رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

خفايا تحركات «الموساد» لإجهاض حلم السيسى فى حفر «قناة جونجلى»

أرشيفية
أرشيفية


بدأت مصر في تنفيذ بدائل واقعية لتوفير المياه؛ لمواجهة أزمة بناء سد النهضة، ومن البدائل الجديدة إعادة مشروع مصر القديم بحفر «قناة جونجلي» بجنوب السودان، حيث أعلن اللواء سمير فرج، رئيس الشئون المعنوية بالقوات المسلحة سابقًا، أن مصر ستحفر قناة في جنوب السودان لحل أزمة المياه، تسمى مشروع «قناة جونجلي»، وستوفر 30 مليار متر مكعب من المياه سنويًا.


وأوضح «فرج» أن هذه القناة في جنوب السودان لاستقطاب جزء من مياه المستنقعات ما يوفر 30 مليار متر مكعب سنويًا، الأمر الذي سيفيد السودان ومصر أيضًا.


وتعود فكرة مشروع «قناة جونجلي» لعام 1931، حيث حلت كبديل عن مشروع «فيفينو - بيبور» الذي كانت مصر تسعى للعمل فيه من عام 1928م حتى عام 1930م؛ للاستفادة من نحو ملياري متر مكعب من المياه بتكلفة كانت تقدر آنذاك بنحو 7 ملايين و500 ألف جنيه، ولكن وجد في المشروع بعض عيوب ما أدى لإرجاء تنفيذه، وبحث مشروعات بديلة تقوم بها مصر في منابع نهر النيل منها مشروع قناة جونجلي، وتم عمل الرسوم الهندسية للمشروع، باتفاق مع دولة السودان، ولكن بقي المشروع على الورق فقط، حتى بعد حرب أكتوبر 73.


وبدأت مصر العمل في حفر مشروع «قناة جونجلي»، حيث تم حفر 260 كيلو مترًا بواسطة الشركة الفرنسية التي فازت بعطاء تنفيذ الحفر، لكن توقف عند «قرية الكونقر» نتيجة نشوب الحرب الأهلية عام 1983 بين الحركة الشعبية بقيادة «قرنق» والحكومة المركزية في السودان آنذاك، وستقوم مصر بالتكملة على ما تم حفرة من المشروع، حيث إنه لن يتم تغير في مسار القناة كما في الرسومات القديمة.


ووفقًا لوثاق المشروع القديمة التي ترجع لعام 1931، فإن المرحلة الأولى من «مشروع جونجلي»، عبارة عن ترعة بعرض 19 مترًا تحمل تصرفًا قدره 113 مترا مكعبًا في الثانية من جونجلي إلى نهر الزراف، وأبعاد الترعة، وتصرف المياه فيها إلى درجة يمكن معها سير الكراكات المستعملة دون عائق، يليها بعد ذلك مراحل أخرى من الحفر والتوسعات.


وكشفت وثيقة رقم 12-6- 2569، في خطاب وجهه «بوتشر»، مدير عام النيل الجنوبي في بداية ثلاثينيات القرن الماضي لوكيل وزارة الأشغال العمومية في مصر، أهمية مشروع «قناة جونجلي»، وعن المجهودات المصرية في حفظ حقوقها المائية في السودان، وأن المرحلة الأولى من المشروع، ستقتضي إنشاء تحويلة من جونجلي تخترق الأرض شرق المستنقع إلى مسافة تقرب من 200 كيلو متر حتى الزراف على بعد 175 كيلو مترًا من النهر حيث تستفيد مصر من فائدة إضافية تصل لنحو 2 مليار من المياه.


وقالت الوثائق إنه بعد إنشاء مشروع «قناة جونجلي»، يمكن إنشاء سد البرت في أوغندا بطريقة مفصلة، مؤكدة أن، المشروع يمكن الانتهاء من المرحلة الأولى منه خلال 21 شهرًا في العمل المتواصل، لافتة إلى أن مكعبات الحفر في الكراكات لإتمام المشروع تقدر من 42 لـ65 مليون متر مكعب.


من جانبه قال الدكتور أحمد إبراهيم، المتخصص في علوم المساحة والخرائط بالهيئة العامة للمساحة سابقا، إن مصر تمتلك الوثائق التي تؤكد نجاح مشروع حفر «قناة جونجلي»؛ فهناك دراسة وافية عن جغرافية المنطقة، فقد تم عمل مسح جوي للمشروع، حيث توجد القناة على بعد 80 كيلو مترا شمالي نهر كبير ينساب على الحافة الشرقية للمستنقع عند جونجلي، وقد أكدت الدراسات ومسح الصور الفوتوغرافية التي تم التقاطها لهذه القناة، أهمية كبرى وعائد مائي كبير على مصر، حيث ينتظر أن تستفاد مصر بما يقرب من 14 مليار متر مكعب سنويا من المياه.


وأشار إلى أن منطقة «قناة جونجلي»، بها كمية كبيرة من مياه المستنقعات الناتجة عن الأمطار، ولا يتم استغلالها نهائيا، ونتيجة أن الأرض مستوية تقف المياه في تلك المناطق ولا تتحرك، وبسبب درجة الحرارة العالية تتبخر مرة أخرى، وبالتالي سوف يستفاد من هذه المياه المهدرة ودخولها في قناة جونجلي الجديدة، لافتا إلى أن المخطط للمشروع هو إقامته على ثلاث مراحل الأولى امتصاص 4 مليار متر مكعب، أما المرحلة الثانية تمتص 10 مليار متر مكعب، أما المرحلة الثالثة، فهي تغذية القناة من مياه المستنقعات في دولتي أوغندا وتنزانيا.


في السياق ذاته، قال الدكتور سعد على محمد، خبير الشئون الإفريقية بجامعة القاهرة، إن مصر تبحث المشروع منذ عامين؛ فقد تم عقد العديد من اللجان المشتركة بين مصر وحكومة جنوب السودان، ومشروع قناة جونجلي كان سببا أساسيا للتقارب الأخير بين مصر وجنوب السودان مؤخرا، مؤكدًا أن هناك بعض الصعوبات السياسية والاقتصادية تبحث مصر حلها قبل بدء المشروع بشكل واقعي، وبدون حل لتلك الأزمات لن يلقي النور في القريب العاجل.


وتابع: من أبرز الأزمات التي تواجه فكرة إحياء المشروع من جديد، وجود عدد من القبائل تعيش في تلك المناطق، لم تستطع حكومة جنوب السودان إقناعهم بالإخلاء؛ نظرًا للتعويضات المالية الكبيرة، والتي قد تدفعها مصر بسبب الظروف الاقتصادية الفقيرة لحكومة الجنوب، بجانب الحديث عن وجود دور لـ«الموساد الإسرائيلي» في تلك المنطقة، وسعي «تل أبيب» نحو عدم تنفيذ المشروع، حيث يوجد تواصل من جانب «تل أبيب» مع بعض قبائل المنطقة.


وكشف خبير الشئون الإفريقية، أن أحد الأسباب الأخرى التي تصعب تنفيذ المشروع حاليًا أن تلك المنطقة تعاني من صراعات بين رئيس جنوب السودان سيلفا كير، ونائبه السابق رياك مشار، وكل منهما يمثل قبيلة عريقة وكبيرة هناك، وتصل الصراعات بينهما إلى الصراعات المسلحة، وإذا استطاعت مصر التوصل لحل واتفاق معهما، وهو ما يحدث الآن، فيمكن عندئذ بدء المشروع.