رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«5» مؤشرات تُنذر باشتعال مواجهة عسكرية بين الدول المتصارعة على المنطقة العربية

النبأ


شهدت منطقة الشرق الأوسط، تطورات خطيرة، تنذر بقرب نشوب حرب عالمية تبدأ شرارتها بحرب إقليمية بين إيران وإسرائيل.


ويضع الخبراء والمراقبون عدة مؤشرات على حدوث حرب خلال الفترة القادمة:


أولا: انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران، وهذا دفع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلى القول عبر تدوينة في حسابه على «فيسبوك»، إنه بدون الاتفاق النووي (JCPOA)، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستتحمل خيارًا خاسرًا يتمثل في إيران ذات تسليح نووي، أو حرب أخرى في منطقة الشرق الأوسط.


كما اعتبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن تلك الخطوة قد تؤدي إلى نشوب حرب حقيقية، وقال في مقابلة صحفية: «إن اتخاذ هذا القرار سيعني فتح صندوق باندورا، وقد يعني بدء حرب».


ويعتبر مراقبون أن انسحاب واشنطن، وربما انسحاب طهران من الاتفاق لاحقًا، سيزيد من فرص تمكن إيران من تطوير سلاح نووي، كما أن الانسحاب من الاتفاق سيجعل سياسة طهران، تنخرط بصورة أكبر في سياسات عدائية تجاه دول خليجية على رأسها السعودية، والتي تمثل عدوًّا إقليميًّا لها في المنطقة، ولا يستبعد الخبراء أن تتحول إلى حروب مباشرة.


وكتب الدكتور محمد البرادعي تغريدة على تويتر قال فيها: "العالم كله منزعج من تداعيات قرار ترامب وتزايد احتمالات حرب ضروس في منطقتنا لا تُبقى ولا تذر.. هل من أمل أن نُحدد معًا كعرب بعقلانية مصالحنا القومية المشتركة وأن يكون لنا رأى موحد ومؤثر في مجرى الأحداث أم أنه كُتب علينا مرة أخرى أن نقف موقف المتفرج ونكتفى جميعا بدور الضحية؟".


ثانيا: عزم الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب من سوريا، ووضع قوات عربية بدلا منها، وحسب الخبراء فإن تنفيذ هذا السيناريو، كما يقول الخبراء، سيؤدي إلى توريط القوات العربية في حرب مع إيران وتركيا، وهذا سيحول سوريا إلى ساحة لمواجهة عسكرية مباشرة بين أمريكا وحلفائها مثل السعودية ومصر والإمارات من جهة، وإيران ومن ورائها روسيا والنظام السوري من جهة أخرى.


ثالثا: نقل السفارة الأمريكية للقدس، حيث عبرت روسيا عن تخوفها من أن يؤجج نقل السفارة الأمريكية للقدس التوترات فى الشرق الأوسط.


أما أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات فقال، إن الاحتفال بنقل السفارة الأمريكية غير الشرعى إلى مدينة القدس المحتلة، هو احتفال بدفن عملية السلام وخيار الدولتين، مؤكدا أن إدارة ترامب تدفع المنطقة إلى العنف والفوضى وإراقة الدماء.


رابعا: الصراع بين السعودية وإيران على القنبلة النووية، بعد أن حذر ولي العهد السعودي وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، من أن بلاده ستطور وتمتلك سلاحا نوويا إذا امتلكت منافستها الإقليمية إيران قنبلة نووية.


كما كرر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير ما قاله ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بسعي المملكة إلى تصنيع قنبلة نووية إذا استأنفت إيران برنامجها النووي بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي.


ويقول الخبراء إن سباقًا محتملًا بين السعودية وإيران لامتلاك القنبلة النووية، من شأنه أن يثير قلق إسرائيل، التي عملت بشكل واسع على تشجيع منع حصول أيّ دولة في الشرق الأوسط على هذا السلاح، خاصة أنها تعلم أن إيران والسعودية محسوبتان على معسكر لا يبادلها الود، رغم أن علاقتها مع السعودية ليست بالتوتر الذي يطبع علاقتها بإيران.


ويؤكد شلومو بروم، باحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، وعميد إسرائيلي متقاعد، أن بلاده ستنظر بشكل سلبي إلى أي خطط سعودية لامتلاك الأسلحة النووية، وستعمل على منع هذا المسعى.


ويتابع العميد الإسرائيلي أن سباق التسلّح النووي بين السعودية وإيران قد يدفع بلدانًا أخرى في المنطقة إلى السير على النهج ذاته، كتركيا ومصر والجزائر، ممّا سيؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار بالمنطقة، خاصة وأن حصول النظامين السعودي والإيراني على السلاح النووي سيرفع من حظوظ استخدامه، وهو أمر لا يروق لتل أبيب حسب قوله، ممّا سيؤدي بهذه الأخيرة إلى الضغط على السلطات السعودية حتى تحصر استخدامها للطاقة الذرية في المجال السلمي.


