رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

علاء الشوالي: سعد زغلول كان «ابن نكتة» وليس مدمنًا للكحوليات.. وهذا سبب لعبه القمار (حوار)

محررة «النبأ» في
محررة «النبأ» في حوارها مع علاء حمدي الشوالي


قال علاء حمدي الشوالي، حفيد الزعيم سعد زغلول، والمرشح لرئاسة «الوفد»، إن الزعيم الراحل كان «ابن نكتة»، ولم يكن مدمنًا للكحوليات، مشيرًا إلى أن بهاء أبو شقة وياسر حسان وحسام الخولي مسئولون عن تراجع «الوفد».

وأضاف «الشوالي» في حواره لـ«النبأ»، أنه مقاتل عنيف، وأنه سيشارك في الانتخابات حتى ينجح، لافتًا إلى أنه يتطلع أن يكون الوفد حزبًا حاكمًا عبر تأهيل وإعداد كوادر، وإلى نص الحوار:

كيف تُقيم علاقة الشعب بحزب الوفد في وقتنا الحالي؟
الشعب لم يعد وراء الحزب، فقد صنع المصريون الوفد والزعيم سعد زغلول، كنت أتمنى أن يكون الحال أفضل من ذلك، ولكن هناك مبررا موضوعيا، وهو أنه لم تعد هناك قضية قومية واحدة تتعلق بالاستقلال، إضافة إلى أن الحزب كان أداة لتحقيق أحلام الأمة، وليس مجرد حزب له برنامج انتخابي، وكان الزعيم يقول دائمًا: «نحن أمة  نطلب الاستقلال.. ومن يقول إننا حزب.. يكون مجرمًا».

هل يعنى ذلك أنك غير راضٍ عن أداء السيد البدوي رئيس الحزب؟ 
ليس كذلك، ولكن الوضع تغير في الفترة الحالية، وأصبح الحزب أقل تواصلا، كما أنه لا توجد لغة خطاب سياسى نتيجة الأحداث التى تلت 25  يناير و30 يونيو، ما يجعل مهمة الحزب أكثر صعوبة، لذا فإن الحكم على السيد البدوي صعب في هذه المرحلة ويحسب له أنه حافظ على وجود الكيان، على الرغم من الأخطاء التى أدت إلى تراجعه بسبب طيبته المتناهية وأزماته المالية، كما أنه لا يعمل بمفرده في الحزب.

هل تعتقد أن ذلك يعد مبررًا لضعف الحزب في الفترة الحالية؟
لا.. ما ذكرته هو أزمة جميع الأحزاب وليس «الوفد» وحده، فهذه الأحزاب تعاني من عدم القدرة على الاستجابة السريعة مع الأحداث ومتطلبات الشارع.

ولكن الأحزاب تشتكي من مصادرة الحكومة للحريات وغلق العمل العام؟
الحديث عن أن الدولة تحارب الأحزاب «حجة البليد»؛ لأنها تعلم أنها تجهل السياسة، والدولة لا تشعر بوجود هذه الأحزاب، فلم يحدث في الفترة الحالية، أن وجد حزب قوى يعمل بشكل قانوني وديمقراطي وتم منعه من العمل، لذا لو كانت هناك أحزاب قوية، لكنا أسقطنا الإخوان دون وقوع ثورة «30 يونيو».

هل يعني ذلك أن الدولة ترغب في وجود الأحزاب؟
نعم.. لأنه بدون ذلك، سيترهل النظام ويسقط، وهو ما حدث مع نظام «مبارك»، هناك ميزة هامة تم إغفالها من جانب هذه الأحزاب، وهو أنه لا يوجد حزب حاكم يفرض على الشعب أن تشكل منه الحكومة، ولعدم وجود الأحزاب السياسية القوية في الفترة الحالية لجأت الحكومة إلى وسائل الإعلام لترويج قراراتها وهذا لا تلام عليه. 

