رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

زياد عقل: «لوبي» قوى يسعى لتنصيب نجل القذافى رئيسًا لليبيا.. و3 مرشحين لخلافة حفتر «حوار»

الدكتور زياد عقل
الدكتور زياد عقل


قال الدكتور زياد عقل، المتخصص في الشأن الليبي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن غياب المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي، أو إصابته بمرض شديد، سيجعل المشهد في ليبيا «ضبابيا»، كاشفًا عن أن عبد الرازق الناطوري، وعقيلة صالح، وسيف الإسلام القذافي، هم أقوى المرشحين لخلافة «المشير».


وأضاف «عقل» في حوار لـ«النبأ»، أن مصر تدير ملف الأزمة الليبية بـ«حرفية شديدة»، وأن القوة العسكرية والتنظيم السياسي «شرطان» لزعامة ليبيا، وإلى تفاصيل الحوار:


كيف ترى المشهد الليبي في غياب المشير خليفة حفتر؟

سيكون الوضع الليبي «ضبابيًا» في حالة إصابة المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، بمرض شديد قد يعيقه عن ممارسة مهامه، وسياق الأحداث في هذه الدولة سيأخذ منحى مغايرًا تمامًا لما مضى إذا توفى «المشير»، ولن يتواجد بالشرق الليبي من هو قادر على ملء الفراغ الذي سيخلفه «حفتر» خاصة على الجانب العسكري.


مَن سيخلف «حفتر» إن تأكدت الأنباء حول تدهور صحته؟

هناك من يقول إن عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي، هو أحد «البدائل» ليقود المشهد خلفًا للمشير خليفة حفتر رغم أنه لا يمتلك الخبرة العسكرية التي يتمتع بها «المشير»، وبالتالي اختفاء خليفة حفتر عن المشهد السياسي الليبي سيفتح الطريق لعودة سيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وستكون وفاة «حفتر» هي هدية من السماء؛ لأنه من المستحيل أن يُمارس نجل «القذافي» دورًا في الحياة السياسة الليبية في ظل وجود «خليفة».


هل الأطراف الخارجية والإقليمية ستواجه مشاكل في حالة وفاة المشير خليفة حفتر؟

بالطبع تلك الأطراف سواء الإقليمية مثل مصر وتونس والجزائر أو الدولية، مثل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ستواجه مشاكل وصعوبات في إيجاد بديل له، والتعامل معه ويكون على قدر من القوة، وستعانى بعض القلق؛ لأن تلك القوى من أولوياتها بقاء خليفة حفتر بالمشهد الليبي؛ لأنه ليس من المطلوب في الوقت الذي تتم فيه التسوية بليبيا أن يحدث فراغ في القيادة يؤثر على مجريات الأمور هناك ويعيد بعض النقاط للمربع صفر من جديد.


برأيك.. من  لدية السطوة ليقود القوة العسكرية بليبيا وفي الوقت نفسه يحظى بقبول واحترام القيادات؟

من ضمن الأسماء المطروحة رئيس الأركان عبد الرازق الناطورى؛ فهو شخصية تمتلك خبرة كبيرة ولكن رغم ذلك يعاني الجيش الوطني الليبي الذي أسسه «حفتر» من عدم وجود بديل ولم يخلق هذا الجيش «كوادر» خلال الفترة الماضية؛ ولذلك ففرص الصف الثاني بالجيش الوطني متساوية ولكن سيأتي على رأسه من يكون لديه القدرة على الفاعلية والتواصل مع القوى الإقليمية خاصة مصر وتونس والجزائر وأيضًا قدرته على التواصل مع الاتحاد الأوروبي لأن هؤلاء مؤثرون بقوة في المشهد الليبي لذلك على «البديل» الذي يأتي أن تكون لديه القدرة على تأمين الحدود مع مصر أو منع الهجرة غير الشرعية لأوروبا أو تأمين النفط.


أيًا كان من سيخلف حفتر فيجب أن تكون لدية القدرة العسكرية لتأمين تلك المصالح التي تمثل أحد أهم الأوليات وأمن قومي لتلك الدول.


ماذا عن حكومة الوفاق الوطني ومدى قدرتها على التحرك  السياسي بقوة في ظل غياب حفتر؟

غياب المشير خليفة حفتر عن المشهد الليبي سيكون أحد مكاسب حكومة الوفاق الوطني؛ لأنه سيجعل القيادة الجديدة التي تريد الزعامة تتحرك لإرضاء الفاعلين المؤثرين، وفي ذات الوقت العمل على التسوية السياسية من خلال تقديم مجموعة من التنازلات لحكومة الوفاق الوطني وسيستفيد فايز السراج أكبر استفادة من وفاة حفتر.


