رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بالأسماء.. مسيحيون يدعمون الإخوان المسلمين ضد النظام

شعار الإخوان المسلمين
شعار الإخوان المسلمين - أرشيفية


على مدار الأسبوع الماضي، أصبح الكاتب الصحفي ومقدم البرامج والناشط المسيحي، رامي جان، حديث الساعة في مصر، عقب عودته للقاهرة بعد 4 سنوات قضاها متنقلًا بين قنوات الإخوان في تركيا، ومؤيدا للجماعة ومواقفها بشكل مستميت، قبل أن ينقلب عليها ويعود للقاهرة في نهاية المطاف.

وفور عودته للقاهرة كتب «جان» في تدوينة له: «إلى اللقاء في جولات أخرى.. نشكركم على حسن تعاونكم معنا»، في إشاره لعمله مع أجهزة الدولة ضد جماعة الإخوان وأنصارها في تركيا خلال الفترة الماضية، وتنقل في حوارات صحفية وتلفزيونية ليدلي بتصريحات «انقلب» فيها على فكر جماعة الإخوان الذي ظل طوال السنوات الماضية يؤيده بحماسة شديدة.

فمنذ 30 يونيو 2013 برز دور رامي جان، باعتباره وجها مسيحيًا مؤيدا للجماعة، وكان ذلك مصدرا لقبول الإخوان به دون مزيد من التفكير؛ لأن ذلك يعطي تعبيرا على تنوع التيارات التي تؤيدها وتعارض النظام في مصر، وأسس رامي جان حركة حملت اسم «مسيحيون ضد الانقلاب»، وكان دوره على حد وصفه «شغلانتي كانت مسيحي» واجهة لدعم الجماعة باعتبار أن من الأقباط من يقبلها ويرفض النظام.

ولم يكن رامي جان المسيحي الوحيد الذي تقارب مع الجماعة ودعم مواقفها كما يعتقد البعض، ولكن شملت القائمة آخرين منهم من سلك طريق رامي، وتخلى عن الجماعة مبكرا مثل مايكل سيدهم شريكه في حركة «مسيحيون ضد الانقلاب»، والذي قرّبته الجماعة منها، حتى أنه التقى بالشيخ يوسف القرضاوي والتقط صورا معه، ووصفه القرضاوي بالمؤمن.

ظل «سيدهم» مقربا من الجماعة ويظهر باستمرار على شاشة الجزيرة؛ ليدافع عن الجماعة حتى منتصف 2015، حينما حصل على حق اللجوء لأستراليا، وانقلب بعدها على «الإخوان»، وبدأ في سب الدين الإسلامي، ووصمه بالإرهاب خلافًا لمواقفه السابقة.

وانضم لحركة جان وسيدهم، فتاة في السابعة والعشرين من عمرها تدعى ميريام رزق، وظلت مدافعة عن مواقف الجماعة باعتبارها مسيحية، إلى أن اعتنقت الإسلام في 2014، وتسمت بـ«هبة الإسلام»، وما تزال داعمة للجماعة، ولكن من أرضية المسلمة.

ورغم تخلي «جان» ورفيقه «سيدهم» عن الإخوان وتبدل مواقفهما للنقيض، إلا أن آخرين ما زالوا في صف الجماعة، بل شرعوا خلال الأيام الماضية في الدفاع عنها بشكل مكثف، وشنوا هجوما واسعا على رامي جان واتهموه بالخيانة لقضيتهم.

ويأتي على رأس المسيحيين المؤيدين للجماعة وأقدمهم قربا لها، الدكتور رفيق حبيب، الذي اختارته الجماعة نائبا لرئيس حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لها بعد ثورة يناير، وهو مفكر وأستاذ اجتماع من مواليد 1959، وينتسب إلى الطائفة الإنجيلية وكان ابن أحد قساوستها الكبار في مصر، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في علم النفس الاجتماعي.

قرّبته الجماعة منها بعد ثورة يناير، وفور صعود مرسي لسدة الحكم عينه مستشارا في الفريق الرئاسي له، ولكنه توقّف عن ممارسة السياسة والظهور الإعلامي احتجاجا على موقعة الاتحادية نهاية 2012، وعاد بعد فض رابعة والقبض على سعد الكتاتني، ليشغل منصب القائم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة، وبعد حل الحزب استمر  في الكتابة بشكل متقطع ليدافع عن الإخوان ويدعم مواقفهم، ولا يزال مناصرا لهم بقوة حتى الآن، ولكنه لم يغادر مصر.

وفور فض اعتصام رابعة، انضم شخص آخر ليدافع عن مواقف جماعة الإخوان وشرعية الرئيس المعزول محمد مرسي، ويعارض بشدة نظام السيسي والكنيسة القبطية، وهو هانى سوريال، مهندس قبطى مقيم بأستراليا، وانضم بعد ذلك لما عرف بالمجلس الثوري الذي شمل وجوها مختلفة معارضة للنظام المصري.

وظل «سوريال» منذ 2013 وحتى الآن من المدافعين عن شرعية مرسي والمهاجمين بشدة للكنيسة الأرثوذكسية المصرية التي يصفها بأحط الألفاظ، ويعتبر نفسه مسيحيا علمانيا، في حين يعلن أنه طلب ضمه لجماعة الإخوان رسميا، ولكنهم لم يجيبوه، وأنه سيظل مساندا للجماعة، وشّن مؤخرا حملة هجوم واسعة على رامي جان بعد عودته لمصر وانتقاده مواقف الجماعة.

ومن بين الوجوه النسائية التي تبنت موقف الجماعة بعد 30 يونيو بشكل شبه كامل، المحامية نيفين ملك، وكانت مقربة من حزب «الوسط» بعد ثورة يناير، وعيّنت عضوا بالمكتب التنفيذى بأمانة الإعلام والعلاقات العامة بالحزب، وكانت من مؤسسي جبهة الضمير مطلع 2013، ومن معارضي 30 يونيو،  واستمرت على ذلك وزاد قربها من جماعة الإخوان بعد سجن قيادات حزب الوسط ورغم الإفراج عن أبو العلا ماضي، إلا أنها ظلت على قربها من الجماعة وابتعدت بمسافة عن رئيس حزبها.

زاد هجوم «ملك» على النظام في مصر والاصطفاف مع جماعة الإخوان مع الأيام، وأصبحت ضيفا شبه دائم على قناة الجزيرة؛ للحديث عن دعم مواقف الجماعة ورفض النظام المصري، وتنقلت ما بين القنوات في قطر وإسطنبول كضيفة في مقابلات أو اتصالات هاتفية.

ويعد من أحدث المنضمين لمعسكر الجماعة من المسيحيين، الدكتور أكرم بقطر، وهو طبيب مصري يعمل في أمريكا ويقيم في نيويورك، واستطاع عبد الموجود الدرديري القيادي بالجماعة استقطابه للظهور على قنوات الجماعة والجزيرة عبر سكايب؛ ليهاجم مواقف الكنيسة والنظام المصري، ويدعم مواقف الجماعة، وهو دائم الظهور على تلك القنوات بشكل منتظم منذ عامين تقريبا.

ولم يتوقف دور «بقطر» على الظهور الإعلامي ولكنه كان مشاركا فاعلا ومنظما لعدد من التظاهرات التي تعارض الرئيس السيسي خلال زياراته المتكررة للجمعية العامة للأمم المتحدة ومقرها نيويورك؛ حيث يقيم «بقطر»، الذي تولى مسئولية عمل تصاريح المظاهرات وتحديد مواعيدها والمشاركة فيها.