رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مؤلف «الشارع اللي ورانا» في حوار لـ«النبأ»: الأحداث خارج «البيت القديم» فلاش باك.. وهذه حقيقة اقتباسه من «The Others»

مسلسل الشارع اللي
مسلسل "الشارع اللي ورانا"


«درة» ومجدي الهواري لهما الفضل في إكمال العمل.. وعدم ترابط الأحداث «مقصود»


نجح مسلسل "الشارع اللي ورانا"، والذي يُعرض على شاشة "CBC"، خلال الفترة الحالية، أن يحظى بقطاع عريض من الجمهور، الذي يتابع أحداثه في شغف؛ لمحاولة فهم حكايات أبطاله، والتي تغلب عليها الغموض والتشويق.

 

مؤلف المسلسل حاتم حافظ، فتح قلبه لـ"النبأ"، في حوار خاص، تحدث خلاله عن العديد من تفاصيل العمل وكواليس تصويره، كما كشف عن العديد من أسرارة، وهو ما تسرده السطور التالية:

 

 

كيف وجدت الجدل الذي أثاره المسلسل على "السوشيال ميديا"؟


أنا سعيد جدًا به؛ فـ هذا الجدل دليل على نجاح العمل،  ودليل على أن المسلسل قابل لقراءات وتفسيرات متعددة مثل الأعمال الفنية المهمة في تاريخ الفن؛ فمثلًا ما زال البشر يحاولون تفسير مسرحية "هاملت" لـ"شكسبير"، بينما توقفوا عن مناقشة مسرحيات أخرى بعد شهور من عرضها الأول، وأنا لا أقصد طبعا مقارنة المسلسل بالمسرحية، لكني قصدت إعطاء مثال على أن الأعمال التي يمكن تفسيرها بطرق متجددة هي الأكثر قدرة على البقاء.


كما أن هذا شيء صحي؛ لأن طبيعة المسلسل تحتاج إلى إعمال العقل في كل مشهد وليس الاسترخاء لمتابعة "حدوتة"، ومع هذا فـ "حكايات" المسلسل تنكشف تدريجيًا.

 

كيف جاءت فكرة المسلسل؟


الفكرة ظلت حبيسة في رأسي لمدة عامين انتظارًا لشخص مغامر يُقدمها، وهو ما وجدته في كل من "درة" والمخرج مجدي الهواري؛ فـ الأولى كانت تبحث عن عمل مختلف تقدم به نفسها كنجمة أولى في الدراما التلفزيونية، وهي بالمناسبة فنانة موهوبة تمتلك الكثير الذي لم تقدمه حتى الآن، فـ على الرغم من أن أغلب مشاهدها بالمسلسل صعبة، لكنها مثلتها بجدارة، وربما لم يشعر كثيرون من صناع الأعمال الفنية بها حتى الآن؛ لأن تُمثل بهدوء ودون مبالغة.


وأيضًا "الهواري"، الذي قرر العودة للدراما بعد فترة توقف بعمل استثنائي، ولذلك هذا فالفضل الأكبر يرجع لهما في نجاح هذا العمل.

 

ألم تقلق أن يصاب الجمهور بالملل بسبب غموض المسلسل؟


لا على الإطلاق، فـ على الرغم من أن الكثير من متابعي المسلسل عبروا عن عدم فهمهم له، لكنهم ما زالوا يتابعونه، وهذا الغموض ليس معناه غموض الدراما عن التفسير، وإنما يعني عدم قابلية الدراما أن يكون لها تفسير وحيد يتفق عليه الجميع.


فـ كل من قال إنه لم يفهم العمل، كان يقصد أنه ليس لديه يقين على أن فهمه هو الفهم الصحيح، وهذا كنا ما نسعى إليه منذ البداية، وكنا نعرف أننا نخوض مغامرة.


هل شعرت بالتردد نحو قبول المسلسل؟


لا، على العكس، فـ هذا أول عمل منفرد لي، وكنت مهتمًا أن تكون أوراق اعتمادي للجمهور في كتابة مختلفة عن الشكل السائد، فـ حكاية الحواديت سهلة، لكن الحكي بطريقة مختلفة ليس سهلًا بالمرة.

 

وما سر استبدال كلمة "الحلقة" بكلمة "الذكرى" في بدء المسلسل؟


سيتضح الأمر بمرور الحلقات، ولكن المغزى من ذلك هو أن وصول "نادية" إلى البيت القديم، كان بداية "التفتيش" في الذكريات؛ سواء ذكرياتها، أو ذكريات كل سكانه.

 

ولماذا تظهر الأحداث وكأنها غير مترابطة؟


هو أمر مقصود، فـ كل الأحداث خارج البيت القديم عبارة عن "فلاش باك"، ففي الحلقات الأولى كانت الذكريات مضطربة وغير واضحة، ولذلك كانت "نادية" تُصاب بارتباك وتوتر، لكن بمرور الحلقات بتبدأ الذكريات تنتظم، وتعرف "نادية" حكايتها وكيفية وصولها للبيت.


كما أن البنات داخل البيت ليس لديهم نفس الموقف من فكرة الماضي؛ فـ مثلًا "ثناء" مبسوطة بالبيت ومش عايزة تفتكر حاجة تضايقها، و"مديحة" مشغولة جدًا بالماضي بس مش متأكدة من حاجة، و"مي" مكتفية بذكرى رومانسية مع حبيبها ستيفان، أما "ماما إلهام" فبتحاول تمنع عنهم ذكرياتهم بكل الطرق، وسبب ذلك سيتضح بمرور الوقت.

 

وما حقيقة التفسيرات التي تدور حول أن "البيت القديم" هو  تجسيد لـ"الحياة بعد الموت"؟


لا أستطيع أن أنتصر لتفسير على حساب الآخر؛ فـ البيت من الممكن أن يكون فعلًا هو الحياة بعد الموت، ويمكن أن يكون حلمًا ممتدًا لأبطاله، وربما أن يكون هو الجزء الخفي من وعينا، أو أن يكون خزانة الذكريات والأفكار والمشاعر، وأنا أظن أن اختلاف التفسير هو ميزة جيدة لهذا النوع من الدراما.

 

وماذا عن اللازمات الموجودة لدى بعض الشخصيات مثل "حلويات" لـ"ثناء"؟


"حلويات" لـ"ثناء"، و"يطبطب على قلبك ربنا" لـ"ماما إلهام"، هي مجرد "لازمات شخصية"، وأي شخصية في الحياة يكون لها "لازمة" في الكلام.

 

وما صحة الأقاويل المنتشرة حول اقتباس المسلسل من فيلم "The Others


ليس لها أي أساس من الصحة، والسبب فيها هو أن الفيلم عبارة عن "الماستر بيس" لهذا النوع من الدراما، فـ كان من الطبيعي أن يربط الجمهور بين العملين، وإذا قرأ أحد قصيدة "الكوميديا الإلهية" لـ"دانتي ألغييري"، أو رواية "حي بن يقظان"، لكانوا قالوا نفس الشىء.


فـ المسلسل ينتمي لتراث من الدراما، يعد الفيلم إحدى تجلياته، من حيث الأفكار والموضوع، ولكن مع اختلاف المعالجة.

 

ماذا كان أصعب مشهد بالتصوير؟


كل المشاهد كانت صعبة، خاصة أن كل شخصية عبارة عن "دراما" خاصة، فالمسلسل يحتوي على  6 مسلسلات.






اقرأ أيضًا: