رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالأسماء.. كواليس «مذبحة» أيمن نور فى قناة «الشرق»

أيمن نور
أيمن نور


تصاعدت حدة الأزمات من جديد وبشكل غير مسبوق داخل قناة «الشرق» المملوكة لأيمن نور، زعيم حزب «غد الثورة»، والتي تبث من إسطنبول التركية، بعد قرار «نور» منتصف الأسبوع الماضي بفصل تسعة من العاملين بالقناة دفعة واحدة، واتهامهم بقيادة تمرد ضد إدارته للقناة، على خلفية احتجاجهم للمطالبة بتحسين أحوالهم المادية.


وشملت قائمة المفصولين بحسب مصادر في القناة 4 مقدمي برامج هم: محمد طلبة رضوان، مقدم برنامج صباح الشرق، وسامي كمال الدين، مقدم برنامج في المليان، وطارق قاسم، وعبد الله الماحي، قارئا نشرات إخبارية بالقناة، و6 من المعدين والعاملين بالأقسام الفنية المساعدة، وهم: خالد إسماعيل، القيادي السابق بحركة 6 إبريل ومعد البرامج بالقناة، ورامي الصالح، معد برامج مساعد، وأحمد درويش، معد برامج، ومصطفى صديق، عامل نظافة، وشعيب أحمد،عامل صوت، ومحمد عثمان، عامل بالكنترول، كما تقدم عبد الرحيم الصغير، نجل الداعية محمد الصغير باستقالته من منصبه بالقناة كمدير للعلاقات العامة بها؛ اعتراضا على فصل زملائه.


ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يضحي فيها أيمن نور بعاملين من قناته لمواقفهم من فساده المالي، ومطالبهم بتحسين رواتبهم ووقف إهدار الأموال، فقد قام في سرية كاملة، ودون الإعلان عن ذلك، بالاستغناء عن الممثل محمد شومان، والممثل أيمن الباجوري، وكذلك عزة الحناوي المذيعة السابقة بالتليفزيون المصري، والتي استقدمها «نور» من مصر، وأوقفها عن العمل بعد تقديمها حلقة واحدة من برنامجها.


ودشّن العاملون المفصولون من القناة صفحات على «فيس بوك» أبرزها «العاملون في قناة الشرق»، و«الإعلاميون المصريون في الخارج»، بدأت في نشر فضائح مالية وأخلاقية وعلاقات غرامية لأيمن نور، ونشرت مستندات تثبت تزويره لميزانية القناة والاستيلاء على ملايين الليرات التركية من الميزانية، وإنفاقها على أغراضه ومنفعته الشخصية.


كما خرج عدد كبير من الإعلاميين أبرزهم طارق قاسم وطلبة رضوان وسامي كمال الدين في بث مباشر عبر فيس بوك، هاجموا خلاله أيمن نور، وكشفوا عن تجاوزات مالية وأخلاقية له، وحصوله على تمويلات مشبوهة من «حزب الله» اللبناني.


وكشفت مصادر في تركيا أن أيمن نور سيستمر في «المذبحة» التي بدأها ضد معارضيه في القناة، وسيتوسع في فصل عدد كبير من المعدين والفنيين ومقدمي البرامج، وخاصة أولئك الذين تضامنوا مع زملائهم  المفصولين.


وأشارت المصادر إلى أن أيمن نور كلّف أحمد عبده، رئيس القناة، بوضع خطة جديدة للعمل في القناة خلال الأيام المقبلة، مشيرة إلى أنه سيتم الاستبعاد التدريجي للمثل هشام عبد الله، إلى أن يتم التخلي عنه تماما وإلغاء برنامج «ابن البلد» الذي يقدمه، وهو ذات النهج الذي سيتم اتباعه مع الحقوقي هيثم أبو خليل، والذي من المقرر إسقاط برنامجه «حقنا كلنا» من الخريطة البرامجية الجديدة والتخلي عنه تماما.


وأوضحت المصادر أن القناة ستتيح فرصة أكبر أمام عدد من مقدمي البرامج المقربين من أيمن نور والذين سيكون ظهورهم يوميا وأبرزهم: عماد البحيري الذي سيقدم برنامجه «باختصار» بصفة يومية وبمساحة أكبر، وكذلك أحمد عطوان الذي ستفرد مساحة أكبر لبرنامجه «الجورنالجي»، وفيروز حليم التي تقدم برنامج «تصريح مواطن»، وسيتم إسناد برنامج يومي لماجد عبد الله، مقدم برنامج «بورتريه»، مع الحفاظ على معتز مطر الذي تمت مضاعفة راتبه ليصل إلى 20 ألف دولار باعتباره الواجهة الأبرز للقناة.


وأشارت المصادر إلى أن المفصولين من قناة «الشرق» بقيادة محمد طلبة رضوان وسامي كمال وأشرف قاسم، قرروا التصعيد ضد أيمن نور، مشيرة إلى أنهم كوّنوا جبهة سويا مع بقية المفصولين لوضع خطة تجبر أيمن نور عن التراجع عن قراراته، أو تطيح به من رئاسة القناة.


وأضافت المصادر إلى أنه بدأ التواصل مع مجلس أمناء القناة التي يشرف عليها ما يعرف بـ«مجلس الثورات العربية» برئاسة الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، وعدد من المساهمين في القناة، وأغلبهم من القطريين لكشف فساد أيمن نور وإهداره الأموال في إدارة القناة.


وأكدت المصادر أن أيمن نور لن يتراجع عن قراراته التي اتخذها وسيستمر في المزيد؛ لأنه يرفض وجود معارضين له في القناة، وسيدفع بعدد من الوجوه غير الإعلامية من المقربين منه في الفترة المقبلة ليصبحوا مقدمي برامج، ويتم إفساح المجال لهم تدريجيا لتقديم برامج بشكل منتظم، كما فعل مع سكرتيرته الخاصة دعاء حسن، التي دفع بها كـ«سنّيد» لطلبة رضوان في برنامج صباح الشرق، ثم تولت تقديم البرنامج بشكل كامل بعد الإطاحة به.


وأكدت المصادر، أن جماعة الإخوان رفضت التدخل في الأزمة، إلا أن القيادات التاريخية للجماعة يوالون أيمن نور، ويدعمون خططه في تصفية العاملين بالقناة الذين يتمردون عليه، وخاصة أن قناة «وطن» المملوكة للجماعة لها تاريخ في الاستغناء عن الإعلاميين الذين انتقلوا للشرق واستغنت عنهم أيضًا، ومن بينهم طلبة رضوان وهشام عبدالله، واللذان تركا القناة بعد مشاحنات طويلة مع إسلام عقل، رئيس القناة ورئيس مجلس إدارتها، ومحمود حسين الأمين العام للجماعة، ولذلك يرى قيادات «الجماعة» ضرورة تأديبهم باعتبارهم متمردين.


في المقابل، يسعى فريق مكون من الداعية عصام تليمة، وأستاذ العلوم السياسية سيف الدين عبد الفتاح، والشاعر عبد الرحمن يوسف لحل أزمة القناة، ولكن محاولاتهم تواجه بالرفض حتى الآن.