رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عرض قطعة أثرية من الحجر الجيري لأول مرة بالمتحف المصري.. اعرف التفاصيل

المتحف المصري
المتحف المصري


يشهد الدكتور خالد العناني، وزير الآثار، عرض قطعة أثرية من الحجر الجيري لأول مرة بالمتحف المصري بالتحرير، وذلك ضمن التقليد الذي يتبعه المتحف المصري في عرض ثلاث قطع أثرية من مقتنياته يوم الخميس من كل أسبوع.

وأوضحت إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف، أن القطعة عبارة عن جزء من جدار مقبرة القائد العسكري ايوراخي من عصر الأسرة 19 خلال عهد الملك رمسيس الثاني، وعثر عليها أثناء أعمال حفاير البعثة الأثرية لجامعة القاهرة في منطقة سقارة جنوب الممر الصاعد لهرم الملك أوناس في موسمها  2017 2018 برئاسة الدكتورة علا العجيزي.

وأو ضحت الدكتورة  علا العجيزي، أستاذ اللغة المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة، أن أبعاد القطعة تبلغ ٨٢ سم ×٥٤ سم والسمك ١٣ سم، وعثر عليها في رديم إحدى صالات المقبرة التي تعرف بصالة التمثال، حيث يوجد بها قواعد للتماثيل على جانبي الباب المؤدي إلى الغرب. 

ويبدو أن القطعة انفصلت عن الجدار الشمالي للصالة التي تحتوي على مناظر الحياة اليومية.

وأضافت "العجيزي" أنه حفر على الجدار نقوش، بحيث يصور الجزء العلوي منها خيالة يقودون العجلات الحربية: اثنان في المقدمة واثنان فى المؤخرة وهي غير مكتملة، و يفصل بينهما ممرا مائيا مليء بالتماسيح. 

كما يشد العجلات الحربية زوجان من الخيل، وتظهر بعض بقايا الخطوط المتعرجة باللون الأزرق معبرة عن مياه هذا الممر.

أما الجزء الأسفل من المنظر فيصور على الجانب الأيسر مجموعة مكونة من خمسة رجال يحملون الأسلحة، واختلف لباس الرأس لبعضهم فبينما ثلاثة منهم يرتدون ما يشبه غطاء رأس قصير ربما يعبر عن كونهم من فرق  الحراسة "المدجاي" من النوبيين، بينما الآخران يلبسان الشعر المستعار المعروف لدى المصريين. 

يلي هؤلاء زوجان من الحمير يمتطي طفل في المقدمة ظهر أحدهما ينظر إلى الخلف وكأنه يتبادل الحديث مع الطفل الآخر الذي يظهر قابعا على ظهر أحد الحمارين في المؤخرة و من خلفهم رجل يقود الحمير ممسكا بعصا، ويبدو أن الحمير تعبر الممر المائي من خلال معبر ما.

وأشارت "العجيزي"  إلى أهمية هذا النقش الذي يعتبر هذا التمثيل للممر المائي المليء بالتماسيح هو نفس الممر الذي يصل إليه الملك سيتي الأول عند عودته من حملته المنتصرة على البدو "الشاسو" في العام الأول من حكمه، وقد أثببت الأبحاث أن جيش سيتى يصل إلى ما يعرف بحصن ثارو والذي يمثل الحدود بين مصر ومنطفة سوريا وفلسطين (كنعان) والنقش في مقبرة أيوراخي بسقارة يعتبر الاول من نوعه في مقابر الأفراد والمرة الثانية التي يظهر فيها هذا الممر والذي يمكن أن نؤكد الآن - بعد الإكتشافات الحديثة التي قام بها الدكتور محمد عبد المقصود وفريق العمل المشارك معه- أن هذا الحصن يمثل موقع حبوة ١ وحبوة ٢ في منطقة القنطرة شرق.

ومن جانبها، قالت صباح عبد الرازق، مدير عام المتحف المصري بالتحرير، إن قائد ايوراخي من أصول سورية يبدو أنه استقر في مصر وقد أبقى على اسمه السوري ومعناه باللغة السورية القديمى: "حقيقي" وهو شكل مختصر للاسم أورهي -تشوب أي "حقيقي هو رب الرعد".

وتقلد المهام العسكرية منذ عهد الملك سيتي الأول وتمكن في عهد رمسيس الثاني من الوصول إلى مكانة رفيعة لدى الحكومة المصرية، جيث تقلد المناصب منها القائد العظيم للجيش والكاتب الملكي، ورئيس أعمال الملك، ورئيس كل أملاك الملك في معبد الرامسيوم بطيبة وغيرها من المناصب الهامة.