رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أشرف رشاد.. مهندس «تفكيك» الأحزاب الكبرى (بروفايل)

رشاد وأبو شقة وخليل
رشاد وأبو شقة وخليل وشفيق - تعبيرية


بكل الحسابات السياسية والمنطقية، فإن المهندس أشرف رشاد، رئيس حزب «مستقبل وطن»، حقق انتصارًا كبيرًا بنجاحه في الخطوة الخاصة بدمج حملة «كلنا معاك من أجل مصر» في حزبه؛ بعد أسابيع من الخلافات شهدتها «الغرف المغلقة» داخل الحزب والحملة؛ ثم ظهور أصوات شبابية كانت ترى أن قيادات الحملة يريدون الاستحواذ على المناصب القيادية، وأمانات المحافظات، والسعي لتغيير اسم الحزب، لكن كل هذه الخلافات «تلاشت» تمامًا بانصهار الكيانين في «مؤسسة سياسية» واحدة.

«مستقبل وطن» يهدد بـ«تفكيك» 3 أحزاب سياسية كُبرى
في الحفل «الضخم» الذي أعلن فيه رسميًا عن اندماج حزب «مستقبل وطن» وحملة «كلنا معاك من أجل مصر»، قال المهندس أشرف رشاد إن هذا الاندماج يأتي ليكون الكيان الموحد الأقوى والمتفهم لتحولات المرحلة الراهنة، خاصة في ظل احتياج الوطن لكل سواعد أبنائه، والسعي لتنفيذ ما تحدث عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى، من ضرورة الاندماج وتقوية الحياة الحزبية.

تحدّث «رشاد» أيضًا عن أن الحزب «أبوابه مفتوحة أمام جميع القوى السياسية الراغبة في الانضمام إليه».

تبدو النقطة الأخيرة في حديث «رشاد» هي الأبرز والأخطر؛ فقصة فتح أبواب الحزب أمام القوى السياسية الأخرى للانضمام إليه تسببت في أزمات خطيرة داخل أحزاب عريقة أقدم سياسيًا من حزب «مستقبل وطن» مثل «الوفد» و«المصريين الأحرار»، جبهة الدكتور عصام خليل، و«الحركة الوطنية المصرية» لمؤسسه الفريق أحمد شفيق.

«المصريين الأحرار».. نهاية جبهة عصام خليل بـ«الضربة القاضية»

فنجاح «رشاد» في إتمام عملية «الدمج» تسبب في هجرة من داخل حزب «المصريين الأحرار» للانضمام إلى «مستقبل وطن» وسط حديث عن انضمام «50» نائبًا من الأول للأخير، وهي الخطوة التي أغضبت الدكتور عصام خليل والذي هدد في وقت سابق قائلًا: «إن كل من سيحضر حفل إفطار الاندماج سيكون مفصولًا من حزبه».


ومع ذلك، «تفكك» حزب المصريين الأحرار، بالانشقاقات التي شهدها مؤخرًا، وانتقال غالبية الكتلة البرلمانية له إلى «مستقبل وطن»، وعمّق هذا الأمر «أزمة» الحزب الليبرالى العريق الذي كان منقسمًا في الأصل لـ«جبهتين» إحداهمًا تابعة لـ«عصام خليل»، والأخرى لرجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس، المؤسس الأول لهذا الكيان السياسي.  


ومن أشهر النواب الذين خرجوا منه علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بـ«مجلس النواب»، ومحمد مسعود، وغيرهم.  


«الوفد».. حسام الخولى يفجر الصراعات داخل «بيت الأمة»

ومن الحديث عن «تفكك» حزب «المصريين الأحرار» - جبهة الدكتور عصام خليل - إلى الخلافات داخل «الوفد»، فإن الحديث لن يكون مختلفًا كثيرًا، فـ«بيت الأمة» تلقى «صفعة قوية» باستقالة المهندس حسام الخولى، وانضمامه إلى «مستقبل وطن» ليشغل منصب الأمين العام له.


وبالرغم من حديث قيادات «الوفد»، ومنهم المستشار بهاء أبو شقة، رئيس الحزب، عن عدم قبول استقالة «الخولى»، إلا أن الأخير تمسك بموقفه الرافض للعودة مقررًا الرحيل بشكل نهائي.


استقالة «الخولى» كشفت وجود صراع قوي داخل حزب «الوفد»، فبحسب حديث «الخولى» نفسه فإن: «الحزب لجأ لاتخاذ قرارات منفردة دون استشارة أحد»، كاشفًا عن أنه «كان أمام عدة سيناريوهات، إما إدخال الوفد فى صراع كبير واللجوء لمؤيديه وأنصاره، أو الاستقالة والخروج بدون مشاكل احتراما لتاريخ الوفد»، لافتًا إلى أنه فضّل الخيار الثاني.


