رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسباب «الحذف العشوائي» للبطاقات التموينية.. و«مرمطة» المواطنين على المكاتب

وزير التموين
وزير التموين


فوجئ آلاف المواطنين في جميع المحافظات خلال شهر مايو الماضي ويونيو الجاري، بخصم أفراد من بطاقتهم التموينية دون وجه حق.

وأثار ذلك حالة من الغضب لدي أصحاب البطاقات التموين، لاسيما أن الخصم كان «عشوائي» للأفراد، وليس المسافرين للخارج أو المتوفين، أو الأسماء المتكررة مثلما يصرح مسئولو وزارة التموين والتجارة الداخلية.

وبعد شكوى المواطنين من حالات «الحذف العشوائي» بالبطاقات التموينية، خرج الدكتور عمرو مدكور، مستشار وزير التموين والتجارة الداخلية لنظم المعلومات، نافيًا وجود حذف عشوائي في بطاقات التموين.

وأكد أن عمليات الحذف التي تتم خلال الفترة الحالية، مدروسة وبالرقم القومي، لافتًا إلى أنه تم بالفعل حذف بعض الأسماء وذلك بعد اكتشاف أسماء مكررة ومتوفين ومسافرين للخارج، بالمنظومة الجديدة.

وأشار «مدكور»، إلى أنه في حالة وجود أي حذف دون وجه حق على المواطن الذهاب إلى أقرب مكتب التموين وتقديم طلب حذف شخص بالخطأ ليعود مرة أخرى.

واللافت في الأمر، أن مّن تم حذف أفراد لهم من البطاقات التموينية توجهوا بالفعل إلى مكاتب التموين، ولكن الإجابة كانت «مر علينا الأسبوع القادم»، حتى وصل الأمر لشهر بدون إضافة أو حتى فهم ما المطلوب، وذلك جاء في ظل زيادة أعباء الأسرة في شهر رمضان.

وهذا ما حدث مع إلهام عبد العزيز، ربة منزل من مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، والتي قالت لـ«النبأ»، إنهم أسرة مكونة من 4 أفراد وفوجئت شهر مايو الماضي بخصم فرد ليصبحوا 3 فقط يصرفون الدعم.

وأضافت: «توجهت إلى مكتب التموين على الفور لإضافة ابني، وكانت إجابة المسئولين بالمكتب تعالي بكرة وبعدين تعالي الأسبوع اللي جاي حتى وصل بهم الأمر إلى أنه لن تتم إضافته حتى يصل رئيس المكتب حتى عدى شهر كامل بدون صرف تموين».

وتابعت: «مسئولي مكتب التموين توهوني ولم يفدوني بشيء، بالإضافة إلى أنهم يعملونا معاملة سيئة كأننا شحاتين وليس لنا حق ونطالب به».

وفي هذا السياق، قال مصطفى راضي، عضو النقابة العامة، بقالي التموين، ونقيب بقالي الدقهلية، إن هناك آلاف المواطنين بجميع المحافظات، تم خصمهم من البطاقات التموينية المقدرة بـ21 مليون بطاقة، خلال شهري مايو ويوينو.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»: «المشكلة الكبرى أنه تم الخصم من بعض البطاقات 3 أفراد دفعة واحدة، ما يجعل الأعداد المحذوفة كبيرة وتحتاج إلى وقفة من مسئولي وزارة التموين، وخاصة أنه تم تخصيص مبالغ ضخمة لدعم البطاقات التموينية بالموازنة الجديدة 2018 – 2019».

وأشار «راضي»، إلى أن خصم أفراد من البطاقات التموينية لا يقتصر فقط على خصم الفرد من منظومة السلع التموينية بل هو خصم أيضًا من صرف الخبز المدعم وصرف النقاط «العيش»، لافتًا إلى أن ذلك سيؤثر على شريحة كبيرة من المواطنين.

وأوضح عضو النقابة العامة لبقالي التموين، أن السبب الأساسي في الحذف العشوائي هو عدم وجود قاعدة بيانات كاملة لكل أسرة لدى شركات «المنوطة» بصرف السلع التموينية.

وأكد ضرورة وجود مراجعات دقيقة لهذه البيانات وخاصة الأفراد الذين تم حذفهم من قبل وزارة الإنتاج الحربي بالإضافة إلى وجود مستندات كاملة لجميع المواطنين يتم الرجوع إليها في حالات الخصم الخطأ أو العشوائي.

من ناحيته، قال رأفت القاضي، رئيس اتحاد التموين والتجارة الداخلية بالقاهرة، إنه يتم حذف حاليًا المتوفين والمسافرين للخارج والأسماء المكررة من البطاقات.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن السبب في خصم أفراد من البطاقات التموينية عشوائي هو استخدام قاعدة بيانات خطأ من السجل المدني؛ لتنقية البطاقات، ما أدى إلى وجود خلل في السيستم وخصم أفراد مرتين خلال الشهر الماضي والحالي.

وأشار «القاضي»، إلى أن الأسر التي تم خصم منها أفراد دون وجه حق عليهم التوجه إلى أقرب مكتب تموين، وتقديم بيان بعدد أفراد الأسرة في الشهر الذي يسبق للشهر الذي تم الخصم فيه، وعليه ستتم إضافة الأفراد المخصومين.

وعن تأخر إضافة الأفراد المخصومين، أكد أن مكاتب التموين لديها حالة من الخوف والقلق من الإضافات الجديدة؛ بسبب ضبط عدد من المسئولي بعد إضافة أفراد دون وجه حق؛ لذلك تتم الدراسة والتأكد من صحة هذه البطاقات من قبل التموين ومديري المكاتب قبل الإضافة وهذا يأخذ بعض الوقت.

وأوضح رئيس اتحاد التموين والتجارة الداخلية بالقاهرة، أن مكاتب التموين تعاني دائمًا من زحام شديد من المواطنين، والذي يستمر حتى ساعات، مطالبًا بتحديث مكاتب التموين بشكل مستمر؛ لتنفيذ خدمات المواطنين بسرعة.