رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«غزوة الأحزاب».. الدور الخفي لـ«أبو شقة» في إعادة «هيكلة» الحياة السياسية

أبو شقة - أرشيفية
أبو شقة - أرشيفية


في 31 مارس الماضي، فاز المستشار بهاء أبو شقة برئاسة حزب «الوفد»، بعد حصوله على 1384 صوتًا مقابل 990 صوتًا للمهندس حسام الخولى، ومنذ هذا التاريخ، تعهد «أبو شقة» بإعادة حزبه إلى صدارة المشهد السياسي من خلال إعادة ترتيب «بيت الأمة»، وعودة المفصولين، وفتح مقرات المحافظات، والعمل على ضم شخصيات شهيرة إلى كيانه السياسي.


لكن بعيدًا عما يحدث في «بيت الأمة»، كان لافتًا للنظر أن يقود المستشار بهاء أبو شقة، جهودًا للتوحيد بين الأحزاب السياسية من خلال الاجتماعات التي عقدها في حزب «الوفد» بين رؤساء الأحزاب ومنهم: سيد عبد العال، رئيس حزب «التجمع»، ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل»، الربان عمر المختار صميدة، رئيس حزب «المؤتمر»، اللواء مختار غباشي، نائب رئيس حزب «حماة وطن»، موسى مصطفى موسى، رئيس حزب «الغد»، فضلًا عن ممثلين من حزب «النور» السلفي، وآخرين.


وبحسب «أبو شقة»، فإن هذه الاجتماعات الهدف منها «الاتفاق على تشكيل لجنة تنسيقية بين رؤساء الأحزاب والحكومة، وتحقيق انسجام أكبر خلال مناقشة مختلف القضايا، وكذلك لتفعيل المادة الخامسة من الدستور، التي تنص على إقامة حياة ديمقراطية قائمة على تعددية حزبية، وتداول سلمي للسلطة، وحتى لا نكون أمام جمعيات أو كيانات تمارس دورًا دون أن يكون لها عقيدة سياسية».




وتابع: «الهدف هو ألا نكون أمام حزب واحد، وإنما أمام ديمقراطية حقيقية، لافتًا إلى إعداد الوثيقة الوطنية الحزبية التي تؤيد عمل الأحزاب، وتوفر لها كل سبل الدعم وخلق معارضة وطنية تقدم بدائل وأطروحات وأفكار و«ليس معارضة من أجل المعارضة».


هذه هي الأهداف الظاهرة التي أعلن عنها «أبو شقة»، لكن يبدو أن رئيس حزب «الوفد» يقود جهودًا لتنفيذ دعوات الرئيس عبد الفتاح السيسي الخاصة باندماج الأحزاب، والوصول إلى حزبين أو ثلاثة أقوياء.


وفي لقاء مع عدد من الإعلاميين والسياسيين دعا الرئيس السيسي إلى توحيد الأحزاب السياسية في مصر تحت مظلة واحدة، مستندًا في ذلك إلى أن كثرة الأحزاب لم تثر الحياة السياسية وأن كبريات الدول تقوم على حزبين أو ثلاثة وليس على أكثر من 100 حزب.


وخلال الأيام المقبلة، ستكون الصورة واضحة بشكل كامل، من خلال النتائج الخاصة بهذه الاجتماعات، وهل ستكون سببًا في مولد «حزب واحد» يضم الكيانات السياسية المتفقة في الأهداف والمبادئ السياسية، أم ائتلاف يتكون من الأحزاب التي حضرت الاجتماعات في حزب «الوفد»، الأمر الذي يعد نجاحًا كبيرًا لـ«أبو شقة» في رئاسته الأولى لـ«بيت الأمة» فضلًا عن «رضا النظام» عنه.


