رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الدكتور عمرو الديب الخبير في الشأن الروسي: التعاون العسكرى بين القاهرة وموسكو «يُقلق» أمريكا.. «حوار»

الدكتور عمرو الديب
الدكتور عمرو الديب


الدبلوماسية المصرية وأجهزة الأمن وراء عودة الرحلات الجوية مع موسكو


القاهرة لا تنوى إنتاج السلاح النووى.. وإسرائيل لا تعترض على «محطة الضبعة» لهذا السبب


الشرق الأوسط منطقة هامة للقوى العظمى.. وهذا سر الضربة الأمريكية لسوريا بعد زيارة محمد بن سلمان


العلاقات المصرية الخارجية قائمة على الاحترام المتبادل


أشخاص داخل «الكريملين» يدفعون بوتين للتقارب أكثر مع الأتراك


قال الدكتور عمرو الديب، المحاضر في العلاقات الدولية بجامعة «نيجني نفجورود» الروسية، إن هناك تقاربًا كبيرًا على المستوى الشخصي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لافتًا إلى أن هذا التقارب له أثر واضح على علاقة «القاهرة وموسكو» في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية.


وأضاف «الديب» في حوار لـ«النبأ»، أن روسيا لديها هدف واضح بالتواجد على مسرح الشرق الأوسط سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، وإقامة مشروع محطة الضبعة النووية خير طريق لهذا التواجد.


وأكد المحاضر في العلاقات الدولية بجامعة «نيجني نفجورود» الروسية، أن العلاقات «الروسية - السعودية» بالرغم من التقارب الكبير الذي حدث في العام الأخير فيها، إلا أن هاتين الدولتين لن يتعدى التعاون بينهما العلاقات الاقتصادية والتجارية؛ لاسيما أن السعودية ما زالت منطقة نفوذ أمريكية عن استحقاق، ولا يمكن للروس منافسة الولايات المتحدة فيها، وإلى نص الحوار:


أريد تحليلًا ولو مختصرًا عن العلاقة بين السيسي وبوتين.. وأوجه التشابه بينهما

الرئيسان، المصري عبد الفتاح السيسي، والروسي فلاديمير بوتين علاقتهما قوية جدًا على المستوى الشخصي؛ بسبب وجود أوجه تشابه كثيرة بينهما، وأول هذه الأوجه هو انتشال «بوتين» روسيا من أزمة التسعينيات «سقوط الاتحاد السوفيتي»، وانتشال السيسي مصر من «براثن» جماعة الإخوان المسلمين، وطبعًا أهم وجه للتشابه بين الرئيسين هو قيادة بوتين لـ«جهاز الأمن الفيدرالي»، وقيادة السيسي لـ«جهاز المخابرات الحربية»، ولابد من القول إن هذا التقارب الكبير على المستوى الشخصي بين الرئيسين المصري والروسي، له أثر واضح على علاقة القاهرة وموسكو في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية.


كيف ترى الدعم الروسي لمصر في مشروع مفاعل الضبعة النووي؟

روسيا لديها هدف واضح بالتواجد على مسرح الشرق الأوسط سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، وإقامة مشروع محطة الضبعة النووية خير طريق لهذا التواجد؛ لذلك موسكو ستمنح القاهرة قرضًا يصل لـ٣٠ مليار دولار بدون فوائد؛ لإتمام بناء المحطة، بالإضافة إلى الدعم الفني لهذا المشروع الهام جدًا بالنسبة لمصر.


لماذا قلت إن إسرائيل لا تستطيع ضرب مفاعل مصري؟

مصر لا تنوي إنتاج السلاح النووى؛ لذلك لا حاجة لأى دولة غربية وأيضًا لا حاجة لإسرائيل للاعتراض على هذا مشروع محطة الضبعة النووي، هذا من جهة، أما من جهة أخرى فمصر بجيشها القوي الحديث، لن تسمح بهذا الأمر مهمًا كان.


كيف ترى عودة الرحلات الجوية بين القاهرة وموسكو؟

طبعًا عودة الرحلات الجوية كانت متأخرة، لكن جاءت هذه العودة بعد جهد كبير لـ«الدبلوماسية المصرية»، وأجهزة الأمن، ويجب أن تستغل هذه الجهود للعمل على عودة رحلات «الشارتر»؛ لجذب السياحة الروسية مرة أخرى لكل من شرم الشيخ والغردقة.


كيف ترى التعاون العسكري بين مصر وروسيا؟

التعاون العسكري المشترك بين العاصمتين القاهرة وموسكو زاد «قلق» الولايات المتحدة الأمريكية؛ لذلك عادت العلاقات المصرية الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب بعد «القطيعة» التي حدثت في نهاية إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، كما أن التعاون العسكري «المصري - الروسي» آمن لمصر من ناحية التنويع في مصادر التسليح.


ما الأشياء التي تتحكم في العلاقات بين البلدين؟

المصلحة العليا لكلا الدولتين، لا أكثر ولا أقل.


ما السبب وراء ظهور حديث قديم عن الاستخدام المتبادل للأجواء والمطارات بين القاهرة وموسكو؟

الاستخدام المتبادل للأجواء والمطارات أمر عادي، ويتم بين دول عديدة.


