رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كواليس صراعات الأربعة «الكبار» على رئاسة حزب الوفد.. (تقرير)

النبأ


يستعد «الوفد»، أكبر الأحزاب الليبرالية المصرية، لانطلاق ماراثون انتخابي هام؛ لاختيار خليفة الدكتور السيد البدوي شحاتة، في رئاسة الحزب العريق.


وكشف الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب، عن المواعيد المنظمة لانتخابات رئاسة الحزب، مشيرُا إلى أنها ستكون في 11 مايو المقبل، على أن يتم إطلاق وتوجيه الدعوة للجمعية العمومية وإخطارها في 20 أبريل المقبل.


وأضاف «البدوي» في تصريحات صحفية، أنه سيتم فتح باب الترشح لمدة 5 أيام، قبل موعد الانتخابات بـ3 أسابيع، حيث سيتم تشكيل لجنة تتولى تحديد نظر الطعون، وإعلان كشوف الناخبين ومراجعتها، والإشراف على العملية الانتخابية، والقواعد المنظمة لها، تحت إشراف جهات محايدة.


وتضم قائمة المرشحين لرئاسة حزب الوفد خلفًا للدكتور السيد البدوي شحاتة، أربعة مرشحين من قيادات الحزب، وهم: المستشار بهاء أبو شقة، رئيس الكتلة البرلمانية للوفد، والمهندس حسام الخولي، بالإضافة إلى المتحدث الإعلامى الذي يعتبر ممثلًا للشباب ياسر حسان، وعلاء الشوالي، حفيد عائلة الزعيم سعد زغلول.


اللافت في الأمر، أن هذه الانتخابات تأتي في ظل أزمات عدة تعصف بـ«البيت الوفدي»، وتهدد بعدم اكتمالها، لاسيما في ظل الخلافات والصراعات الأخيرة بين الأعضاء، وهو ما ظهر مؤخرًا في جمع توقيعات لحل الهيئة العليا للحزب، ما طرح مزيد من التساؤلات حول شكل هذه الانتخابات، فضلًا عن الخلافات الخاصة بـ«تعديل اللائحة».


وفى هذا السياق، قال، المهندس حسين منصور، نائب رئيس الحزب، إن هناك خلافات حول تحديد الإجراءات الخاصة بانتخابات رئاسة حزب «الوفد»، مشيرًا إلى أن هناك بعض الأشخاص الذين يستهدفون عمل «فخاخ» لمهاجمة الهيئة العليا لإيقاف مسيرة إجراء الانتخابات ودفع الحزب إلى حرائق لا تنتهي.


وأضاف «منصور» في تصريح خاص لـ«النبأ»، أن الحزب لن يصمت على هذه  المحاولات التي  تأتي  لصرف الانتباه إلى أشياء جانبية بعيدة عن الماراثون الانتخابي، وقطع الطريق على عملية الترشح لرئاسة الحزب العريق، متابعًا: «تقدمنا بطلب لعقد اجتماع هيئة عليا عاجل تم التوقيع عليه من قبل 26 شخصًا؛ لمناقشة هذا التخريب المنظم ضد القيم الديمقراطية، وبحث سبل وقفه».


من جانبه، قال علاء حمدي الشوالي، عضو اللجنة النوعية بالحزب الوفد في الإسكندرية، إنه سيترشح لرئاسة حزب الوفد استجابة لما وصفه بالضغوط من قبل شباب الحزب، مشيرًا إلى أن هذا القرار لن يتم التراجع عنه ما لم يظهر هناك برنامج أو مرشح آخر أقوى يرضي آمال الوفديين ويحقق مطالبهم.


وأضاف «الشوالي» في تصريح خاص لـ«النبأ»، أن قرار ترشحه جاء محاولة لرفعة شأن الحزب، مضيفًا أن هناك قصورًا في أداء الحزب، وأخطاء في القيادة وعدم تفاعل الأعضاء، قائلًا: «معاناة البلاد خلال الفترة الماضية أثرت على حزب الوفد».


وتابع: «الوفد على مدار تاريخه يتعرض لأزمات، وهذه الأمور ليست جديدة عليه، وبالتالي لن تؤثر عليه في الانتخابات»، مضيفًا أن الحزب «بوتقة» يضم جميع الاختلافات، وهو ما ظهر في الجمعية العمومية التي كانت يدًا واحدة في رفض ترشح الدكتور السيد البدوي شحاتة في الانتخابات الرئاسية المقبلة.