نرشح لك: «جنرال في بيت الأمة».. ألغاز انضمام العميد محمد سمير لـ«حزب الوفد»



يرى محمد المسيري، القيادي في حزب «الوفد»، أن «بيت الأمة» هو العباءة التي تجمع كل الأحزاب السياسية؛ لأن «الوفد» حزب كبير، وله أصول، وعليه مهمة تجميع هذه الكيانات السياسية في إطار واحد لصالح الدولة المصرية.


وأضاف «المسيري» أن الاجتماعات التي يشهدها «الوفد» بين الأحزاب السياسية الهدف منها إثراء الحياة السياسية، وحتى يمكن العمل على تجميع عدد من الأحزاب تحت عباءة «بيت الأمة» استعدادًا للاستحقاقات الانتخابية المقبلة مثل انتخابات المحليات، والانتخابات البرلمانية وهو ما يسمى بـ«التحالف الانتخابي».


وأكد أن حزب «الوفد» بابه مفتوح، ويرحب باندماج الأحزاب السياسية داخله، ولكنه يستبعد فكرة أن يتم «الدمج» لأن هذه الخطوة تحتاج موافقة الهيئات العليا، والجمعيات العمومية في هذه الأحزاب التي تشارك في الحوارات والاجتماعات السياسية حاليا داخل حزب «الوفد».


واستكمل المسيري: «حزب الوفد يستطيع تجميع هذه الأحزاب في تحالف انتخابي قوى وموسع؛ لأنه يمتلك مقرات في جميع المحافظات، وله أعضاء في كل مكان، الأمر الذي يخدم الأحزاب الصغيرة التي لا تستطيع تكوين قوائم انتخابية في كل مكان».


نرشح لك: «زلزال» استقالة حسام الخولى من «الوفد».. أول ضربة موجعة لـ«بيت الأمة» في عهد «أبو شقة»



وعن الجهود التي يقودها «أبو شقة» حاليا لتوحيد الأحزاب، قال «المسيري»، إن حزب «الوفد» لابد أن يكون له دور في إعادة رسم الخريطة السياسية؛ لأنه حزب كبير وله جذور وتاريخ.


وتابع: «المستشار بهاء أبو شقة لا أحد يشك أنه قامة قانونية، لديه دور سياسي وطني وله تاريخ داخل الوفد»، مشيرًا إلى أنه يحاول إعادة «سطوة الوفد» التي كانت موجودة في وقت سابق عن طريق عودة الطيور المهاجرة، وضم شخصيات مؤثرة، ولكن المشكلة الوحيدة التي تقابله أنه جاء رئيسًا للوفد على أرض «رخوة» في بيت الأمة تسبب فيها الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب السابق.


وعن علاقات رئيس حزب «الوفد» بالدولة، قال «المسيري» إنه من الطبيعي أن يكون المستشار بهاء أبو شقة له علاقة بكل مؤسسات الدولة، نافيًا وجود «رابط» بين هذا الأمر، وبين وجود ابنه محمد بهاء في حملة الرئيس عبد الفتاح السيسي الانتخابية.


وتابع: «العائلات السياسية الكبيرة دائمًا ما يكون لها علاقات، وبها تنوع سياسي، فالدكتور محمود أباظة كان رئيسًا لحزب الوفد، وكان شقيقه أمين أباظة وزيرًا للزراعة.. ده عادي».


بدوره، قال محمد عزمي، القيادي بحزب «الحركة الوطنية المصرية» لمؤسسه الفريق أحمد شفيق، إن حزب «الوفد» لم يوجه الدعوة لهم للمشاركة في الاجتماعات التي يعقدها حاليًا المستشار بهاء أبو شقة، نافيًا وجود دوافع سياسية وراء استبعاد حزب «الحركة» من المشاركة في هذه الاجتماعات.


وأضاف «عزمي»، أن «الوفد» حزب عريق ومن الممكن أن ينجح عن طريق هذه الاجتماعات التي تتم بين عدد من الأحزاب في تكوين ائتلافات جديدة خاصة مع اقتراب استحقاقات انتخابية مهمة مثل «المحليات».