رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حسين منصور: نواجه أزمات مالية في الوفد.. وسقف الحريات انخفض (حوار)

محررتا «النبأ» أثناء
محررتا «النبأ» أثناء الحوار مع المهندس حسين منصور


قال المهندس حسين منصور، نائب رئيس حزب «الوفد»، إن الصورة العامة للمناخ السياسي لمصر ليست جيدة فقد انخفض سقف الحريات وتراجعت مشاركة الناس في العمل العام؛ بسبب التضييق الأمني، مشيرًا إلى أن تلك الأسباب ذاتها تقف معوقًا أمام حزب «الوفد» للقيام بدوره.


وأشار «منصور» في حوار لـ«النبأ»، إلى أن الحزب رفض الدفع بمرشح في الانتخابات الرئاسية حتى لا يفقد ثقة المواطنين في الحياة الحزبية، معتبرًا خوض موسى مصطفى موسى، رئيس حزب «الغد»، لهذه الانتخابات ليس له قيمة تنافسية، وإلى نص الحوار:


كيف ترى الحالة السياسية الحالية؟

ليست جيدة.. المصريون خرجوا في ثورة 25 يناير من أجل المطالبة بـ«العيش والحرية والعدالة الاجتماعية»، ولكن هذه الأهداف لم تتحقق، وفي الفترة الحالية انخفض سقف الحريات بشكل كبير، وتراجعت قدرة الناس على المشاركة والاحتكاك بالقضايا العامة والنزول إلى الشارع، وهو ما ظهر في عدم وجود مرشحين منافسين مع السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بالإضافة إلى أن التفاعل مع القضايا العامة أصبح الأمر مختلطًا بالتحفظ والقلق من تطبيق قانون التظاهر وصدور أحكام ثقيلة على من شاركوا في الدفاع عن مصرية «تيران وصنافير».


أين الوفد الذي قاد الأحزاب السياسية بعد الثورة 25 يناير؟

الحزب لم يغب، فهو يمارس دوره حسب كل مرحلة، ففي 30 يونيو انتصرنا لفكرة الدفاع عن الدولة، وحق الناس في ألا يتم احتكار الرأي الواحد لصالح جماعة بعينها، وفي الوقت الحاضر طالبنا من أول يوم منذ صعود الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة وجود حياة ديمقراطية سليمة وبنية أساسية تساعد على نمو العمل العام، وهذا هدفنا الأساسي الذي نسعى إليه، لأنه لا يمكن أن يتم في أجواء يهاجم فيها الأحزاب، وتوصيفها بالكرتونية.


يعنى هذا أنك راض عن أداء حزب الوفد خلال الفترة الحالية؟

المسألة ليست فى الرضا عن أداء الحزب من عدمه، ولكن الوفد له دور أساسي معروف يتعلق بعملية التنوير والدفاع عن الحياة العامة ومواجهة جميع القوانين التى تعيق نمو العمل العام أو انخفاض الديمقراطية، وقيامنا بهذا الدور يتطلب القدرة التنظيمية على التواصل مع لجانا بالمحافظات، وكذلك مع الشعب من خلال الجذب والتأثير وهو ما نطمح له دائما.


هل تقصد أن هناك معوقات تقف أمامكم في القيام بدوركم؟

نعم كثيرة، فإقبال الشعب في حد ذاته على العمل العام معوق، وكذلك انخفاض سقف الحريات ولدينا معوق يتعلق بلغة الخطاب، وقدرة قيادات الحزب على إحداث التأثير في المواطنين؛ لأن العمل العام في مصر متأخر ومتراجع.


كيف ترى أداء الأحزاب السياسية؟

المصريون يعرفون فقط الـ10 أحزاب، الذين لهم انحيازات واضحة، وليس الـ100 حزب، والأجواء غير الملائمة تنعكس بشكل مباشر على الأداء الحزبي، مثلها مثل «زراعة شجرة داخل حجرة مغلقة»، فهناك خوفًا من التعقب الأمني، وأجواء تشبه الحسبة السياسية عبر خلق نوعًا من التضييق ومطاردة كل شخص للأراء المخالفة له.


