رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

خطة الأحزاب والسلفيين للحصول على «حتة» من «تورتة» المناصب بعد فوز السيسى

السيسي - أرشيفية
السيسي - أرشيفية


شهدت بعض الأحزاب حالة من «الصحوة» السياسية؛ استعدادًا للحصول على جزء من «تورتة» المناصب بعد فوز عبد الفتاح السيسي بفترة رئاسية ثانية، وتحسبًا لإجراء تعديل وزاري أو حركة محافظين أو إقرار قانون المحليات، وعودة المجالس المحلية بعد أن تم حلها منذ 7 سنوات، وبدأت هذه الأحزاب في «تجهيز» كوادرها بالفعل من قبل إجراء الانتخابات الرئاسية، و«مغازلة» الدولة طمعًا في منصب أو حتى للبقاء في المشهد السياسي.


الدعوة السلفية، وذراعها السياسية حزب «النور» أول من بدأ تجهيز كوادره من خلال أمانات الحزب بالقرى والمدن؛ لخوض المنافسة في انتخابات المجالس المحلية لو تمت خلال هذا العام، وتطمح الدعوة السلفية في الفوز بحقيبة وزارية أو منصب حال تغيير المحافظين.


الحال لم يختلف كثيرًا داخل «الجماعة الإسلامية» وحزبها «البناء والتنمية»، ويسعى عبود الزمر لكسب ود الدولة ومغازلتها، فهو يحاول من جانبه تقييم الأوضاع من جديد داخل الحزب من خلال التيار الذي يقوده لإصلاح ما أفسده طارق الزمر، ومهاجمته للدولة من حين لآخر.


كما يحاول الابتعاد عن جماعة الإخوان التي لم يجن الحزب والجماعة الاسلامية من ورائها سوى المشاكل، وقدم عبود «عربون محبة» وأكد دعمه للعملية الشاملة في سيناء؛ ووصفها بالناجحة والضرورية، فضًلا عن تأييده للجيش؛ الأمر الذي جعل جماعة الإخوان تشن هجومًا قاسيًا عليه.


كما دعا «الزمر» للتصويت في الانتخابات الرئاسية.


ولا يطمع حزب «البناء والتنمية» سوى في حجز مكان له وسط الأحزاب خاصة بعد أن كثر الكلام عن حل الحزب؛ لأنه يقوم على أساس ديني.


أما عن جماعة الإخوان، فقد شهدت في الفترة الأخيرة حالة من «التخبط» بين القيادات وشباب الجماعة المتمرد، والذي يفكر في فتح صفحة جديدة مع الدولة و«الانخراط» في الحياة العامة بعيدًا عن «سكة العنف».


أما أعضاء الجماعة الهاربون بالخارج بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة فتم مؤخرًا تضييق الخناق عليهم من قبل الحكومة السودانية، والتهديد بطردهم ما يجعلنا نسأل: هل يعود شباب الجماعة للحياة السياسية مرة أخرى من خلال بعض التسويات مقابل تخليهم عن العنف؟


طرحنا هذا السؤال على سامح عيد، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، فقال إن الرئيس السيسي ألمح في الفترة الأخيرة بذلك، خاصة عندما قال في حواره مع المخرجة ساندرا نشأت: «مش مشكلتنا الناس تغير أفكارها؛ لأنه صعب وعايز وقت، إنما على الأقل متضرش البلد ولا تمارس العنف».


وبشأن مستقبل جماعة الإخوان، كشف «عيد» عن أنه من الوارد حدوث تسويات؛ لأن هناك من لهم في السجون فترة طويلة، وقضوا فترة حبس اعتيادي، ولابد من «الخروج الحتمي»، وسيكون ذلك مقابل تهدئة، وليست «مصالحة».


وأضاف «عيد» أن الحديث السابق لا ينطبق على قيادات الجماعة «الكبار» مثل خيرت الشاطر ومحمد البلتاجي؛ ولكن على شباب الإخوان مقابل التخلي عن العنف.


وبخصوص الحديث عن انتخابات المجالس المحلية، قال الباحث في شئون الجماعات الإسلامية إنه وفقًا للدستور ستشارك كل الأحزاب في الانتخابات، وهناك فرصة كبيرة لحزب «النور» للفوز بعدة مقاعد سواء في مجلس محلي القرية أو المدينة؛ لأن السلفيين موجودون بشكل خاص ومنتشرون في كل قرى الصعيد، والمناطق الساحلية.


وتابع: «المحليات تعتمد على الخدمات التي يقدمها السلفيون من خلال الجمعية الشرعية وأنصار السنة المحمدية، وهي جمعيات قديمة من قبل ظهور جماعة الإخوان نفسها، وهذه الخدمات والمعونات تستهدف الأيتام والفقراء في القرى والنجوع معتمدين على التمويلات الخارجية التي تأتي من الخليج في صورة زكاة أموال، ويتم صرفها للأيتام والغارمات وبناء المساجد، ولذلك أتوقع حصولهم على نسبة كبيرة إذا تمت الانتخابات».


واستكمل: «غالبية الأحزاب منهارة والمنافسة لن تكون كبيرة ومن السهل حصول كل الأحزاب على مقاعد؛ لأن لدى البعض رجال قبائل ورجال الدولة العميقة، ولكن التيارات السلفية تحاول بقدر الإمكان أن توفق أوضاعها مع النظام السياسي وربما لو طلب منهم الاكتفاء بنسبة قليلة سوف تلتزم بذلك وهو ما كان واضحًا في انتخابات مجلس النواب عندما قاموا بتجهيز أربع قوائم وتم الاكتفاء بقائمتين فقط؛ فالتيار السلفي يحاول عقد معاهدات مع الدولة في ظل اصطدامه مع الإخوان المسلمين، وأعتقد أنهم لا يحاولون استفزاز الدولة والسيطرة على مقاعد اعلى من المتاح».


وأضاف: «ولكن في حالة تغيير الدولة سياستها، وتشكيلها حكومة سياسية بدلًا من حكومة التكنوقراط فمن الممكن حصولهم على كرسي في الوزارة حال تغييرها ولكن سوف تكون وزارة خدمية، وسيتم مثلًا منح حزب الوفد ومستقبل وطن أو المصريين الأحرار حقيبة وزارية أيضًا؛ لأنهم كتلة في البرلمان ومن حقهم ذلك حال تعديل الرئيس للحكومة وجعل منها جزء سياسيًا كما اقترح عليه بعض المستشارين».


وعن محاولة حزب «البناء والتنمية» تصدره للمشهد و«مغازلة» الدولة، قال «عيد» إن الحزب يعاني مشكلة عدم وجود كتل شبابية؛ ولكن هذه الكتل موجودة في المشهد السياسي، ومن الممكن المشاركة في المحليات، أما الانتخابات البرلمانية فهو أمر «صعب».