ما صلة قرابتك بالزعيم سعد زغلول.. وهل كان مدمنًا للكحوليات وباع أرضه من أجل القمار كما يتردد؟
خال والدي.. ولم يكن مدمنًا للكحوليات، وكان يلعب قمارًا تبعًا لظروف البيئة السائدة في هذه الفترة، وهذه العادة لم تكن «منتقدة» فى ذلك الحين، ولكنه لم يبع أي أملاك له، فهو لم يكن من أثرياء الشعب، وكثيرًا من الناس لا يعلمون عنه أنه «كان رجلًا ابن نكتة»، ولم يترك لنا سوى «عزبتين»، واحدة منهما أعطتها له زوجته صفية زغلول بمحافظة الغربية، وأخرى في المنيا اشتراها من صديقه في بنى مزار، ونحن بعناهما من فترة ليست بالبعيدة، كانت مساحة كل واحدة منهما ما بين 45 و55 فدانًا، وهناك الحملات لتشويه الزعيم سعد زغلول.

ماذا تقصد بهذه الحملات ومن وراءها؟
الإخوان ليسوا على وفاق مع حزب الوفد، ويحاولون إطلاق الشائعات، وكانوا يسعون لاحتلال مكانة الحزب، نحن نحكم على الرجل من مواقفه، فهم يقولون إنه مواليا للإنجليز، لأنه تزوج ابنة مصطفى فهمي، أول رئيس وزراء بعد الاحتلال الإنجليزى، فهم يستهدفون عمل غسيل مخ؛ لتشويه كل تحركات بيت الأمة على مدار تاريخه، كما أن كتب التاريخ العربية لا تنقل الأحداث بشكل دقيق وصحيح مثل الأجنبية.

هل لدى أحمد فتحي الملقب بـ«جلاد دنشواي» أحفاد؟
أحمد فتحى لم ينجب أبناء مثل الزعيم، ونحن أسقطناه من ذاكرة الأسرة كما تم إسقاطه من التاريخ، وعلى الرغم من ذلك لا نستطيع أن نقول إنه خائن، لأنه كان عضوا لهيئة المحكمة في أحداث دنشواي والقاضي يحكم بأوراق، ولكن هذا لا يبرر موقفه، كان عليه التنحي والاعتذار عن عدم نظر قضية دنشواي.

هل هناك أحد من الأسرة يعمل في السياسة غيرك؟
أسرة سعد زغلول بسيطة مثل باقى الشعب المصري، فلا يعمل أحد في الوسط السياسي سوى أنا ومحمد نجيب رئيس اللجنة المركزية لحزب الوفد بمركز مطوبس في محافظة كفر الشيخ، وأعضاء بالحزب انطلاقا من إيمانا به، وليس بمبدأ «ورث جدي»، أما الباقى فبعيدون عن السياسة، فلديهم تخصصاتهم الأخرى.

كيف ترى أسرة سعد زغلول الوضع الحالي في البلاد خاصة أحداث تيران وصنافير؟ 
نحن مثل باقي الأسر المصرية لا نتحدث في السياسة عادة وبها جميع الفصائل الراضية عن الأداء السياسي وغيرها الرافضة، ولكننى أرى أن الرئيس السيسي كان مضطرًا لاتخاذ القرارات الاقتصادية الصعبة، ولكننى غير موافق على التنازل عن تيران وصنافير، لاننا كشعب نشأنا على أن الجزيرتين مصريتان وأنهما كان سببا من حروبنا مع المستعمرين، وكنت أتمنى أن تجمع الدولة الرافضين، والأحزاب؛ لإطلاعهم على المعلومات الكافية بشأن الأزمة وسبب تنازله، كما أن الحل الأمنى وحده يهدد بظهور جماعات الرفض، وهو عدم ذكاء من الدولة يبرره عدم وجود أحزاب مؤثرة تتحاور معها قادرة على الحشد والتعبئة والتأثير. 

لماذا أعلنت ترشحك على رئاسة الحزب؟
نحن كفريق عمل نمثل تيارًا داخل الوفد، قرر خوض الانتخابات، واختاروني لتفعيل حلم مبادرة وبرنامج «كيف تريد وفدك أن يكون؟»، والذي وضعه مجموعة من شباب الحزب بمحافظة الإسكندرية، ويضم لائحة حضارية عصرية تمت صياغتها على يد الوفديين، في 15 محافظة.

