رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سيناريو الاستعانة بـ«التجربة الأمريكية» لإنقاذ الأحزاب من «الموت البطىء»

الأحزاب السياسية
الأحزاب السياسية


أشعلت الانتخابات الرئاسية الغضب ضد الأحزاب السياسية، لاسيما نواب البرلمان، الذين أعلنوا تقدمهم بمشروع قانون لدمجها، بحجة أن هذه الأحزاب ورقية، غير ممثلة في مجلس النواب، وعجزت عن الدفع بمرشح «قوى» أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي.


وكشف أحمد رفعت، عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بـ«مجلس النواب»، عن مشروع قانون بإنشاء لجنة لشئون الأحزاب السياسية داخل البرلمان تكون مهمتها فحص ومراقبة ودمج الأحزاب وشطب البعض الآخر.


وأثار المقترح جدلًا كبيرًا في الأوساط السياسية، إذ اعتبر البعض أنه يأتي لصالح الحياة الحزبية التي غابت عن الشارع المصري رغم عدد الأحزاب التي تزيد عن الـ100، فيما يرى آخرون أن هذا المقترح يصعب تحقيقه على أرض الواقع، خاصة أن الأحزاب لم تصل حتى الآن لدرجة النضج الكافي التي تمكنها من تقبل الاندماج.


وطرح ذلك الأمر، تساؤلات عدة حول مدى ملائمة النموذج الأمريكي الذي لا يتعدى مجموع أحزابه الخمسة أحزاب، أشهرهم الجمهوري والديمقراطي، للنظام السياسي المصري، وهل سيفلح هذا المقترح في إصلاح الحياة الحزبية؟.


في هذا السياق، علق السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية الأسبق على مطالبات دمج الأحزاب، قائلًا: «بدون شك كلما قلت عدد الأحزاب في مصر، كلما كان أفضل، ولكن هذا صعب تطبيقة في مصر».


وضرب في تصريحات خاصة لـ«النبأ» المثل، بتجربة تيار الكرامة الذي نتج عن خليط «التيار الشعبي + حزب الكرامة»، قائلًا: «أخذ سنتين من المفاوضات حتى تم الاتفاق بين الطرفين على الاندماج، لامتلاكهم نفس الأفكار والأيدلوجية».


وأضاف «مرزوق»، أن المسألة الحزبية في مصر تحتاج إلى فترة نضج، انتقالية طويلة نسبيًا، حتى نصل إلى مرحلة الاندماج، لافتًا إلى أن أهم المشكلات التي تواجه فكرة الاندماج، هي عدم وجود حياة حزبية في مصر.


وعن تكرار السيناريو الأمريكي، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن النظام الأمريكي وأنظمة الغرب عمومًا قائمة على مناخ صحي للأحزاب وهو ما نتج عنه مناخ طبيعي للتجمعات السياسية والحزبية، ولكن مع وجود تشوهات و«فيروسات» وقمع بالمناخ السياسي في مصر لن تستطيع السلطة ولا الأحزاب العمل، وهو ما تسبب في وجود حالة من الشلل والجمود.


من جانبه، قال أحمد عودة، عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن الهدف من دعوات دمج الأحزاب هو تصفية الأحزاب الضعيفة والتي ليس لديها مقدرة على الاستمرار، ولا تملك أعضاءً أو موارد، متابعًا: «نحن لدينا أكثر من 100 حزب في مصر».


وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن ذلك يزيد من تنامي الحزب الضعيف، ويقويه، لافتًا إلى أن ذلك يأتي نتيجة لإرادة كل حزب وليس إجباريًا.


وعن قابلية حزب الوفد للاندماج، أكد «عودة»، أن «الوفد» حزب عريق، والذي يرغب في الانضمام للحزب ولديه نفس المبادئ عليه تقديم طلب، وبعد ذلك سيتم عرضه على أعضاء الهيئة العليا، والنظر في الطلب بالقبول أو بالرفض.


وأشار عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إلى أن التجربة الأمريكية لا تملك قوة في مصر لتصفية أحزاب أو دمج أحزاب مع بعضها، مؤكدًا أن ذلك يتم بقرار من الأحزاب نفسها.


وأضاف أحمد كمال، عضو مجلس النواب، أن الأحزاب الحالية «ورقية» وغير موجودة على أرض الواقع، قائلًا: «الأحزاب تقتل الحياة الحزبية في مصر».


وأضاف في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن المواطنين في لا يعرفون اسم 10 أحزاب من جملة الـ 100 حزب الموجودين حاليًا، بسبب غياب دورهم في الشارع، مؤكدًا العلاج يكمن في دمج هذه الأحزاب على أساس برامجها.


وتابع: «نحن لا نطالب بحل الأحزاب السياسية، ولكن نطالبهم بتوفيق أوضاعهم، عبر إجراء حوار والالتفاف حول البرنامج الموحد وهو ما يقلل أعدادها إلى الربع».


كما انتقد النائب البرلماني، اتهام الأحزاب السياسية للدولة بغلق المناخ العام، وإعاقة الأحزاب في القيام بدورها، مشيرًا إلى أنها حجج غير مبررة، لأن هناك نماذج كثيرة لأحزاب سياسية كانت لها قوة في الشارع واستطاعت حشد المواطنين حولها على سبيل المثال حزب الوفد ودوره في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، فالحكم يرضخ للأحزاب القوية».


ولفت إلى أن الدعوة إلى اندماج الأحزاب لا يعنى بالضرورة تطبيق السيناريو الأمريكي في الحياة الحزبية، فالنماذج لا تطبق على الآخرين، لأن لكل منها ظروفه وزمانه ومكانه، وعلى الرغم من ذلك، فهذه الدول خرجت بهذا الشكل بعد تجارب لعشرات السنين.