رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تحذيرات من انهيار «سد النهضة» بحلول عام 2022

سد النهضة - أرشيفية
سد النهضة - أرشيفية


وسط تعثر المفاوضات بين مصر وإثيوبيا في الشأن الخاص بـ«سد النهضة»، ظهرت مخاوف لدى إثيوبيا من انهيار «السد»، عقب انهيار أحد سدود المياه في مدينة «ناكورو» بكينيا.


وربط الخبراء بين سد «باتيل» الكيني، ونظيره الإثيوبي؛ إذ إن السدين مبنيان على أرض وتربة من نوعية واحدة، ما يعني أن انهيار سد النهضة بات متوقعا عند زيادة معدل المياه خلفه كما حدث مع السد الكيني.


وأسفر انهيار السد، عن سقوط 48 قتيلًا، كما أفاد تقدير للصليب الأحمر الكيني أن حوالي 500 عائلة تضررت من جراء الأمطار الغزيرة بعد جفاف استمر 3 فصول متتالية، كما أغرقت الفيضانات نحو 8500 هكتار من الأراضي الزراعية ونفوق 20 ألف رأس ماشية.


الحديث عن انهيار سد النهضة بحلول 2022 على غرار سد كينيا رجحه بقوه الدكتور أحمد الشناوي، الخبير في شؤون الموارد المائية وتصميمات السدود في مصر.


وأضاف «الشناوي» أن السد الكيني انهار بسبب عاصفة مطرية، وهو مبني على نفس نوعية وطبقة الفالق الأرضي التي يتم بناء سد النهضة عليها.


وأوضح أن انهيار «سد النهضة» سيسبب «تسونامي» بارتفاع أمواج يصل إلى 145 مترًا، ما يعني تدمير مصر والسودان وإبادة أكثر من 80 مليون نسمة هم سكان محافظات نهر النيل.


وأضاف «الشناوي» أن طبيعة الأرض المقام عليها السد تجعله «هشًا»، فالأرض مليئة بالفوالق، مبينا أن الجيولوجيين كشفوا عن أن الأرض بها زلازل وبراكين وفوالق أرضية نشطة يطلق عليها محمية طبيعية، ويوصي بعدم بناء أبنية عالية عليها.


وتابع الخبير الدولي، أن هذا يجعل من الخطورة بناء سدود عليها، وسد النهضة سد ركامي "رملي" بالإضافة إلى جزء يقدر بنحو 150 مترًا خرساني، وإذا امتلأ السد لأعلى نقطة فيه، فهذه النهاية السريعة، لأن الجزء الركامي"الرملي" سينهار سريعًا.


وأشار الخبير الدولي إلى أن هذه الفوالق عبارة عن صفائح أفقية فوق بعض، وبعضها يكون ضعيفًا فيحدث لها خسوف أرضي فتهبط لأسفل، وعندما يمتلئ السد ومع ضغط الماء يؤثر على الفوالق ويملؤها بالماء فتتفتح، فتؤثر على حجم الهدر من الماء، بجانب تأثيرها على انهيار السد.


كما تحدثت تقارير فنية، مؤخرًا، عن وجود نشع «تسريب» في جدار السد، محذّرة من وقوع "كارثة"، وأوضحت بالأرقام والإحداثيات والصور الأخطاء الإنشائية في بناء السد، الذي قالت إنه مع مرور الوقت واكتمال بنائه سيكون معرّضًا للانهيار.


وتناولت تقارير صحفية ما قالت إنها صور ملتقطة لـ«سد النهضة» عبر تطبيق «جوجل ماب»، وتظهر هذه الصور وجود تسريب في أساسات السد ناتج عن شروخ بسبب الخلطات الخرسانية المستخدمة.


ويؤكد الخبراء "احتمالية حدوث تشققات نتيجة الأحمال الرئيسية والأفقية الكبيرة جدًا، وإذا حدثت فإن علاجها سيكون غاية في الصعوبة، خاصة إذا كان ارتفاع السد عاليًا".


وحتى لو تمت معالجة المشكلة، فسيكون العلاج مؤقتًا، ويحتاج للمزيد كل عام، تمامًا مثلما هو حادث اليوم مع سد الموصل بالعراق.


ومنذ يوليو 2016، تبيّن أن عرض أساسات سد النهضة لا يتناسب تمامًا مع الارتفاع المنتظر للسد (175 مترًا)، وما يزيد من صحة هذا الافتراض أن المقاول الإيطالي قد أكمل بناء نصف المقطع الأوسط، منذ شهر فبراير 2016، وهناك صور على موقع شركة "ساليني" الإيطالية تؤكد صحة هذا الأمر.


وذكر أحد الخبراء الألمان في 2014، أن التصميم الإنشائي لسد النهضة "لا يرقى لأن يكون تصميمًا لبناء عمارة"، مؤكدًا "أنه سينهار ويدمّر مصر والسودان".


وقال الدكتور محيى الدين عبد العزيز، أستاذ هندسة السدود بـ«جامعة الأزهر»، إن هناك ترابطًا وتشابهًا كبيرًا بين سد النهضة والسد الكيني؛ فالأرضية المقامة عليها السدين على نفس نوعية وطبقة الفالق الأرضي التي يتم بناء سد النهضة عليها.


وكشف خبير هندسة السدود، عن أن هناك سدودا كثيرة شهدت انهيارًا مفاجئًا كما حدث لـ«سد كينيا»، نتيجة وجود أزمات في الإنشاءات وهو المنتظر تكراره مع سد النهضة؛ فقد قد تم بناء «سد أومو» في إثيوبيا، وانهار بعد 15 يومًا من البناء، وسد «سشوان» فى الصين 2004، تم ملء فالق خامل على بعد 25 مترًا، وبعد مرور سنتيْن، إثر امتلاء الفالق على السد، وأدى إلى انهياره وأودى بحياة 85 ألف شخص.


في السياق ذاته كشف الدكتور محمد بلال، خبير الموارد الطبيعية والجيولوجية، أن انهيار «سد كينيا» جاء نتيجة السيول والفيضانات والتي كانت تحمل معها كتلا صخرية، وهذا ما سيحدث في إثيوبيا، حال حدوث فيضانات، لكن الآثار المترتبة على «سد النهضة» خطيرة جدًا.


وأشار «بلال» إلى أن إثيوبيا بها فوارق عديدة عن كينيا، وهناك العديد من البراكين والصخور المتحللة، لافتًا إلى أن انهيار سد النهضة سيؤدى لكوارث إنسانية وبيئية، ومنها تشريد الكثيرين وفناء مدن، وخاصة في السودان حيث ينتظر تدمير وغرق مدينة الخرطوم؛ نظرا لقرب تدفق المياه إلى السودان، مشيرا إلى أن مياه «السد الإثيوبي» في حالة انهياره سوف تصل مصر خلال مدة تصل ما بين 7 إلى 10 أيام، وفي حالة عدم قيام الحكومة باتخاذ إجراءاتها لتفادي المخاطر، فإنه ينتظر حدوث تأثير كبير على جسم السد العالى، وغرق بعض المدن في الصعيد.


وأضاف: إثيوبيا بها أكبر فالق في العالم، واسمه الأخدود العظيم، وهو ما سيؤدي إلى حدوث انشقاقات وتصدعات في قاعدة وحسم السد، وهناك تقارير دولية صدرت في 2013 أكدت ذلك، ما كان سببا في استدعاء البرلمان الإثيوبي للشركة مصممة السد، وأضف إلى ذلك أن سد النهضة بسعته التخزينية يزن أكثر من 150 طنًا، وهو رقم ضخم لن تتحمّله أي أرض إثيوبية.