خامسا: تحقيق حزب الله اللبناني انتصارا كبيرا في الانتخابات النيابية في لبنان، متفوقا على تيار المستقبل بزعامة رئيس الوزراء سعد الحريري الموالي للمملكة العربية السعودية، وهذا حسب خبراء يعزز احتمال نشوب حرب بين إيران وإسرائيل.


ويقول الدكتور مختار غباشي، الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الشرق الأوسط تحولت إلى منطقة مريضة في العالم، وهي في أضعف حالاتها، والكل أصبح يتكالب عليها، واصفا مشهد نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس بالفاضح، وهو مشهد يجسد الضعف والهوان العربي، لاسيما بعد قيام عدد من الدول غير العربية باستدعاء سفرائها من إسرائيل، في ظل موقف عربي ضعيف.


وأضاف «غباشي»، أن العالم العربي تتكالب عليه القوى الإقليمية والدولية، إما لنهب موارده أو التحكم في قضاياه، مشيرا إلى أن العالم العربي في حالة موت، وجامعة الدول العربية انتهت، في ظل وضع عربي مهين، لافتا إلى أن الدول الإقليمية والدولية تتنافس فيما بينها على تقسيم المنطقة، وأن كل طرف يعرف مقدرات الطرف الأخر وأهدافه، مستبعدا نشوب حرب عسكرية بين هذه الأطراف التي تتنافس على تقسيم المنطقة فيما بينها، لافتا إلى أن سوريا تحولت لمجموعة من المحميات الروسية والأمريكية والتركية والإيرانية.


ونوه «غباشي»، إلى أن هذه المنطقة تحولت إلى ما يشبه «المال السايب»، الكل يتسابق للحصول على نصيبه منها، في دول عربية تتقاتل وتتناحر فيما بينها، وفي ظل أنظمة عربية تخطب ود إسرائيل، مستبعدا إرسال قوات عربية إلى سوريا، بسبب سيطرة القوى الإقليمية والدولية على سوريا، وبسبب استخدام سوريا وسيلة لابتزاز الدول العربية الغنية للحصول منها على الأموال، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد الخروج من سوريا، لأنها تريد ابتزاز الدول العربية الغنية للحصول منها على الأموال و«الإتاوات».


واستبعد الخبير في مركز الأهرام، حدوث صدام عسكري مباشر بين إيران وإسرائيل، في الوقت الحالي على الأقل، مشيرًا إلى أن كل طرف يدرك قوة الطرف الآخر والمخاطر التي يشكلها عليه، لافتا إلى أن الموضوع بين الطرفين لن يخرج من حيز التهديدات و«المناوشات»، متوقعا أن يجلس الطرفان في نهاية المطاف على طاولة المفاوضات، ما حدث بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، لافتا إلى أن نشوب حرب عالمية في ظل امتلاك الأطراف الفاعلة أسلحة نووية ستكون مدمرة، ومن أجل ذلك تتحسب كل الأطراف لهذا السيناريو، موضحا أن الأطراف المتصارعة أو المتنافسة على تقسيم المنطقة تدرك أن المواجهة العسكرية فيما بينها تمثل خطرًا على مصالحها في المنطقة، وبالتالي كل الأطراف غير مستعدة للمغامرة بمصالحها، لكنه لم يستبعد نشوب حرب عسكرية اقليمية وعالمية في المستقبل.


ويقول الدكتور عبد الله الأشعل، أستاذ العلاقات الدولية، إن أمريكا تسعى لإعادة رسم خرائط منطقة الشرق الأوسط تقوم على وجود مركزين في المنطقة، مركز رئيسي وهو إسرائيل، ومركز فرعي وهو إيران، وعمل تقارب إيراني إسرائيلي لإدارة المنطقة، وتقسيم العالم العربي فيما بينهما تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية، مستبعدا حدوث صدام عسكري بين إيران وكل من إسرائيل وأمريكا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل يعلمان أن إيران تمتلك سلاحا نوويا، لذا هم يخافان منها، وما يحدث الأن بين إيران وإسرائيل هو محاولة لوضع إيران في المكان الذي تريده الولايات المتحدة الأمريكية.


وأضاف «الأشعل» أن إيران لن تكون لاعبا إقليميا مستقلا في المستقبل كما يحدث الآن، لكنها ستكون لاعبًا إقليميًا لكن بترتيبات أمريكية، مستبعدا تماما حدوث صدام عسكري بين الدول المتنافسة في المنطقة، مشيرا إلى أن كل هذه الدول تسعى لتقسيم المنطقة فيما بينها، مؤكدا عدم وجود صراع بين إيران والسعودية، ولكن هناك صراعا بين أمريكا وإيران، يتم فيه استخدام بعض الدول الإقليمية كأدوات.