يتردد دائمًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يستقوي بـ«الروس» ضد أوروبا وأمريكا.. ما رأيك في هذا الطرح؟

العلاقات المصرية الخارجية قائمة على الاحترام المتبادل، ولا يمكن لمصر أن تلجأ لـ«لعبة الاستقواء» بدولة ضد دولة؛ لأن هذه اللعبة انتهت منذ الستينيات.


كيف ترى سعى روسيا لبناء تحالفات لتحقيق أهدافها فى الشرق الأوسط؟

أمر مطلوب، لأن كل دولة تسعى لتحقيق مصالحها عن طريق بناء تحالفات، ولكن طبيعة المنطقة هى الحاكم فى تحقيق الأهداف.


هل بالفعل تريد روسيا توسيع نفوذها والاقتراب من المياه الدافئة والممرات البحرية الهامة واحتياطيات النفط والغاز خاصة بعد اكتشاف أكبر احتياطيات للغاز  فى البحر المتوسط؟

بالطبع تريد ذلك.. وهى تنجح بشكل نسبي كبير فى تحقيق ذلك، مثل استحواذ روس على ٣٠٪؜ من حقل «ظهر» خير شاهد على ذلك.


كيف ترى صراع القطبين روسيا وأمريكا في منطقة الشرق الأوسط؟

صراع أمده طويل، وسيستمر بطبيعة الحال، خاصة أن منطقة الشرق الأوسط منطقة هامة لكل «القوى العظمى».


لماذا ترى روسيا دائمًا أن حلف شمال الأطلسي «الناتو» صداعًا مؤلمًا في رأس موسكو؟

الصداع «المؤلم» متبادل هنا؛ روسيا ترى فى حلف «الناتو» العدو القديم لـ«الاتحاد السوفيتي»، ويرى الحلف أن روسيا «الوريث الشرعي» لهذا الاتحاد، ومناطق الصراع بين المعسكرين تمتد من مناطق بحر البلطيق مرورًا بأوكرانيا، وشرق أوروبا، وصولًا إلى منطقة الشرق الأوسط.


لماذا تدعم روسيا خليفة حفتر بنفس طريقة دعمها لـ«بشار الأسد»؟

ليبيا تمثل لـ«روسيا» منطقة هامة خصوصا قرب الحدود المصرية الليبية من منطقة الضبعة النووية، بالإضافة إلى عدم رغبة روسيا في الوجود الأميركي الأوروبي فى هذه الدولة، التى كانت تمتلك علاقات قوية مع روسيا فى فترة حكم «القذافي»، لذلك هناك اتصال روسي قائم مع جميع الأطراف الليبية، وليس المشير خليفة حفتر فقط.


ما دلالات التقارب «التركي - الروسي» في المنطقة؟

روسيا وتركيا لديهما أهداف واحدة فى الشأن السوري، وهناك أشخاص داخل «الكريملين» يدفعون الرئيس فلاديمير بوتين للتقارب أكثر مع الأتراك بالرغم من إسقاط «الطائرة السوخوى» الروسية، ومقتل السفير الروسي فى أنقرة.  


كيف ترى العلاقات الروسية مع السعودية واليمن؟

العلاقات الروسية السعودية بالرغم من التقارب الكبير الذي حدث في العام الأخير، إلا أن هاتين الدولتين لن يتعدى التعاون بينهما العلاقات الاقتصادية والتجارية؛ لاسيما أن السعودية ما زالت منطقة نفوذ أمريكية عن استحقاق، ولا يمكن للروس منافسة الولايات المتحدة فيها، لكن مسألة وجود بعض المشاريع المشتركة أمر لا «غضاضة» فيه بالنسبة للأمريكان، وكذلك الأمر بالنسبة لليمن؛ حيث لا تستطيع روسيا إرضاء جميع الأطراف، أقصد هنا السعودية وإيران، خاصة أن السياسة الروسية الخارجية قائمة على الصداقة مع الجميع، وهذا أمر غير مقبول فى ظل الأزمات التى تمر بها المنطقة العربية.


ماذا عن الضربة العسكرية الثلاثية لروسيا؟

بالنسبة للضربة العسكرية لـ«سوريا» فلن تتعدى نتائجها تدمير بعض المواقع والمرافق، ومادامت هذه الضربات بعيدة عن الجنود الروس والمعدات الروسية فلن يحدث رد روسي سوى الردود الدبلوماسية والإعلامية.


وأيضا ما دامت هذه الضربات لن تؤثر على حياة الرئيس بشار الأسد فأيضًا لن يكون هناك رد روسي.

روسيا لا تريد محاربة الأمريكان أو غيرهم إلا في حالة التعدي الواضح على المصالح الروسية في سوريا.


إذًا ما الهدف الأمريكي من وراء هذه الضربة؟

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد أن يثبت للداخل الأمريكي وللعالم كله أن الولايات المتحدة ما زالت هى القوة الأكبر، ويريد أن يتلقى أموالًا طائلة من السعودية؛ بدليل أن الضربات جاءت بشكل مباشر بعد انتهاء زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لكل من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.