة العالمية الفخرية في العلوم الإسلامية لجهوده في توثيق الروابط الكريمة بين المسلمين وكان ذلك خلال عام 1966.

كما توالت العلاقات الطيبة خلال عهد السادات أيضًا فتم ترميم المسجد الأنور رممه سلطان البهرة مع أبناء طائفته خلال عامين و4 شهور وافتتحه خلال عام 1981 بحضور السادات وعدد كبير من الوزراء والمسئولين، الذي كرمه بـوشاح النيل عام 1971 وهو ما حدث مرة أخرى خلال عهد الرئيس حسني مبارك خلال عام 2007 بعد لقاء معه تناول الطرفان خلالها سبل الاستثمار في مصر.