رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

ننشر اعترافات المتهم بارتكاب «مذبحة بولاق الدكرور»: «قتلتهم عشان خايف عليهم»

النبأ


بعد مرور «96» ساعة قضاها رجال وحدة مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور في البحث لكشف غموض العثور على ربة منزل وابنتيها مقتولين داخل شقتهن، تبين أن زوج المجنى عليها، وراء ارتكاب الجريمة.

تفاصيل الواقعة بدأت عندما تلقى العقيد محمد غالب، مأمور قسم بولاق الدكرور، بلاغًا من تاجر سيارات يدعي "صلاح.م.ا"، يفيد بأنه تلقي اتصالا هاتفيا من شقيقة زوجته تخبره بأن شقيقتها لا تجيب على الهاتف منذ مدة ما دفعه للعودة لمنزله في الواحدة صباحا بعد انتهاء مباراة مصر وروسيا ليعثر على زوجته و وأولاده مقتولين داخل مسكنهم بدائرة القسم، وسرقة مبلغ 340 ألف جنيه، ووجود بعثرة فى محتويات الشقة.

على الفور، انتقل العقيد طارق حمزة، مفتش مباحث غرب الجيزة، والمقدم محمد الجوهري، رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور، ومعاونوه الرائد طارق مدحت، والنقيبان أيمن سكورى وأحمد مندور إلى محل البلاغ وتمركزت سيارات الأمن فى جميع أرجاء المنطقة، وبفحص الشقة، تم العثور على جثث،  "هبة" 37 عاما، ربة منزل جثة هامدة بها كدمات بالعين والصدر تشير إلى مقاومتهما للجاني قبل أن ينهي حياتها بـ"إيشارب" داخل غرفة نومها، وخنق ابنتيها "جنة الله"، 11 سنة، بسلك تليفون، و"حبيبة"، 10 سنوات، بمخدة، وبعثرة فى محتويات الشقة، وسلامة جميع الأبواب والنوافذ، كما تبين من الفحص، أن الجثث لزوجة وحفيدتى الفنان الراحل المرسى أبوالعباس.

على الفور تم تشكيل فريق بحث مكبر تحت إشراف اللواء جمال عبد البارى مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، بالتنسيق مع أجهزة البحث الجنائى بمديرية أمن الجيزة، وقام رجال المباحث تحت إشراف اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بفحص علاقات المجنى عليهم، وكاميرات المراقبة، المتواجدة بالقرب من مسرح الجريمة، وآخر المترددين على المجنى عليهم.

تحريات النقيب أحمد مندور، والنقيب أيمن سكورى، معاونا مباحث بولاق الدكرور، كشفت عن غموض الواقعة، وتوصلت إلى عدم صحة ما رواه 
زوج المجنى عليها ووالد الضحيتين، وأنه مريض بالفصام واضطرابات نفسية تجعله ينفصل عن الواقع ويُعالج منذ 4 سنوات. 

وأضافت تحريات الرائد طارق مدحت معاون المباحث، أن المتهم اختلق واقعة سرقة الشقة وإصابته بالعقم وعدم قدرته على الإنجاب للهروب من فعلته، وأنه بعدما فرغ من خنق زوجته ونجلتيه حتى الموت، خرج من المنزل وذهب لمشاهدة مباراة مصر وروسيا في كأس العالم على أحد المقاهي، ثم عاد ليلا وادعى سرقة الشقة وقتل أسرته.

وباستهداف المتهم تمكن المقدم محمد الجوهرى رئيس مباحث بولاق الدكرور،  من ضبطه، وبتضييق الخناق علية اعترف بارتكاب الجريمة، قائلا"قتلتهم عشان خايف عليهم.. وربنا يسامحني".

وأضاف المتهم  في اعترافاته، أنه أخبر زوجته قبل الحادث بـ4 أيام عن تفكيره في الانتحار بسبب ظروف البلد وغلاء المعيشة، لكنها طمأنته وهدأت من روعه قائلة له: "إحنا عايشين أحسن عيشة وربنا كارمنا والدنيا تمام وبناتك في أحسن مدارس".

وأكد المتهم أنه عقد العزم و أجهز على زوجته في البداية، حيث غافلها أثناء جلوسه معها بغرفتهما بعد أن أغلق الباب من الداخل، وقام بخنقها حتى تأكد من لفظها أنفاسها الأخيرة بعد مقاومة شديدة منها.

وأضاف أنه بعد أن انتهي من قتل زوجته، خرج من الغرفة وتوجه لغرفة طفلتيه اللتين كانت تبدو عليهما معالم القلق بعد سماعهما تعالي صوت والديهما معتقدين أنهما يتشاجران فقط، ثم قام بخنق واحدة تلو الأخرى، فخنق  جنة الطفلة الكبرى أثناء وجودها في غرفتها باستخدام مخدة، وما إن شاهدته حبيبة الطفلة الصغرى، بدأت في الصراخ والركض للصالة، فأسرع خلفها وخنقها باستخدام سلك تليفون".

مشيرا الي أنه افتعل واقعة سرقة الشقة ومبلغ 300 ألف جنيه لإبعاد الشبهات عنه، بعد أن قام ببعثرة محتوياتها لإيهام رجال المباحث بروايته، ثم ادعى اكتشافه الجريمة عقب عودته من الخارج ليلا وحضوره للإبلاغ عنها، وأنه يعيش حياته بصورة طبيعية ويدعو الله أن يغفر له فعلته. 

وتحرر المحضر اللازم وأمر اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث بإحالته للنيابة للتحقيق.