رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار لقاء أيمن نور ومندوب سامى عنان فى إسطنبول

النبأ


توقف الحديث، خلال الأيام الماضية، بشكل شبه تام عن أزمة الفريق سامي عنان، رئيس الأركان الأسبق، بعد حظر النشر في قضيته، والقبض على نائبه هشام جنينة، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق، وكذلك انتهاء مهلة قبول أوراق الترشح للرئاسة دون تقديم أوراقه، ورأى البعض أن ذلك يعني انتهاء أي دور لـ«عنان» خارج أسوار السجن العسكري القابع به.


في مقابل الصمت الداخلي على وضع الفريق سامي عنان، أثار المتحدث باسمه في الخارج، محمود رفعت، ضجيجا واسعا، بدأ بلقاءات متعددة مع قنوات عالمية مثل البي بي سي وفرانس 24، وصولًا لقناة الجزيرة؛ لشرح أزمة عنان، هدّد خلالها بكشف أدلة تدين قيادات في السلطة الحالية، حال لم يتم الإفراج عن سامي عنان.


لم يتوقف «رفعت» عن الإدلاء بآرائه وتهديداته يمينا ويسارا، ودفاعه عن عنان عبر وسائل الإعلام المختلفة، ولكنه تجاوز ذلك إلى التواصل مع أعضاء في البرلمان الأوروبي وآخرين في الكونجرس البريطاني وكذلك مجلس العموم البريطاني؛ لتصعيد قضية «عنان» دوليا، وتلقى وعودا بتناول الوضع والضغط سياسيًا من أجل الإفراج عنه.


وكان التطور الأخير والمفاجئ لـ«محمود رفعت»، هو اتجاهه للتعاون مع جماعة الإخوان بشكل مباشر؛ للوقوف ضد نظام السيسي، وهدوء نبرته عند الحديث عن الجماعة، واعتبارها جزءا من الوطن، على عكس موقفه الرافض للتعاون مع الجماعة طوال السنوات الماضية.


خلال الأسبوع الماضي، توجه «رفعت» في زيارة إلى تركيا، استمرت يومين فقط، استقر خلالهما في مدينة إسطنبول حيث يقيم قيادات الإخوان وأنصارهم، وظهر في برنامج نهاري على قناة «مكملين»، تحدث خلاله عن ضرورة التنسيق بين الإخوان وكل من تضرروا من السيسي والمعارضين له.


وكشفت مصادر في تركيا أن «رفعت» التقى بأيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، وثيق الصلة بقيادات جماعة الإخوان، مشيرة إلى أن منسق حملة عنان في الخارج، أراد توسيط «نور» لفتح حوار مباشر مع جماعة الإخوان وترتيب الأوراق المشتركة لمواجهة السيسي، والتصعيد ضده خلال الفترة المقبلة.


وأوضحت المصادر أن «رفعت» عقد جلسة مطوّلة مع أيمن نور امتدت لساعات، تحدث معه على ما يمكن تقديمه للتصعيد ضد النظام المصري باعتباره محاميا دوليا وعضوا بأحد الأحزاب البريطانية الكبرى؛ فضلًا عن علاقاته بعدد من السياسيين في بعض الدول الأوروبية، طالبًا منه فتح حوار مباشر مع قيادات جماعة الإخوان.


وأشارت المصادر إلى أن «رفعت» طلب التنسيق مع رموز الإخوان في عدد من العواصم الغربية، وأبرزها باريس حيث يقيم حاليا، وبروكسل، وواشنطن، وبرلين، مشيرا إلى أن علاقاته وعدد من الرموز المناصرة لعنان إذا ما تم تنسيقها مع علاقات الإخوان وأنصارهم ستسهّل كثيرَا من العقبات وتوحّد الجهود ضد السيسي.


وأوضحت المصادر، أن منسق حملة عنان طلب من «نور» التنسيق مع الجماعة في الملف الحقوقي كبداية، مؤكدا ضرورة مقاضاة السيسي دوليًا في ملفات تتعلق بجماعة الإخوان كملف الاختفاء القسري، وكذلك ملف سيناء، فضلًا عن قضية عنان، وذلك بهدف نزع الشرعية عن الأحكام القضائية المصرية، وحصار السيسي سياسيا عن طريق استصدار أحكام من بلدان مختلفة بحظر دخوله لها، فضلًا عن تشكيل تحالف سياسي يشمل مختلف التيارات بما فيها أنصار عنان والإخوان لمواجهة السيسي.


وأكدت المصادر، أن أيمن نور تحمّس لهذا الطرح، ولكنه نقل له عدم مشاركة الإخوان له هذا الحماس، موضحًا أن قيادات الجماعة لا يعوّلون كثيرا على دوره ويشكون في علاقته بعدد من الأجهزة الأمنية، ولكن «رفعت» نفى ذلك، وطلب التنسيق مع الجماعة بالشروط التي تناسبها وفي المساحات التي تراها.


وردّ «نور» أن الجماعة لن تمانع في التنسيق معها في القضايا الحقوقية، أما بشأن تكوين تحالف سياسي ضد النظام مع أنصار عنان؛ فإن ذلك سيكون صعبًا خلال المرحلة الحالية.


وأشارت المصادر إلى أن «رفعت» غادر تركيا دون لقاء أي من قيادات الإخوان، مشيرة إلى أنه طلب من «نور» أن يكون وسيطا، ويرتّب لقاءً له مع قيادات الجماعة، وخاصة محمود حسين، الأمين العام لها، خلال زيارته المقبلة إلى تركيا الأسبوع القادم.


وأكدت المصادر أن «رفعت» طلب من «نور» السرعة في هذا التنسيق، لحين إنهاء زيارة خاطفة له إلى بروكسل وبعدها سيعود لتركيا مرة أخرى، بدعوى إجراء لقاء تلفزيوني على قناة «الشرق».


وأشارت المصادر إلى أن «رفعت» أعلن عن لقائه بقناتي مكملين والشرق، باعتبارهما مجرد دعوة لحوارات تلفزيونية وليس تنسيقا مع الجماعة أو تواصلا معها، وليكون مبررا لتعدد زياراته لتركيا.