كيف تقرأ الدعوة لعودة سيف الإسلام القذافي ليتصدر المشهد السياسي الليبي؟

لابد من لفت الانتباه إلى أن سيف الإسلام القذافي لا يتمتع بقبول واسع بين القبائل الليبية، ولكن رغم ذلك فهناك تيار قوي يقف خلفه سياسيًا للعودة ليقود ويتصدر المشهد وهذا التيار يفتح خزائنه وليس لديه مانع من صرف أموال طائلة مقابل ذلك، وأيضًا لدى سيف الإسلام شيء يفتقر له معظم الساسة في ليبيا، وهو تمتعه بـ«لوبي» قوي وظهير شعبي يدعمه ليعود ويقود حتى وإن كان هذا الظهير مناوئًا للثورة الليبية، ولكنه لديه المقدرة على التواجد بالشارع الليبي وتلميعه سياسيًا وتدعيمه وحشد الأصوات بوفرة في حالة إعلان خوضه للانتخابات الرئاسية المقبلة ما يجعله يفوز بلا منازع وسيكون البديل الأوحد للقيادة وملء فراغ المشير حفتر ويقود معركة الشرق الليبي ضد الإسلام السياسي كل ذلك سيكون في  حالة غياب «حفتر» الذي رغم عدم تمتعه بقوة هذا الظهير ولا يملك تلك الأموال الطائلة إلا أنه يتميز عن سيف الإسلام بقوة علاقاته الخارجية التي يفتقر إليها الأخير.


وهل لدى سيف الإسلام القذافي القدرة على لم الشمل الليبي؟

لن ينجح في ذلك وستسمر معاناة ليبيا فترة لن تقل عن «3» سنوات قادمة؛ لأن المشهد الحالي لا ينبئ أن هناك قيادات جديدة قادرة على لعب دور محوري على الساحة كما فعل المشير خليفة حفتر، طوال السنوات الماضية، الذي يمثل وجوده حجر الزاوية لقضايا عدة في ليبيا الشقيقة فتأمين الحدود الشرقية مع مصر لن يستطيع سيف الإسلام أن يقوم بالدور الأمثل الذي يقوم به حفتر فالأخير أقوى عشرات المرات رغم عدم تمتعه بظهير شعبي كما قلنا من قبل.


هل يستطيع من يأتي ليتصدر المشهد السياسي أيا كان اسمه أن يوفي الالتزامات تجاه القوى الخارجية أم لا؟

حتى الآن لا يستطيع أحد أن يجزم أن القادم ستكون لديه القدرة لذلك سواء سيف الإسلام أو غيره ولكنه سيحاول أن يسوق ذاته خارجيًا وتقديم  نفسه على أنه البديل ولكنه أمامه كم من التحديات كثرة جدًا فغياب خليفة حفتر سيوجد بالفعل فراغا سياسيا كبيرا.


ما الخطوات التي يجب أن يتبعها من يريد الزعامة في ليبيا.. وما الأشياء التي سيستند إليها؟

على من يريد الزعامة أن يحظى بشيئين أساسيين، أولهما أن يكون لديه تنظيم سياسي قوي، وثانيًهما أن يكون لهذا التنظيم ذراع عسكرية قوية؛ لأن طبيعة المشهد السياسي في ليبيا بها انقسامات كبيرة فى الشرعية، وسيف الإسلام رغم أنه يحظى بظهير شعبي قوي إلا أنه ليس لديه ذراع عسكرية قوية تؤمن له مكانته.


أليس من الممكن أن تشهد السنوات الثلاثة القادمة تقاربًا بين سيف الإسلام والجيش الوطني الليبي ما يعزز مكانته وحينها سيكون لديه الظهير الشعبي والذراع العسكرية؟

لا يستطيع أحد التنبؤ الآن وعلينا أن ننتظر ما ستسفر عنه الأيام القادمة؛ لأن الأمر يتوقف على مدى قدرته على استمالة الجيش الوطني الليبي لرؤيته السياسية، وهذا سيكون مرحلة جديدة من الفصل بين الإدارة العسكرية والإدارة السياسية ستشهدها ليبيا.


وهل هذا الفصل سيتسبب في صراع بين سيف الإسلام ورئيس الأركان عبد الرازق الناظوري؟

حتى الآن لا يوجد صراع مباشر بين الاثنين؛  فرئيس الأركان أو الصف الثاني من قيادات الجيش ليس لديهم طموح أو «كاريزما» أو يتمتعون بالزعامة التي يتمتع بها المشير خليفة حفتر، وبالتالي من المحتمل بقوة أن ينجح سيف الإسلام القذافي في التفاوض مع الجيش الليبي في حالة وفاة «حفتر».


ما أولويات من يأتي على رأس قيادة الشرق الليبي؟

بلا شك أن تأمين الحدود مع مصر سيكون أهم أولوياته؛ لأن مصر لاعب أساسي وهام بالنسبة للقضية الليبية، ليس على المستوى الإقليمي فحسب، ولكن على المستوى الدولي أيضًا وبالتالي يجب على من يأتي أن يطمئن الجانب المصري ويضمن مراعاة مصالحه.


كيف ترى تحركات مصر الخارجية تجاه الملف الليبي؟

تحركات مصر في الملف الليبي من أنجح التحركات الخارجية، وهذا الملف تديره مصر بحرفية شديدة للغاية، ما يكشف قوة وثقل مصر السياسي ومدى نضجها في إدارة ملف يعد من الملفات «الشائكة» التي تكون الخطوات به محسوسة للغاية وكل خطوة تخطوها الدولة المصرية تعي جيدًا أبعادها ومدي تأثيرها.