رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

إجراء العمليات تحت النيران.. طبيب يروى «ساعات الرعب» أثناء حريق مستشفى الحسين

النبأ


لا شك أن خبر حريق مستشفى الحسين الجامعى أثر فى نفوس جميع المصريين؛ نظراً لأهمية المكان الشديدة بالنسبة للكثيرين من عامة الشعب المصرى، بل وللعالم، فجامعة الأزهر تعد مقصدًا علميًا متميزًا لجميع دول العالم الإسلامي ومستشفى الحسين الجامعى جزء من هذه المنظومة العريقة.

وحجم مأساة الأمس يلخصها أحد الأطباء وهو عضو فى مجموعة (أطباء بلا حدود ) فى بوست له على (فيسبوك)، لأنه عايش هذه اللحظات العصيبة التى مرت على كل من كان متواجدًا فى مستشفى الحسين الجامعى أثناء نشوب الحريق،  سواء مرضى أو أطباء وتمربض أو مواطنين عاديين. 

ويتطرق الطبيب فى حديثه إلى حجم المعاناة الذى عايشها هو وزملاؤه على مدار ساعتين، يقول: «أنا كنت في الحريق الذى التهم مستشفي الحسين يوم السبت وعيشته لحظة بلحظة، وبعيدا عن أسباب الحريق أو الخسائر المادية الناتجة عنه، أنا حابب أنقل واقعا مريرا عيشته أنا وزملائى لمدة ساعتين متواصلين وربما أكثر.. حابب أقول فى بداية كلامى إن مستشفى الحسين بتخدم قطاع عريض من المرضي وناس كتير غلابة بتيجى من محافظات بعيدة وبتتبهدل فى سفرها من أجل إجراء عملية أو للحجز في المستشفي لتلقي العلاج». 

وتابع: «أثناء نشوب الحريق.. أنا كنت في العمليات أنا وزملائي لإجراء عمليات لبعض المرضى، وعلمنا بالحريق على الفور قفلنا على نفسنا باب العمليات الرئيسي والنار فوقنا لمدة ساعة عشان الحالات متخدرة ومفتوحة ولازم العمليه تكمل، والحقيقة هذا الموقف الصعب للغاية عاوز جراحين وتمريض أعصابهم فولازية، عشان يسمعوا بإذناهم كلمة حريقة ويستمروا في ثبات وتركيز في شغلهم، ودكتور تخدير مستني الحالة تخلص عشان يفوقها وياخدها علي سرير ويجري بيها بعيد عن الأذى.. أقسم بالله هذا ما حصل بالحرف من دكاترة القلب وطاقم التمريض داخل غرفة العمليات بدون مبالغة». 

ويتطرق الطبيب لموصوع الحريق وصعوبة الموقف يقول: «الحريق كان فى 3 أدوار تحت بعض، مجرد خروجى من باب العمليات وجدت زملائى من الأطباء نواب القلب ونواب الصدر وبنات التمريض فعلاً بـ100 راجل والعمال بيجروا بالسراير وبينقلوا المرضى بعيدًا عن الحريق وكان في حالات اختناق كتير من المرضى.. والكل بيحاول يسعفوهم والدخان مالي المكان، وفي نفس الوقت كانوا بينسقوا مع زمايلنا في مستشفى سيد جلال الجامعي ومستشفي الزهراء عشان يستقبلوا الحالات.. نزلت الدور اللي تحت لقيت نواب الرمد نفس الحال شفت اتنين دكاترة زملاء شايلين مرضى كبار في السن على إيديهم ونازلين يجروا بيهم على السلم». 

ويشير الطبيب إلى أن العمال والتمريض والطلبة والدكاترة جميعهم تترفع لهم القبعة إجلالاً على الدور العظيم الذى قاما به الجميع، لأنهم فعلا هم الذين أنقذوا الناس ًمن الموت، في ظل تأخر المطافئ والإنقاذ التى كانت علي بعد 5 دقايق من المستشفي! هؤلاء الأبطال بعزيمتهم وإصرارهم على فعل الخير قدروا يخلوا مبنى كامل من المرضى وهذا منع من حدوث كارثة بكل المقاييس فى هذا الدور، والحمد لله لم تحدث أى خسائر فى الدور بفضل هؤلاء جميعًا».

ويضيف الطبيب: «أول ناس فى الصورة دول 2 دكاترة قلب، والشخص الذى يجري بالخلف ،عم رضا عامل في المستشفي (بطل اليوم بالنسبه لي) هؤلاء كانوا بيجروا عشان يطلعوا حالات من جوة ويدخلوا يجيبوا غيرهم.. بصراحة دي أكتر صورة مشرفة بالنسبة لي وهتفضل فى ذاكرتى طول العمر، لأن مفيش حد فيهم فكر فى نفسه لحظة رغم صعوبة الموقف وقال أنفد بجلدى وأهرب من الموت الذى كان على بعد خطوات.. فخور بنواب القلب الذين دخلوا وسط النار من أجل إخراج أجهزة التنفس الصناعي ونزلوا بيها على أكتافهم ووضعوها بجوار المصابين بعد نقلهم وفي خلال دقايق كانوا استلموا 9 حالات من رعاية الصدر ورعاية الباطنه والطوارئ ووضعهم علي تنفس صناعي والعناية بهم هما والتمريض كانوا كالنحل، بفضل الله قدروا ينقذوا مرضي كانوا علي بعد دقايق من الموت».

وسيظل معتقدي ثابت أن الطبيب هو اكتر إنسان بيخاف على حياة المريض مش لأى سبب غير لأنه اكتر واحد مقدر ظروفه وحاسس بألمه فكل لحظه كان بيدرس ويتعلم فيها طبيعه مرضه وازاي يعالجه 

ويختتم الطبيب كلامه بعبارات مليئة بالحزن والأسى على هذا الصرح العظيم الذى يخدم قطاعًا كبيرًا من عامة الشعب المصري الفقير، يقول: «أنا حزين جدًا على المكان الذى تلقينا به العلم يحصل فيه كده بسبب الإهمال، وحزين أكتر علي الناس الغلابة المستفيدين من مستشفى الحسين الجامعى وغيرها من المستشفيات التى تخدم قطاعا عريضا من عامة الشعب المصري الفقير الوافدة من جميع المحافظات».