رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

خبراء عسكريون: 8 شروط لإرسال قوات عربية لـ«سوريا» بدلا من «الأمريكية»

الحرب في سوريا -
الحرب في سوريا - صورة ارشيفية

زعمت صحيفة «ووال ستريت جورنال» الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم إنهاء التواجد العسكري الأمريكي في سوريا، واستبدال القوات الأمريكية هناك بتحالف عربي يضمن الاستقرار شمال شرقي سوريا.

وذكرت الصحيفة، أن الإدارة الأمريكية طلبت من الإمارات والسعودية وقطر المساهمة بمليارات الدولارات، وإرسال قواتها إلى سوريا لإعادة الاستقرار، ولاسيما في المناطق الشمالية.

ونقلت الصحيفة عن مؤسس الشركة الأمنية الخاصة «بلاك ووتر»، قوله، أن مسئولين من الدول العربية بحثوا معه مؤخرا تشكيل قوة عربية تنتشر في سوريا، وأنه ينتظر الخطوات التي سيتخذها دونالد ترامب في هذا الاتجاه.

كما زعمت الصحيفة أن مستشار الأمن القومي جون بولتون، اتصل بمسئولين مصريين وطرح عليهم المبادرة.

في سياق متصل قال عادل الجبير وزير الخارجية السعودي ، إن السعودية عرضت على واشنطن في وقت سابق إرسال قوات من التحالف الإسلامي إلى سوريا لمحاربة الإرهاب، لكن إدارة أوباما لم تتخذ إجراءً بهذا الشأن.

وأضاف الجبير خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في الرياض، أن فكرة إرسال قوات إلى سوريا ليست جديدة وأن السعودية قدمت مقترحا لدول في التحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب بهذا الخصوص قبل وبعد عرض هذه الأفكار على واشنطن، إلا أن إدارة أوباما لم تتخذ إجراء بخصوص هذه المقترحات، مشيرا إلى أن هنالك مناقشات تجري في الوقت الراهن مع واشنطن حول طبيعة القوات التي يجب أن تتواجد في شرق سوريا، ومن أين ستدخل إلى الأراضي السورية، ولا يزال هذا الأمر قيد النقاش.

يذكر أنه ليست المرة الأولى التي يتم الحديث فيها عن إرسال قوات مصرية وعربية إلى سوريا، فقبل ذلك نفت مصر أكثر من مرة مثل هذه التقارير، ففي شهر نوفمبر 2016 نفت القاهرة ما روجت له وسائل إعلام إيرانية عن أنباء بشأن إيفاد قوات عسكرية مصرية إلى سوريا للتنسيق مع قوات بشار الأسد، في محاربة الإرهاب. 

وأكد السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية على أن «الحديث عن إرسال قوات عسكرية مصرية إلى سوريا لا يمت للواقع بصلة»، نافياً «وجود أي قوات مصرية في سوريا تحت أي ذريعة».

كما أن دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، دعت أكثر من مرة إلى إرسال قوات عربية إلى سوريا، ففي شهر مايو 2016 قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن المملكة تطالب بإرسال قوات برية إلى سوريا.

يقول اللواء نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع الأسبق، أن وجود قوات عربية في سوريا بدلا من القوات الأجنبية شئ جيد وأفضل، لكن بشروط منها، أن تكون هذه القوات العربية من خارج الدول التي أيدت الضربات العسكرية الأخيرة على سوريا، وأن تكون قوات محايدة لا تتلقى الأوامر من الولايات المتحدة الأمريكية، وأن تكون تحت إشراف جامعة الدول العربية، من خلال تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك الموقعة من الدول العربية منذ أكثر من خمسين عاما، وأن يكون إرسال هذه القوات بموافقة سوريا، باعتبارها دولة عربية ذات سيادة، وعضو مؤسس في جامعة الدول العربية، مشيرا إلى أن عدم موافقة النظام السوري على هذه القوات يحولها إلى قوة احتلال مثل القوات الأمريكية، وهذا هو الفرق بينها وبين القوات الروسية التي تعتبر قوات شرعية لأنها جاءت بطلب من النظام السوري.

واستبعد «فؤاد»، ما قاله رئيس شركة «بلاك ووتر» الأمريكية من أنه بحث مع مسئولين عرب تشكيل قوة عربية للانتشار في سوريا، مشيرا إلى أن القمة العربية الأخيرة التي عقدت في المملكة العربية السعودية أكدت على عدم بحث هذا الموضوع، بالإضافة إلى عدم موافقة الدول العربية على إرسال قوات عربية إلى سوريا تتلقى أوامرها من الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا على ضرورة تنسيق هذه القوات العربية مع اللاعبين الرئيسيين في سوريا وهما روسيا وإيران، مستبعدا أن تقوم الدول العربية بإرسال قوات إلى سوريا دون موافقة الحكومة السورية الشرعية، مشددا على ضرورة أن يتم تحديد العدو الحقيقي الذي ستواجهه القوات العربية داخل سوريا، وهو الجماعات والتنظيمات الإرهابية، متابعا: «لا يجب أن نأخذ كل ما تقوله الولايات المتحدة الأمريكية على أنه أوامر يجب تنفيذها، وأنه على الدول العربية أن تقدم المصالح العربية على أي شئ أخر».  

من جانبه يقول اللواء عبد الرافع درويش الخبير العسكري والاستراتيجي، أنه يستبعد قبول الجانب المصري لهذه المبادرة لسبب واحد وهو وجود روسيا التي تعتبر حليف لمصر، وهذا يجعل الموضوع غير واضح، مشيرا إلى أنه مع إرسال قوات عربية لتحل محل كل القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي السورية، من أجل حل الأزمة هناك، وبالتالي يكون الحل عربي فقط، من خلال حل سياسي وإجراء مصالحة وطنية شاملة، وبدون ذلك فسوف تستمر الأزمة، وسوف يظل الشعب السوري يدفع الثمن كل يوم، مشيرا إلى أن تباين مواقف الدول العربية مما يحدث في سوريا يضر بالقضية السورية، ويجعل من الصعب جدا إرسال قوات عربية إلى سوريا، لافتا إلى هناك دولا عربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تطالب برحيل الأسد عن السلطة، وهناك دول عربية أخرى تريد حل الأزمة السورية من خلال التفاوض بين بشار الأسد والمعارضة السورية للحفاظ على وحدة سوريا.

وأضاف «درويش»، أنه على الدول العربية قبل إرسال قوات عسكرية إلى سوريا أن تتوافق على الحل السياسي هناك، مشيرا إلى أن هدف أمريكا من إرسال قوات عربية هو ضرب الدول العربية ببعضها، وجعلها تتقاتل مع بعضها على الأراضي السورية، لأن هدف أمريكا الأول والأخير هو حماية أمن إسرائيل، متوقعا موافقة النظام السوري على إرسال قوات عربية إذا وجد توافقا عربيا على حل الأزمة، بما يحقق مصالح الشعب السوري، مشددا على ضرورة أن تتخلى بعض الدول العربية عن فكرة رحيل بشار الأسد التي تتمسك بها، وتقتنع بضرورة حل الأزمة من خلال فرض إرادة الشعب السوري، ومن خلال المسار السياسي الذي يختاره الشعب السوري، مؤكدا على أن حل الأزمة السورية لن يتحقق بدون موافقة الرئيس السوري بشار الأسد.