رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل «الملف الأسود» والصفقات المشبوهة لـ«هشام الشريف»

هشام الشريف - أرشيفية
هشام الشريف - أرشيفية


«أكلوني لحم ورموني عضم بعد خدمة 15 سنة»، هكذا بدأ ناجي عبد المنعم، السائق الخاص للدكتور هشام الشريف، وزير التنمية المحلية السابق وأسرته، حواره لـ«النبأ»، مشيرًا إلى أن مكافأة نهاية خدمته، كانت «تلفيق» قضية تزوير في محرر رسمي، ولكن هذه القضية تم حفظها.


وأضاف «عبد المنعم»، أنه بعد هذه الوقائع التي تعرض لها، قرر كشف «الملفات السوداء» للدكتور هشام الشريف.


في البداية.. قال ناجي عبد المنعم: «ظللت أعمل مع الوزير السابق، وأسرته، على مدار أكثر من 15 سنة، وبعد هذه المدة فوجئت برفض الدكتور هشام الشريف، تجديد بطاقة التأمين الصحي الخاصة بي من شركة مصر للرعاية الصحية والخدمات – إيجيكير، التابعة لبيت التأمين السعودي، المتعاقد مع المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات ريتسك، وفي نفس الوقت توجد مستندات، تفيد بأنني أعمل سائقًا بالمركز، ومنها قيام أبو الفتوح حسين سلامة أمين عام مركز ريتسك، بتوجيه خطاب إلى بيت التأمين السعودي، يفيد بأنني من ضمن العاملين بالمركز، وأيضًا خطاب اللواء وفاء كامل أبادير، مساعد الأمين العام للمركز.


وتابع: «ولكن فجأة قام أبادير نفسه بتقديم شكوى ضدي لمصلحة الأحوال المدنية، لوقف العمل ببطاقة الرقم القومي التي أحملها، وبعد تلفيق قضية التزوير في محرر رسمي، قدمت جميع المستندات التي تثبت بأنني أعمل بمركز ريتسك الذي يشرف عليه الدكتور هشام الشريف، وتم حفظ القضية، لذلك قررت أن أفتح ملفات الفساد لـهشام الشريف، وحجم ممتلكاته وشركاته المشبوهة، والأموال التي يجمعها من التمويل الخارجي باسم مركز ريتسك».


ويوضح ناجي عبد المنعم، أن هشام الشريف، كان يدرس بـ«الفنية العسكرية»، ووصل لرتبة «رائد»، وبعدها هرب وسافر إلى أمريكا، دون الحصول على موافقة من القوات المسلحة، وزعم أنه حصل على درجة الدكتوراه، وتوسط له الدكتور عاطف عبيد، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، عندما كان وزيرًا لقطاع الأعمال وشئون جهاز البيئة، لكي لا تتم محاكمته عسكريًا، واكتفوا برفده، وبعد عودته من أمريكا، كانت شهيرة جنينة، زوجة هشام الشريف، تعمل مع سوزان مبارك في جمعية الرعاية المتكاملة، لذلك كانت تسعى لتعيين زوجها وزيرًا، في حكومة الجنزوري ولكن رفض "مبارك" تعيينه في منصب وزير، ولكن تولى منصب رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، ثم رئيس المركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات «ريتسك»، إلى أن تم اختياره وزيرا للتنمية المحلية في عهد الرئيس السيسي، وتمت الإطاحة به في التعديل الوزاري الأخير.


ويشير سائق «الشريف» الخاص، إلى أن هناك ملفات فساد، للوزير السابق، يجب تقديمه للمحاسبة بسببها، فخلال فترة توليه منصب وزير التنمية المحلية، في 14 فبراير 2017، استعان بـ 11 مستشارًا من خارج وزارة التنمية المحلية لمعاونته في الوزارة، على حساب القيادات، وعدم الانتهاء من تطوير المرحلة الأولى، من القرى الأكثر احتياجًا بالمحافظات، الخاصة بتطوير 78 قرية أكثر احتياجًا بالمحافظات، والمقرر تسليمها «30 يونيو» 2018، وأيضًا فشله في حل مشاكل القمامة بالمحافظات، وعدم تفعيل دور جهاز التفتيش والرقابة بالوزارة، والزيارات الميدانية، لمتابعة العمل وضبط المخالفات والفساد بالإدارات المحلية، وقيام الشريف بالإعلان الوهمي، عن توفير "مليون فرصة عمل" خلال عام 2017، بقطاع الصناعات الصغيرة والمتوسطة بالمحافظات للشباب، بدليل انتهاء عام 2017، وخروجه من منصبه ولم يتحقق أي إنجاز، وأيضا المشروع القومى للتنمية المجتمعية والبشرية والمحلية "مشروعك"، وفشل مسابقة قيادات المحليات، وعدم الانتهاء من تعيين "249 قيادة" جديدة بمختلف المحافظات، لتسكين القيادات المحلية، بمناصب "رئيس حى ورئيس مدينة ومركز وسكرتير عام مساعد"، لحاجة المحافظات لها.


