رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار «صراع» المشايخ وعلماء الأزهر على تأسيس طرق صوفية جديدة

الطيب وعلى جمعة
الطيب وعلى جمعة


وافق المجلس الأعلى للطرق الصوفية على إشهار الطريقة الصديقية الشاذلية لشيخها الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء.


غير أن موافقة المجلس الأعلى للصوفية على طريقة على جمعة، خطوة أولى؛ فالطريقة لم تُشهر رسميًا حتى الآن؛ نظرًا لعدم اعتماد وزيرى الداخلية والأوقاف لها حتى الآن، أو نشر خبر اعتمادها رسميا في الجريدة الرسمية.


وحصلت «النبأ» على معلومات هامة بخصوص الطريقة الجديدة؛ ويرجع سبب التسمية بـ«الصديقية الشاذلية» نسبة إلى الشيخ الذى أخذ عنه «جمعة» العلم وهو الشيخ الحافظ الأصولي عبد الله بن سيدي محمد بن الصديق الحسنى المغربى المتوفى 1412 هـ ببلدة «طنجة» بالمغرب العربى، وهو من كبار علماء الحديث فى العالم الإسلامى، والطريقة اتخذت شعارًا لها، وتم الترويج لها باسم مؤسسها ومذهبه «الشافعى».


ووفقًا للمعلومات، فإن الطريقة الجديدة يتم التجهيز لها منذ عامين، وكانت في البداية تحت مسمى «العلية الشاذلية» ثم تغيرت إلى «الشاذلية العلية» إلى أن تم الاستقرار على المسمى الأخير وهو «الصديقية الشاذلية»، ومن المنتظر الإعلان رسميًا عن الطريقة الجديدة خلال الأيام المقبلة، وبلغ عدد أتباع طريقة على جمعة الجديدة ما يقرب من 250 ألف في داخل مصر وخاصة من محافظات القاهرة وأسوان والشرقية والغربية والإسكندرية، والبحيرة فيما بلغ عدد أتباع الطريقة الجديدة خارج مصر وتحديدًا في الدول العربية والإسلامية ما يقرب من 100 ألف.


على الجانب الآخر، وعلى خلفية الموافقة على طريقة على جمعة، شهدت المشيخة العامة للطرق الصوفية تقدم العديد من علماء الأوقاف والأزهر بطلب لتأسيس طرق صوفية جديدة، إلا أن المشيخة طالبت بضرورة استيفاء الشروط اللازمة وأهمها أن يكون لها أوراد خاصة، ومنهج خاص بها، وهو السبب وراء عدم اعتماد «الطريقة الخلوتية الحسانية»، التي أسسها الشيخ الطيب الحساني، الجد الأكبر لـ«شيخ الأزهر» الدكتور أحمد الطيب، وتناوب على مشيختها أبناؤه، ويرأسها حاليًا الشيخ محمد الطيب، شقيق الإمام الأكبر.


وأعلن عدد من أتباع الطريقة غضبهم لرفض المجلس الأعلى للطرق الصوفية اعتماد طريقة «الطيب»، في حين وافق مباشرة على طريقة على جمعة، ورغم نفي الطريقة الخلوتية الحسانية التقدم بطلب لاعتمادها، إلا أن المصادر كشفت أنه لن يتم الاعتراف بطريقة الطيب «الخلوتية الحسانية» إلا بعد استيفاء الإجراءات القانونية، مضيفة: «الطريقة تم إنشاؤها بعيدًا عن تقاليد المؤسسة الصوفية، وبالتالى على الشيخ محمد الطيب تقنين أوضاعها حتى يتم الاعتراف بها».


وأضافت المصادر، أن الاعتراف بالطريقة الجديدة يتطلب أن يكون لها أوراد خاصة، ومنهج خاص بها، وهذا غير متوفر فى الطريقة الحسانية، فهى تتبع المنهج الخلوتى الخاص بالطريقة الخلوتية، وعلى ذلك يجب على شيخ الطريقة تدشين أوراد خاصة بها.


والطريقة الخلوتية الحسانية واحدة من الطرق الصوفية التي تعتمد على الكتاب والسنة، وجميع شيوخها من علماء الأزهر الشريف، وهو شرط فيمن تسند إليه مهمة التربية الروحية في هذه الطريقة، ودخلت الطريقة الخلوتية مصر منذ قدوم الشيخ محمد بن أحمد كريم الدين الخلوتي وهي طريقة صوفية سُنِّيةٌ، بُنيت على صريح القرآن، وتتسم الطريقة بالسير وفق ضوابط الشريعة الإسلامية، ومتحلية في ذلك بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وتعاليمه، وما وصلنا من آداب الصحابة، وصالح التابعين وتابعيهم.


ووفقًا للمعلومات داخل مشيخة الأزهر الشريف، فإن الدكتور أحمد الطيب لم يتول «مشيخة الطريقة»، ولم يكن له أي مسئولية عنها، وأنه بالفعل لم يتقدم بطلب للمجلس الأعلى لـ«الطرق الصوفية»؛ للحصول على موافقة رسمية بتأسيس الطريقة.