كيف يتم توفير الموارد المالية لحزب الوفد؟

نحن نعتمد بشكل أساسي على اشتراكات الأعضاء، ونواجه أزمات مالية، إذ تتناقص الميزانية الخاصة كل عام بسبب الخسارة التى تعاني منها جريدة الوفد على عكس ما كان في السابق، في ظل تراجع الإعلانات والصحافة الورقية على وجه العموم وهذه مشكلة نحاول مواجهتها بخلاف وسائل الإعلام التى تشن هجوما على الأحزاب.


هل حقيقى أن الحزب يبيع مقراته في المحافظات؟

ما تم تداوله غير دقيق، وما تم بيعه أشياء خاصة بالجريدة وليس مقرات حزب، فالوصول لحل الأزمة المالية هدفنا، كما ميزانية الوفد ليست ميزانية دولة ليتم الإعلان عنها لأنها من الأمور الحساسة.


كيف ترى مشهد الانتخابات بعد ترشح موسى مصطفى موسى؟

الصورة العامة ليست جيدة، والسيسي يخوض الانتخابات شبه منفرد، وإعلان موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد عن نزوله كمنافس للسيسي في اللحظة الأخيرة، لا يوضح أي قيمة تنافسية، كنا نود أن يكون الشكل الانتخابي أفضل، ولكن الدستور أدرج هذا الوضع وحدد لو نزل مرشح وحيد وأخذ 5% من الأصوات، فإنه سيفوز، ولذا لا داعي من استشعار الحرج، ولكن الأجدى الآن أن نقول المشهد الديمقراطي ودفع مستوى العمل العام لأفضل حالاته ودفع الناس للمشاركة هو المطلب الأهم الذي يتوجب تنفيذه حتى نصل لدولة تسلط الأضواء على مواطن الفساد قادرة على معالجة عيوبها بنفسها.


ماذا عن تراجع شفيق عن الترشح والقبض على عنان؟

أزمة الفريق سامي عنان وتراجع الفريق أحمد شفيق، مسألة شائكة، وكان يجب وجود معالجة أفضل للأزمة من قبل الجهات المعنية حتى يكون الشعب مطلعًا على ما يحدث، لأنها صنعت انطباعات سلبية لدى المواطنين، وجعل الأجواء ضبابية.


ما رأيك في دعوات مقاطعة الانتخابات؟

هذه الدعوات يطلقها المتضررون من الوضع الحالي المرتبط بحجب الحريات، ولكن يجب ألا نشكك في وطنية أحد كلنا حريصون على مستقبل بلادنا.


ما كواليس خوض رئيس حزب الوفد الانتخابات الرئاسية وتراجعه؟

بدأت الاشكالية بتويتة على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» لمصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، تساءل خلالها أين دور حزب الوفد، بعد انسحاب المحامي الحقوقي خالد علي، وفيما يبدو حدث تواصل مع بعض أعضاء مجلس النواب الذين طالبوا بنزول رئيس الحزب، وترشحه، وانتشرت وأصبح هناك حديث على وسائل الإعلام عن ترشح «البدوى»، وعندما تزايد اللغط تم إحالة الأمر إلى الهيئة العليا التي أعلنت رفضها لقرار الترشح.


ولماذا رفضتم؟

لأن الوفد باعتباره أقدم وأعرق الأحزاب المصرية لن يقبل أن يشارك بشكل صوري أو تمثيلي، كما أن هذه الطريقة المتعجلة ليست مقبولة، وإذا وافق الحزب فإنه سيفقد ثقة الناس في الأحزاب، وامتناعه عن هذا الأمر يحمي الحياة الحزبية.