ما ملامح برنامجك الانتخابي؟ 
الحل الجذري هو الثورة الوفدية على اللائحة وعلى النظم لإعادة الهيكلة، وأول بند رئيسي لهذا المشروع هو الحرية، ويعني أن كل من يحمل كارنيه عضوية حزب الوفد من حقه التصويت أو الترشح لأي منصب بالاتفاق على آلية زمنية محددة بما لا يسمح بالفوضى أو دخول عناصر من تنظيمات متطرفة.

والبند الثاني يتعلق بفتح باب الدخول إلى الجمعية العمومية، وأن تكون المناصب بالانتخاب، وليس التعيين كما يحدث الآن، مشيرًا إلى أنها إحدى مشاكل الحزب الرئيسية،  فالقانون يتيح للمواطن حرية الترشح وانتخاب رئيس الجمهورية، ولكن لا يحدث بالوفد الذي يشترط عضوية الجمعية العمومية، كما أنه غير منطقى ويناقض فكرة الحزب السياسي الذي يقوم على ممارسة الإدارة السياسية، وهو ما أدى إلى إغلاق الساحة على مجموعة محددة، وسمح بتجاوزات كبيرة بالحزب لا تتفق مع الفكر الليبرالي للوفد، ونحن نتطلع أن يكون الوفد حزبًا حاكمًا عبر تأهيل وإعداد كوادر، للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية وإعدادهم كسياسيين، بالإضافة إلى المحور الثالث والذي يتعلق بالجزء التنظيمي، ويتم مناقشته حاليًا.

ولكن يقال إنك ترشحت استغلالًا لاسم الزعيم سعد زغلول؟
هذه محاولة لاستدراجى في فخ التشويه، وعلى الرغم من ذلك لا أنكر شرف أننى سليل أسرة الزعيم، وفي كل الأحوال أنا لا أستغل هذه الصلة، لأنني أثق تماما في قدرة الوفديين على التمييز، هذا هو المعيار، فالسيد البدوي لا يمت بصلة لأحد من زعماء الوفد واستطاع أن يحافظ على كيان الحزب رغم كل الأزمات التى مرت فى الدولة، «مش عارف حاسس ليه بخوف من ترشحي».

هناك كثيرون يقللون من فرصتك في النجاح بالانتخابات؟
أنا مقاتل عنيف، وداخل الانتخابات حتى أنجح، لأن اللائحة قضيتى الأساسية، ومشاركتي لن تكون مجرد تمثيل مشرف، ورهاني على تقدير الوفد لتاريخى في العمل بالحزب، ولن أنسحب من السباق إلا إذا ظهرت في التوقيت الأخير الشخصية التى نحلم بها، فهناك قامات بعينها قادرة على قلب الموازين، ولاداعِ لذكر أسمائهم حتى لا نشعرهم بالحرج.

كيف ترى المرشحين المنافسين على رئاسة الوفد؟
المستشار بهاء أبو شقة وياسر حسان وحسام الخولي، من داخل صندوق إدارة الوفد على مدار 8 سنوات،  ولا يحملون أى فكر جديد، مع احترامي لدورهم في الحفاظ على البقاء على الكيان ولكنهم مسؤولون أيضًا عن تراجع أداء الحزب وعدم تحقيقه حلمه حتى الآن، فالوفد بحاجة إلى دماء وفكر جديدين، ولديه قدرة على التعامل مع المرحلة الجديدة حتى يتحول إلى قوة حقيقية على الأرض، وإعداد كوادرة لرئاسة الدولة قبلها بـ4 سنوات، وليس في لحظتها.

ولكن هناك محاولات للتشكيك في دخولك للجمعية العمومية.. ما ردك؟
أنا موجود بالجمعية العمومية من سنة 2015، وكنت معترضا على ما يحدث بالنسبة لأداء الحزب، ومن يعترض، باب الطعن مفتوح أمامه، كما أن 99% من الجمعية العمومية لحزب الوفد جاءت بالتعيين «جت على الغلبان اللى هو أنا.. اللى شاكك فيا يواجهني وأنا هقوله دخلت إزاي».