رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

انتخابات 2018.. رئيس فاز قبل أن يترشح أصلًا.. ومُنافس لا ينافس (تقرير)

السيسي وموسى مصطفى
السيسي وموسى مصطفى - أرشيفية


لم يكن أكثر المتشائمين «تشاؤمًا» يتصوّر أن تكون المنافسة في الانتخابات الرئاسية بهذا الشكل؛ فالرئيس عبد الفتاح السيسي «فاز» قبل أن يترشح أصلًا، والمهندس موسى مصطفى موسى، رئيس حزب «الغد»، منافس لا ينافس، لكن ما جرى طوال الفترة السابقة حدّد خريطة المرشحين للرئاسة بهذا الشكل، ما دفع المعارضة السياسية ممثلة في «الحركة المدنية الديمقراطية» بقيادة حمدين صباحي لمقاطعة هذه الانتخابات.


ومع ذلك، يظل ترشح المهندس موسى مصطفى موسى أكثر ما يثير الجدل في هذه الانتخابات الرئاسية؛ فالرجل كان من أهم مناصري الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو مؤسس حملة «مؤيدون» الداعية لانتخاب الرئيس لـ«فترة ثانية»، ولكن شاءت العوامل الانتخابية أن يتحول الداعم إلى «منافس» بحسب المعطيات السياسية، وبحسب الورقة الانتخابية، لا كما يقول الواقع.





وبالرغم من تأكد «موسى» أنه سيخسر في هذه الانتخابات، ومع أنه يُدرك تمامًا أنه لا يمتلك أية «مراكز قوى» لمواجهة مُرشح يجد مساندة ودعمًا من كل مؤسسات الدولة، ومن غالبية الأحزاب السياسية، إلا أن الرجل حرص طوال الفترة التي سبقت التصويت في الانتخابات الرئاسية على الظهور في صورة «المنافس» الذي دخل الانتخابات «ليفوز» نافيًا أن يكون رشح نفسه في هذا الماراثون الهام ليكون «ديكورًا» أمام السيسي.


ففي حواره مع صحيفة «الجارديان» البريطانية، قال موسى مصطفى موسى: «دخلت الانتخابات للفوز، لا أعلم كيف سأفوز، وأي نوع من الأصوات سأحصل عليها، أعتقد أن لدي فرصة، ولكن هذا لا يعني أني واثق من الفوز».


وأضاف: «لست دمية، أنا قائد في كل شئ، حتى في إدارة شركاتي، من يريد دمية يمكنه الحصول عليها من 104 أحزاب سياسية أخرى، لا يمكن لأحد أن يصنع مني دمية والكل في مصر يعرف ذلك.. الدمية كلمة تخيلية».


لكن وبالرغم من حرصه على الحديث بلغة «المنافس الحقيقي» في الانتخابات؛ إلا أنه لم يتخلى عن دعمه أو إعجابه بالرئيس المنتهية ولايته عبد الفتاح السيسي؛ فقد قال في نفس الحوار للصحيفة البريطانية: «أوفر خيارًا حقيقيًا للناخبين المصريين عندما يذهبون إلى صناديق الاقتراع.. وفي حالة فوز السيسي، فسوف أعطي برنامجي الانتخابي للرئيس».


ترشح «موسى» في هذه الانتخابات وعلمه أنه «خاسر» لا محالة يطرح سؤالًا مهمًا عن الأسباب والمكاسب التي حققها الرجل من دخوله هذا «الماراثون الانتخابي» وما مستقبله السياسي ومستقبل حزبه بعد الانتخابات الرئاسية؟





في هذا السياق، قال أيمن عويان، عضو مبادرة «الفريق الرئاسي 2018»، إن المهندس موسى مصطفى موسى تعامل مع هذه الانتخابات وترشح للرئاسة من باب «الصفقة» مع النظام؛ لاسيما أن رئيس حزب «الغد» هو في الأصل رجل أعمال يمتلك شركات ومصانع، وبالتالي فإن دخوله هذا السباق، وإنقاذ النظام من «ورطة» ترشح السيسي منفردًا؛ سيكون مصدرًا لاكتساب مميزات تتعلق بأعماله ونشاطه المالي.


وأضاف «عويان» في تصريحات خاصة لـ«النبأ»، أن «موسى» حقق مكاسب من المشاركة في هذه الانتخابات؛ فقد تردد اسمه في الشارع، وأجريت معه حوارات صحفية وتليفزيونية من قبل وسائل الإعلام المحلية والعالمية، أي أنه حقق شهرة، ودخل التاريخ من باب أنه كان المنافس الوحيد أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية 2018.


وعن المكاسب التي حققها حزب «الغد» من ترشح موسى مصطفى في الانتخابات الرئاسية، قال «عويان» إن الحزب لم يحقق أية مكاسب، متسائلًا: «ما عدد المصريون الذين يعرفون معلومات عن هذا الحزب أو قياداته أو نشاطاته؟!»، لافتًا إلى أن هذا الحزب لن يحقق أية كتلة نيابية سواء في الانتخابات البرلمانية أو حتى انتخابات المجالس المحلية.


وتابع عضو مبادرة «الفريق الرئاسي»: «كثير من الأحزاب السياسية الحالية معرضة للاختفاء أو الدمج خاصة مع احتمالية إجراء تغييرات على القوانين الخاصة بتأسيس الأحزاب أو عملها».


وعن مصير موسى مصطفى موسى بعد الخسارة «الفادحة» في الانتخابات الرئاسية، قال «عويان» إن النظام سيكافئه على ترشحه في الانتخابات الرئاسية.



في سياق مختلف، قال قيادي في حزب «الغد» - رفض الكشف عن اسمه - إن الحزب بالتأكيد كان قد حقق مكاسب في الشارع من ترشح موسى مصطفى موسى في الانتخابات الرئاسية؛ لكن هذه المكاسب «اختفت أو تلاشت»؛ بسبب التصريحات غير المعقولة التي صدرت من «موسى» مثل حديثه عن المرتبات الخيالية للشباب في حالة فوزه، أو ما تردد عن إلغائه بعض كليات جامعة الأزهر.


وأضاف، أن موسى مصطفى دخل الانتخابات وهو يعلم أنه «سيخسر»، لافتًا إلى أن كل حملته الانتخابية مجموعة من «المنتفعين» الذين يحصلون على أموال منه، وهذا هو السبب الأساسي في التفافهم حوله.


وأكد المصدر، أن عادل عصمت، المتحدث باسم الحملة الانتخابية لرئيس حزب «الغد»، يتقاضى من موسى مصطفى موسى 15 ألف جنيه شهريًا.


وتابع القيادي في حزب «الغد»: «عادل عصمت اختلف مع موسى خلال الفترة الماضية؛ لأن الثاني منحه نصف مرتبه فقط، ولم يعد عصمت لممارسة عمله في الحملة إلا بعد حصوله على بقية الأموال».


وأضاف، أن الحزب مستقبله السياسي «غامض»، ومن المتوقع أن تحدث به «انشقاقات» وصراعات بعد الانتخابات الرئاسية، مدللًا بذلك بالاستقالات التي تلت ترشح موسى مصطفى موسى في الانتخابات.