حزب «مستقبل وطن» لم يفوّت الفرصة، ووجه الدعوة لـ«الخولى» للانضمام إليه، وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك؛ ليكون هذا الأمر بداية لـ«أزمة طاحنة» داخل حزب «الوفد» تتعلق بوجود أكثر من «11» نائبًا من «بيت الأمة» يريدون الانضمام إلى حزب «أشرف رشاد»، الأمر الذي يكشف عن «تفكك» الهيئة البرلمانية للحزب الليبرالي العريق والتي تتكون من «36 نائبًا».


«الحركة الوطنية».. غليان داخل «حزب شفيق»

ومن «المصريين الأحرار» و«الوفد» إلى حزب «الحركة الوطنية المصرية»، يتواصل الحديث عن «تفكيك الأحزاب»، وانضمام أعضاء تلك الكيانات لـ«مستقبل وطن».


فبحسب مصادر تحدثت لـ«النبأ» من داخل حزب «شفيق»، فإن الحزب شهد خلال اليومين الماضيين حالة غليان؛ خاصة بعد ظهور حديث عن اندماج الحزب مع «مستقبل وطن».


«الحركة الوطنية» من جانبه أصدر بيانًا نفى فيه هذا الأمر نهائيًا قائلًا: «إن ما نُشر من تصريحات منسوبة إلى أشرف رشاد رئيس حزب مستقبل وطن بأن حزب الحركة الوطنية اندمج مع حزب مستقبل وطن كلام عار تمامًا عن الصحة، مشيرًا إلى أن الحزب سبق وأعلن مرارًا وتكرارًا الرفض التام لفكرة الاندماج من الأساس».


لكن هذا البيان لا ينفى وجود أزمة داخل الحزب، واتجاه أعضاء منه للاستقالة والانضمام إلى «مستقبل وطن» خلال الأيام المقبلة.


خطة «مستقبل وطن» لتحقيق الأغلبية البرلمانية

من أكبر النجاحات السياسية لـ«أشرف رشاد» أن حزبه «مستقبل وطن» أصبح «الحصان الرابح» المتوّقع له أن يصبح «حزب الأغلبية البرلمانية»، إذا استمرت المفاوضات الخاصة بدمج أحزاب أخرى، أو إقناع نواب بالاستقالة من أحزابهم والانضمام له.


في حالة حصول «مستقبل وطن» على الأغلبية البرلمانية، فإن سيتمكن من الإطاحة بـ«المادة الـ6» من قانون مجلس النواب التي تنص على أنه: «يشترط لاستمرار العضوية بمجلس النواب أن يظل العضو محتفظاً بالصفة، التي تم انتخابه على أساسها، وإن فقد هذه الصفة، أو غيّر انتماءه الحزبي المنتخَب على أساسه، أو أصبح مستقلاً، أو صار المستقل حزبياً، تسقط عنه العضوية بقرار من مجلس النواب بأغلبية ثلثي أعضاء المجلس».


ولأنه في حال لم يوافق ثلثا الأعضاء فلن يكون هناك تأثير على مسألة الانتقال لحزب آخر على عضوية النائب في البرلمان ما يكون نجاحًا أخر لـ«حزب أشرف رشاد».


من هو أشرف رشاد مهندس «تفكيك» الأحزاب؟

تكشف السيرة الذاتية لـ«أشرف رشاد» أنه ولد في محافظة قنا وهو من  قبائل «الأشراف» التي تنتشر في محافظات الصعيد، تخرج في «كلية الهندسة» جامعة أسيوط.


له تاريخ في العمل الطلابي؛ حيث كان رئيسًا لاتحاد طلاب كلية الهندسة جامعة أسيوط، ثم رئيسًا لاتحاد طلاب جامعة أسيوط، كما كان أمين الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى بقنا.


مع ظهور حملة «مستقبل وطن» في 2013، والتي كانت تدعم ترشح المشير عبد الفتاح السيسي وقتها للرئاسة، انضم لها المهندس أشرف رشاد، وكان المسئول الإدارى والمالى للحملة.


بعد تحوّل الحملة لحزب سياسي يحمل نفس الاسم، أصبح «رشاد»  أمينًا عامًا له، ثم انتخب عضوًا بـ«مجلس النواب» عن قائمة فى حب مصر بـ«قطاع الصعيد»، ثم عُين رئيسًا للهيئة البرلمانية لـ«مستقبل وطن».


وبعد استقالة محمد بدران من رئاسة الحزب، وسفره للدراسة بالولايات المتحدة الأمريكية، أصبح «رشاد» رئيسًا للحزب الذي يبدو أنه سيكون الكيان السياسي رقم «1» مستقبلًا.