وأوضح «الشوالي» أن البرنامج الذي يتبناه لخوض انتخابات رئاسة حزب الوفد، يقوم تحت عنوان «كيف تريد وفدك أن يكون»، والذي وضعه مجموعة من شباب الحزب بمحافظة الإسكندرية، مشيرًا إلى أن هذا المشروع يضم لائحة حضارية عصرية تمت صياغتها على يد الوفديين، متابعًا: «هذا المشروع الشرعي الوحيد لأنه تمت صياغته على يد أبنائه».


وأضاف «الشوالي»، أن أول بند رئيسي لهذا المشروع هو الحرية، ويعني أن كل من يحمل كارنيه عضوية حزب الوفد من حقه التصويت أو الترشح لأي منصب بالاتفاق على آلية زمنية محددة بما لا يسمح بالفوضى أو دخول عناصر من تنظيمات متطرفة.


وتابع: ثانيًا فتح باب الدخول إلى الجمعية العمومية، وأن تكون المناصب بالانتخاب، وليس التعيين كما يحدث الآن، مشيرًا إلى أنها إحدى مشاكل الحزب الرئيسية، قائلًا إن القانون يتيح للمواطن حرية الترشح وانتخاب رئيس الجمهورية، ولكن لا يحدث بالوفد الذي يشترط عضوية الجمعية العمومية.


وأضاف: كما أنه غير منطقى ويناقض فكرة الحزب السياسي الذي يقوم على ممارسة الإدارة السياسية، وهو ما أدى إلى إغلاق الساحة على مجموعة محددة، وسمح بتجاوزات كبيرة بالحزب لا تتفق مع الفكر الليبرالي للوفد.


وواصل: نتطلع أن يكون الوفد حزبًا حاكمًا عبر تأهيل وإعداد كوادر، للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية وإعدادهم كسياسيين، بالإضافة إلى المحور الثالث والذي يتعلق بالجزء التنظيمي، ويتم مناقشته حاليًا.


وتابع: هناك احتمالية لرجوع فؤاد بدراوي، خاصة بعد سلسلة الاجتماعات التي تم عقدها مع السيد البدوي. مضيفًا "ولكنه أعلن في أكثر من موضع رفضه للترشح".


من جانبه، قال الدكتور ياسر حسان، المتحدث الإعلامي للحزب، إن الانتخابات الرئاسية المقبلة لن تؤثر على انتخابات رئاسة الحزب، قائلًا: «انتخابات الوفد ستكون في شهر مايو، والرئاسة في مارس، وسيكون هناك وقت كاف، خاصة أن الوفديين يعرفون جيدًا المرشحين لرئاسة الحزب».


ورفض «حسان» الإفصاح عن برنامجه الانتخابي الخاص به في الوقت الحالي، مشيرا إلى أنه سيتم الإعلان عنه في مؤتمر صحفي، شهر مارس المقبل.


وتابع «حسان»، أن الباب مفتوح لأي مرشح لرئاسة الحزب، لأن هذا الأمر سيعظم التجربة الديمقراطية والمنافسة على حد وصفه، مشيرًا إلى أن الحزب ديمقراطي فيه حراك.


واستبعد «حسان» وجود مؤامرات داخل «الوفد»؛ لمنع إجراء انتخابات رئاسة الحزب، قائلًا إن هناك واقعًا يؤكد أن هناك أفرادا قاموا بجمع توقيعات لحل الهيئة العليا للحزب، وهذا حقهم لحل الهيئة العليا.


وتابع: الانتخابات المقبلة لحزب الوفد أكثر هدوءً عما سبقتها حينما كان فؤاد بدراوي في مواجهة السيد البدوي 2014، والتي كانت انتخابات صاخبة، وشهدت خلافات بين المرشحين. مضيفًا "حاليًا لا توجد أي خلافات وصراعات بين المرشحين، ولكنه اختلاف في الرؤى والبرامج".


وأشار «حسان» إلى أنه لا توجد أي احتمالات لترشح فؤاد بدراوي لرئاسة الحزب؛ لأنه في حال عودته ستكون في شكل عضوية جديدة وسيكون أمامه مدة حتى يمكنه الترشح.


وأضاف، أن ترشحه كشاب لرئاسة الوفد «تجربة جيدة»، وليس حديثة عليه فقد قدم حزب الوفد فؤاد سراج الدين كوزير، وكان سنه 30 عامًا.