ما آخر تطورات أزمة لائحة الوفد؟

نحن كوفديين لا نعترض على تعديل اللائحة باعتبارها أحد أدوات الديمقراطية، ونتفق مع عدد من بنودها خاصة المتعلقة بتقليل عدد أعضاء الهيئة العليا المعينين عبر رئيس الحزب، ولكن رئيس الحزب كان تقدم تعديلات متعلقة بانتخاب السكرتير العام عن طريق الهيئة الوفدية وكذلك انتخاب رئيس الحزب وسكرتير عام ونائب السكرتير وأمين الصندوق، ونرى أن هذا المقترح مثير للانقسام والفتن لأن كل سكرتير ونائبه سيكونون من مناطق مختلفة، وكذلك نطالب بألا تكون الجمعية العمومية للحزب بيد رئيس الحزب،  ولكن بقرار من رئيس الحزب والمجلس التنفيذي وهو لم يحدث، ونحن مازالنا صدد نقاشات.


وماذا عن جمع توقيعات لمد رئاسة البدوى لعام لتصادفها مع انتخابات الرئاسة؟

لا يصح أن نقول جمعنا توقيعات لشئ مخالف للقانون، في حد ذاته لن نقبل به لأنه يوضح نموذج الاعتداء على الديمقراطية، والمادة في لائحة الحزب التى تتعلق بمد رئاسة في حال تصادف مع الانتخابات الرئاسية غير مطابقة معها ومن يروج لهذا الكلام له هدف أخر، وهو الاعتداء على الوفد والقيم والتي يجسدها.


كيف ترى أداء الدولة في الملف الأمني؟

نود أن تكون هناك نهاية لهذه المعركة المؤسفة التي تأتي على أرواح أبناء الوطن، وتنال من قدرة الدولة على المضى إلى الأمام، لأن لها أثارًا شديدة السلبية على العمل والاستثمار، بغض النظر عن أن هناك أخطاء في المواجهات حدثت هنا أو هناك، فأن تجفيف منابع الإرهاب يتطلب التثقيف الديني، وأن يكون هناك لغة خطاب لها علاقة بالإعلام،والتعليم وزرع قيم التسامح وقبول الآخر وأن يكون في فهم واسع للقيم الإنسانية البسيطة تكون بدايته في المدرسة، وفتح مجال أوسع للثقافة العامة، وعدم تخوين رأي الآخر وقبوله.


هل تعتقد أن هناك دولا تشن حربًا ضدنا؟

نعم هناك حملات على مصر في مجالات عدة من بينها السياحة، ففرنسا حدث فيها عدد كبير من العمليات الإرهابية، وعلى الرغم من ذلك مازالت هناك سياحة ولكن مصر «لو حدث فيها حريق في غيط قمح السياحة تتوقف»، فهناك نوع من التطويق على منافذ جذب السياحة وجهاز الدولة في مصر متراجع والكفاءات به قليلة ولا يوجد تنوع ولا تنافس لإخراج كوادر قادرة على إيقاف تلك الحملات ولكنه لا ينفى محاولات مصر.


كيف ترى أداء البرلمان ؟

ليس جيدًا.. فالبرلمان لم يقدم فيه استجواب واحد حتى الآن، كما أنه وافق بسهولة على «سعودة» تيران وصنافير، وأمال الناس المتعقلة بقدرة البرلمان على معالجة قضايا الفقر والتعليم والصحة تراجعت كثيرًا، إضافة إلى مواقفهم في القضايا الاجتماعية التي جاءت على عكس توقعات المصريين.


هل تعتقد أن الدولة وفرت شبكة حماية كافية لمحدودي الدخل؟

لا.. وقرار تحرير سعر الصرف نوفمبر 2016، تسبب في فقدان المصريين ثلثين ثرواتهم، وأصبحت الأوضاع ليست جيدة، بينما الحياة تراجعت وأصبحت شديدة الصعوبة، ولكن الدولة تؤدى غرضًا ولكن احتياجات الشعب أوسع، والقدرة على أن يكفي دخل المواطن نفسه أصبحت قليلة جدًا ونادرة الحدوث.