رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

قصة أخطر جريمة قتل في الفيوم.. «المدام» وعشيقها يتخلصان من «الزوج» وطفل يكشف الواقعة

النبأ


اتفقت ربة منزل وعشيقها على قتل زوجها، والتخلص منه؛ ليخلو الجو لهما، وتمت الواقعة، ودفن «الزوج المخدوع» دون أن يعرف أهله بمقتله، واعتقدوا أن وفاته طبيعية، ولكن «ابن المجني عليه» فضح الواقعة، واعترف بقيام والدته وعشيقها بقتل والده، التفاصيل تكشفها السطور التالية.


تقول شروق محمد، إنّه منذ 10 أيام فوجئوا بزوجة شقيقها تتصل بهم، وتُخبرهم أنّ شقيقها أحمد «40 عامًا» كان يشرب خمور و«انزلق» في الحمام ووقع فوق رأسه، ومات، فلم نشك في شيئ، وذهب شقيقه «محمود»، وأبناء عمها إلى منزل شقيقها في منطقة «الجون» بمدينة الفيوم، ثم إلى منزل والده بـ«حى الحواتم»، تمهيلًا لغسله ودفنه في مدافن العائلة، وبالفعل تمت مراسم الدفن، وأخذ واجب العزاء.


وأشارت إلى أنهم بعدما أحضروا جثمان شقيقها، أخبرتها زوجته أنها ستذهب إلى المنزل لتستحم وتغير ملابسها، وستعود مرة أخرى، فطلبوا منها إحضار المزيد من الملابس لها ولأولادها لأنها ستعيش في منزل «حماها» حتى انتهاء فترة عدتها، ولكنها لم تأت حتى المساء، وأغلقت هاتفها، وعندما أرسلوا شقيقها يحضرها من المنزل هي وأولادها لم يجدها، فاتصلوا بزوج شقيقتها، فقال لهم: «طفشت بالعيال ومتدوروش عليها».


وتابعت «شروق» حديثها لـ«النبأ» قائلة إنها ذهبت إلى منزل شقيقها بعد انتهاء العزاء، وقامت بتصوير الحمام وما كان بغرفة شقيقها والصالة، وعندما علمت زوجته بذلك، جاءت بأبنائها، وتشاجرت معها وأصرت أن تمسح هذه الصور، لكنها أخبرتها أنها ستحتفظ بها للذكرى، وفوجئت أنّ زوجة شقيقها جاءت وجلست معهم في المنزل، وأصبحت تتابع خروجها من المنزل، وتتصل بها لتعرف إلى أين ذهبت رغم أنها لم تكن تفعل ذلك من قبل.


وأشارت إلى أنّ الشكوك بدأت تثاورها حول وفاة شقيقها، فاتصلت بشقيقتها الكبرى «سماح» وأخبرتها بشكوكها، وقررا الذهاب إلى النيابة وتحرير محضر بشكهم في وفاة شقيقهما دون إخبار والدهم لأنه مريض وأجرى عملية قلب مفتوح ويخافون عليه من الصدمة، وبالفعل ذهبوا إلى النيابة، وتم إرسال قوة معهم، وأطباء من الطب الشرعي، وفتحوا المقبرة وأخذوا عينات من جثمان شقيقهما بعد مرور أسبوع على وفاته.


وكشفت أنّه تم إحالتهم إلى قسم ثان الفيوم، وفي المحضر اتهموا كل من عزة أحمد حمدي «30 عامًا»، زوجة شقيقها، وشقيقتها «عبير»، وزوج شقيقتها «فارس» و«عادل» صديق زوجها المُقرب، لأنهم كانوا يسهرون هناك ليلة وفاته، وبالفعل تم استدعائها، لكنها قالت إنّ جميع الضيوف خرجوا من المنزل، وجلس زوجها يشرب الخمر وعندما دخل الحمام انزلقت قدمه وتوفي.


وبيّنت أنّ شقيقها كان قدمه في «الجبس»؛ لأنّه تعرّض لحادث سيارة أثناء عمله كسائق، مُشيرةً إلى أنّه أب لأربعة أبناء مصطفى طالب بالصف الخامس الابتدائي، واشتياق طالبة بالصف الثاني الابتدائي، وتوأم عمرهما عام ونصف، كاشفةّ أنه بعد وفاة شقيقها بدأ سكّان المنطقة يتحدثون عن علاقة زوجته بصديقه، وأنهما قتلوه «ليخلوا» لهما الجو ويتزوجا بعد وفاته.




وعندما علم الأطفال بحبس والدتهم بتهمة قتل والدهم، فقرروا أن يحكوا ما رأوه بأعينهم إلى أسرة والدهم، وجاء «مصطفى» في حضور جده وجدته وعمه وعماته، وقال لهم: «بابا اتقتل مماتش لوحده، وماما وعم عادل هما اللي قتلوه، وأنا شوفتهم بعيني وهما بيقتلوه وخوفت أتكلم عشان هددوني لو قولت هيقولوا إني ضربته على رأسه عشان كده مات وهدخل الأحداث واتسجن».


ولفتت «شروق» إلى أنهم طلبوا من مصطفى وشقيقته، أن يرووا لهم ما حدث بالتفصيل، وألا يخافوا من أحد، وأن أمهم وصديق والدهم هم من سيدخلون السجن، وليس الأطفال، فبدأ الأطفال برواية ما حدث في ذلك اليوم قائلين، إنّ "عادل" صديق والدهم جاء إلى منزلهم ليلًا وكان يحمل كيسًا أسود وطلب من مصطفى أن يضعه في الثلاجة، ويدخل غرفته هو وشقيقته لأنهم سيسهرون بعد رحيل خالتهم وزوجها.