وأكد ناجي عبد المنعم «الصندوق الأسود» لهشام الشريف، أن وزير التنمية المحلية السابق، ظل لفترة تزيد عن 25 سنة مستوليا على قصر الأمير عمر طوسون، الأثري بالزمالك، وحتى هذه اللحظة، وأيضا استولى على السيارة التابعة للمركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات «ريتسك» ماركة «كيا سيراتو» سمراء اللون رقم "ف.ر.ي 874"، وهذه الصورة تكشف السيارة وهي موجودة بمدخل شركة «آي. تي. فينشرز» بشارع أحمد شوقي بالجيزة، وقيامه باستئجار فيلا لمدة «سنتين» خلف متحف أحمد شوقي، وتم غلق مقر الشركة ونقله لعمارة البرج بجوار نفس الفيلا، بشارع مراد أمام حديقة الحيوان، كما تكشف الصورة أن هشام الشريف، أحد رجال جمال مبارك، بدليل عضويته في جمعية جيل المستقبل، ولجنة سياسات الحزب الوطني، التابع لنظام المخلوع "مبارك"، وجمعية الرعاية المتكاملة، ومشروع القراءة للجميع التابع لسوزان مبارك، الذي كان يتم الإنفاق عليه من ميزانية «ريتسك»، والسيارة ماركة "بيجو 307" مرور بولاق أبو العلا رقم (24578 ملاكي القاهرة)، والسيارة موديل "بيجو 405" ملاكي القاهرة، وهذه السيارة تابعة لمصلحة الأحوال المدنية.


ويضيف ناجي عبد المنعم، أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، نموذج للفساد وتضارب الاختصاصات، منذ إنشائه فى 15 نوفمبر عام 1985، بهدف دعم متخذ القرار، فى قضايا الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى، ولكن أصبح المركز بلا معلومات، وبعد أن كانت الأمانة الفنية للمعلومات بمجلس الوزراء، المسئولة عن توفير المعلومات والبيانات، الضرورية لاتخاذ القرارات، تم إنشاء المركز، تحت إدارة مؤسسه الدكتور هشام الشريف، بعد حصوله على درجة الدكتوراه، من أمريكا والتي كانت مثيرة للجدل، وسببًا فى حرمانه من دخول وزارة الدكتور كمال الجنزوري، رئيس مجلس الوزراء السابق، وأذكر أن هناك واقعة تعرض لها هشام الشريف، عندما سافر للخارج مع عمرو موسي إلى أمريكا، بدون علم الدكتور كمال الجنزوري، ووقتها الدكتور كمال الجنزوري «مسح الأرض» بهشام الشريف، للسفر دون علمه.


وتابع: الكارثة أيضًا أن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار كانت الميزانية المخصصة له، لم تتعد خمسين ألف جنيه وبدون مقر، فتم إنشاء مبنى أسمنتي ضخم بحديقة القصر الأثري، لا يتناسب مع التنسيق الحضاري لقصر الأميرة شويكار بمقر مجلس الوزراء، وتم إنشاء المركز بحجة مواكبة ثورة المعلومات، ضمن برنامج الأمم المتحدة الإنمائى، ومن هنا قام هشام الشريف بإنشاء المركز الإقليمى لتكنولوجيا المعلومات وهندسة البرامج «ريتسك»، لتقديم الخدمات الفنية والإنمائية فى المنطقة العربية، وبدأ المركز يحصل على المنح الأمريكية، بلا حساب، تحت ستار بناء قواعد معلومات محلية، لكي تستطيع الإدارات الأمريكية، معرفة الأوضاع الداخلية للدولة، وكان من أهم شروط المعونات الأمريكية، توفير المعلومات لقياس النتائج ودرجة النجاح، الذى حققه المركز من المنحة، أي يجب (مد الجهة المانحة بالمعلومات)، بعد كل منحة للحصول علي منح جديدة، "أي التجسس" على مصر من خلال المركز، وتم الإنفاق ببزخ وتزويد المركز، بكم هائل من الحاسبات المكتبية والبرمجيات، المرتبطة بقواعد (المعلومات الجغرافية)، وكذلك وسائل الإيضاح (الخرائط)، تكلفت "ملايين الجنيهات".


ويشير السائق الخاص لـ«هشام الشريف»، أن هناك حريقًا هائلًا شب بمبنى المركز، حول كل الأجهزة لـ«كوم تراب»، ولم يتم التحقيق في تلك «الفضيحة»، وثبت كذب الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، عندما أكد أن المركز ساهم فى حل مشكلة الديون، وبيع القطاع العام المتعثر، وجمع معلومات عن الأسعار، لمحاربة جشع التجار ومنع الاحتكار، ونشر خدمات الإنترنت فى مصر، وللأسف كل هذه الإسهامات فاشلة، بدليل أن ثورة المعلومات والإنترنت اجتاحت العالم، بعيدًا عن المركز، ولم يكن المركز مشروعًا وطنيًا للتحديث كما ادعى الدكتور هشام الشريف، بدليل صدور عدة قرارات خاطئة منها "قرار وزارة الجنزورى، بتنفيذ مشروع توشكى، الذي ابتلع موارد الدولة، ولم تظهر أي نتائج حتى الآن، وقرار أحمد نظيف، بتأجيل تنفيذ إنشاء شبكة محمول، تابعة للشركة المصرية للاتصالات، عام 2003 ما تسبب في إفلاس الشركة، وبيع الأبراج لنجيب ساويرس بـ«تراب الفلوس».


