رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«قصة آية».. سر بكاء عمر بن الخطاب في هذا الموقف

قراءة القرآن - أرشيفية
قراءة القرآن - أرشيفية

«أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها».. أمرنا الله - سبحانه وتعالى - بتدبر القرآن وفهم معانيه، والآيات في ذلك كثيرة منها قوله تعالى: « إنا أنزلناه قرآنًا عربيًا لعلكم تعقلون».

واهتم المشايخ والعلماء بتفسير القرآن وأفردوا في ذلك مجلدات؛ مؤكدين أنه فرض على كل مسلم تدبر القرآن وفهمه ومعرفة الأوامر والنواهي والهدف من نزول الآيات.

ونظرًا لأن رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، ويعد من أكثر الأوقات التي يقبل خلالها المسلمون على قراءة كتاب الله مستغلين فرصة فتح أبواب الجنة للتقرب أكثر من الخالق يحرص موقع «النبأ» على عرض قصص وأسباب نزول بعض الآيات على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ حتى يتسنى لقارئ القرآن فهمه وتدبر معانيه.

في أواخر السّنة التّاسعة من الهجرة، عزم النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - أمره على الذّهاب إلى الحجّ، ولمّا سمع النّاس بذلك خرج خلق كثر يريدون أن يحجّوا مع النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وأن يأتمّوا به عليه السّلام.

ثمّ خرج النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - من المدينة، وكان ذلك في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة، من السّنة العاشرة للهجرة، حيث أعلن الرّسول - صلّى الله عليه وسلّم - للنّاس عن نيّته بالحجّ، وأشعرهم بذلك، ليصحبه من شاء منهم، فخرج عليه السّلام من المدينة بعد أن أمّر عليها في غيابه أبا دجانة.

وكان الحجّ في ذلك العام مختلفًا عن حجّ العرب في أيّام الجاهليّة، حيث انتهت عهود المشركين، وحظر عليهم أن يدخلوا إلى المسجد الحرام، وبالتالي أصبح أهل الحجّ جميعهم من الموحّدين المؤمنين بالله عزّ وجلّ، وأقبل النّاس من كلّ مكان ميمّمين صوب البيت العتيق، وهم على علم بأنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - سيكون أميرهم في الحجّ ومعلمهم.

وحرص النّبي - صلّى عليه وسلّم - على أن ينتهز اجتماع المسلمين ليغرس في قلوبهم الدّين، ويبدّد ما في نفوسهم من بقايا الجاهليّة، ويؤكّد حرص الإسلام على إشاعة الآداب، والعلائق، والأحكام، فألقى على مسامع المسلمين خطبته المشهورة باسم خطبة «حجّة الوداع»، وقد كانت خطبةً جامعةً، وذلك في يوم عرفة من هذه الحجّة العظيمة، حيث نزل قول الله عز وجلّ: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا ... "، المائدة/3.

وعندما سمع عمر بن الخطاب هذه الآية بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: إنّه ليس بعد الكمال إلا النّقصان.

وكأنّه استشعر أنّ النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قد اقتربت ساعته وحان أجله، وقد كانت مشاعر التّوديع واضحةً في عبارات النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - في هذه الخطبة، كقوله عند جمرة العقبة:" خذوا عنّي مناسككم فلعلّي لا أحجّ بعد عامي هذا ".