وقال الطفل إنّه دخل إلى الغرفة ودخلت والدته ونامت بجانبهم على السرير، وقالت لهم إن هذا أفضل يوم في حياتها، وعندما سألوها عن السبب قالت "لإني هرتاح وهنام براحتي"، بعد ذلك خرجت من الغرفة وأغلقت الباب ورائها لكنه لم يكن مغلق جيدًا، فوقف وراء الباب ورأى "عادل" يخنق والده بفوطة صفراء، وأمه تمسك يد والده خلف ظهره ورأسه ينزف دمًا، فخاف ولكنه لم يتحدث ووقف يتفرج صامتًا.


وأكد مصطفى أنه صرخ ونادى على والدته بحجة أنه يريد دخول الحمام، واستيقظت شقيقته على صوته، ولكن أمهما رفضت إدخالهم الحمام، وقالت لهم "أبوكم وقع وبنحاول نفوقه ومش هينفع تخرجوا دلوقتي"، وأحضرت فوطة قديمة وجعلت البنت تتبول فوقها، ورفض الولد ذلك فطلبت منه أن يصبر حتى يفوق والده وستنادي عليه وتدخله الحمام، وخرجت وأغلقت الباب عليهما بالمفتاح.


وروى مصطفى أنّه بعد مرور ما يقرب من نصف ساعة فتح عادل الباب، وقال لهم "البقاء لله أبوكم مات"، وعندما سألوه كيف ذلك أخبرهم أنّ والدهم شرب كمية كبيرة من الخمر، ودخل الحمام فانزلقت قدمه وحاولوا إيقاظه لكنه دخل في غيبوبة ومات، بعد ذلك طلب من شقيقته "اشتياق" أن تغسل زجاجات الخمر جيدًا بالماء والصابون بالإضافة إلى الأكواب التي شربوا فيها.


ولفت إلى أنّه خرج هو وشقيقته من الغرفة فوجدوا والدهم على الكنبة، ودخل مصطفى الحمام، وفعلت شقيقته ما طلبه "عادل" منهما، فيما كانت تجلس أمه على الكنبة ترتدي "بيجامة" وتدخن سيجارة رغم أنها لم تكن تجلس أمامه بثياب المنزل أو تدخن قبل ذلك، ثم أحضر "عادل" الكيس الأسود الذي أحضر فيه الخمر ووضع فيه الزجاجتين اللذين شربهما، وترنج خاص به كان يرتديه هناك لأنه كان ينام لديهم كثيرًا بسبب مشاجراته مع زوجته".


وخوفًا من أن يكون الطفلين رأوا شيئًا ويفضحوهما، أحضرهم "عادل" ووضع أيديهم فوق إيديه هو ووالدتهم، وطلب منهم أن يخبروا من يسألهم أنّ والدهم كان يشرب خمر ودخل الحمام وانزلق ومات وأنه كان بمفرده، ولم يكن "عادل" موجودًا، وقرأوا الفاتحة، وأخبرهم أنّه من يخالف التعليمات يكون خائنا لهم وسينتقمون منه، وأنّ الولد إذا تحدثّ سيبلغون عنه الشرطة ويقولون إنه قتل أبوه وضربه على رأسه وسيدخل الأحداث هو وشقيقته.


بعد ذلك طلب «عادل» منهم أن ينظروا من خلف الستارة ليروا إذا كان هناك أحد يجلس في الشارع أو لا، وعندما علم بوجود الجيران، جلس معهم حتى السادسة صباحًا ثم خرج من المنزل، وقال لوالدتهم أنه سيُغلق هاتفه، وألا تتصل به كي لا يشك بهما أحدًا، ثم جلست والدته ساعة، وصرخت وطلبت من الجيران أن يساعدوها لأن زوجها انزلق ودخل في غيبوبة ولا يرد، واتصلوا بالإسعاف وعندما جاؤوا قاله أنه مات.


وبعد ذلك اتصلت والدتهم بأهل زوجها وأخبرتهم أنه مات، وعندما جاؤوا وأخذوا جثمانه ذهبت معهم إلى منزل جدهم، وكانت دائمًا تجلس بجانبهم وعندما يسألهم أحد عمّا حدث تنظر لهم كي لا يتحدثوا، وترد هي على أسئلتهم.


وفي ختام حديثها أكدت شقيقة "القتيل" أنهم حرروا محضرًا رقم 982 إداري قسم ثان الفيوم حصر 279، وأنّ المتهم الذي يدعى «عمرو. م. م» وشهرته «عادل أبو فارس»، وقابل شقيقها "محمود" في الشارع أمس وقال له: "متجريش كتير الطب الشرعي مش هيثبت حاجة"، وانفعل شقيقها وضربه، لكن المارة تدخلوا وفضوا المشاجرة بينهما، كاشفةً أنّ المتهم لديه أصدقاء كثيرون في الشرطة والنيابة وأنّ حق شقيقهم سيضيع.


وطالبت «شروق»، أمن الفيوم والمحامي العام، بإعادة حق شقيقها، ومنع إتلاف القضية أو إخفاء الأدلة أو تزويرها لصالح الجاني، مُستنكرة الإفراج عن المتهمين لحين ورود تقرير الطب الشرعي، ما مكنهم من الهروب بعيدًا، خصوصًا زوجة القتيل التي هربت برفقة نجليها التوأم وتركت "مصطفى" و"اشتياق" لدى أسرة والدهم.