ويقول ناجي عبد المنعم ضحية النفوذ والمحسوبية، كما يطلق على نفسه، إن شهيرة جنينة، زوجة هشام الشريف، كانت متخصصة في شراء الشيكولاتة الفاخرة والتحف والفضيات والكريستالات، لتقديمها هدايا لزوجات كبار رجال الدولة، حيث كانت تقوم بشراء الشيكولاتة الفاخرة من «شيكو شيكولات» من الزمالك، وتشتري التحف والفضيات من محل «واصف للفضيات»، بشارع جامعة الدول العربية، وتشتري الكريستالات من محل «تابل رويال» بجوار نادي المهندسين بالزمالك.


واستكمل: كانت «شهيرة»، ترسل الهدايا لزوجات عدد من المشاهير، منهن، زوجة أنس الفقي، زوجة عمرو موسي، وهالة السعيد، وزيرة التخطيط "حاليًا"، وزوجة عاطف عبيد، وغيرهن، وكان لديها محل ملابس أطفال "جاسمينو"، يحمل اسم ابنتها الوحيدة ياسمين هشام الشريف، وبعد أن لعبت «البلية» معاهم تم غلق المحل، وكانت أيضا شريكة في مصنع "جوارب F.G"، بمدينة السادس من أكتوبر، وكانت تقوم بأخذ "الجوارب" ويتم إرسالها لزوجة عاطف عبيد، بشارع عبد المنعم رياض، وأيضًا كانت هناك سيارة مرسيدس "بيضاء اللون" تابعة للمركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات «ريتسك»، مخصصة لزوجة عاطف عبيد، وأخرى بيجو موديل "307 دهبي اللون"، تم شراؤها باسم المركز أيضًا، من أجل عيون ياسمين هشام الشريف، وظلت معها لمدة 4 سنوات.


ويضيف ناجي عبد المنعم، أن هشام الشريف كان يستضيف شخصًا يدعى «روبير»، يهودي ومقيم بلبنان، شريك هشام الشريف في كل المشروعات، وكانت تتم استضافته عدة أيام في مارينا والغردقة والجونة، بينما تستضيف شهيرة جنينة، «أنيتا» الأرمينية، زوجة «إفريدي»، في فندق «إنتركونتينينتال»، ويتم عقد الصفقات المشبوهة بينهم، كما يوجد لهشام الشريف مكتب شركة "وهمية" للاستثمارات المالية، أمام حديقة الحيوان، تحمل اسم "M.H.S"، باسم هشام الشريف ووالدته نعمت الشريف، والشركة لا يوجد فيها موظفون غير زوجته وابنته فقط.


وأضاف: كما يعمل هشام الشريف في شركة نايل كابيتال مع شريكه باسل رشدي ومن خلال الشركة تم توقيع اتفاقية مع قطر سنة 2012، كما يمتلك الشريف شقة رقم (5) الدور السادس في مساكن العبور بجوار الجهاز المركزي للمحاسبات، والفيلا رقم (2،5) المنطقة 22 بمارينا بجوار فيلا كمال الشاذلي، ومني عبد الناصر، ولديه فيلتان بسيدي عبد الرحمن، في قرية (العين باي)، والفيلا رقم (2) بالجونة، بجوار فيلا نجيب ساويرس، ويمتلك الشريف شقتين بالدور الثامن بفندق (الفورسيزون)، يزيد ثمنهما على 60 مليون جنيه، كما يتردد أنه شريك في الفورسيزون مع هشام طلعت مصطفي، ويمتلك 3 شقق أرقام "15،17،19" ببرج جدة أمام كلية الفنون الجميلة بشارع إسماعيل محمد بحي الزمالك، ولديه "لنشان"، تم شراء أحدهما من أنس الفقي بمبلغ 50 ألف جنيه، أحدهما موجود حاليا بميناء مارينا، والثاني بنادي اليخت بالجيزة، فضلا عن شقة رقم (8) بفندق السلسلة بالإسكندرية، فيلا رقم (70) بمارينا بوابة (2) نموذج السوسن، (2) فيلا بمراسي باسمه واسم كريمته ياسمين هشام الشريف.


ومن جانبها، تؤكد «النبأ» أن جميع ما جاء في ذلك التقرير على مسئولية قائله، كما تؤكد الجريدة أن الباب مفتوح أمام الدكتور هشام الشريف، وزير التنمية المحلية السابق للرد على أقاويل ناجي عبد المنعم السائق الخاص له.