رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سيناريوهات تدخل «ترامب» و«بوتين» و5 دول في الانتخابات الرئاسية

الانتخابات الرئاسية
الانتخابات الرئاسية - أرشيفية


نجح الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال فترة ولايته الأولى، في إقامة علاقات قوية مع كثير من زعماء العالم المؤثرين في القرار السياسي الدولى، سواء على المستوى الشخصي، أو على مستوى المصالح الاقتصادية المتبادلة، وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وفرنسا وألمانيا وإسرائيل والسعودية والإمارات العربية المتحدة، فهل سيكون لهذه العلاقات دور في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وهل ستواصل هذه الدول دعمها السياسي والمعنوي للسيسي، وهل هناك أطراف خارجية ستقوم بدعم الفريق سامي عنان كما يتردد؟


أمريكا

شهدت العلاقات المصرية الأمريكية تحسنًا كبيرًا منذ وصول الرئيس دونالد ترامب للحكم، حيث بدا من اللحظة الأولى وجود علاقة «كيمياء» بين السيسي والرئيس الأمريكي، والتقى الزعيمان 4 مرات في أقل من عام، وقال الرئيس الأمريكي: «السيسي شخص قريب جدا مني منذ إن التقيت به لأول مرة خلال حملتي الانتخابية»، وأضاف ترامب: «نحن نبني العلاقات بين جيوشنا لأعلى مستوى، بل لعله أعلى ما لدينا من أي وقت مضى، من طائرات وسفن وحاملات طائرات»، ووجه الرئيس الأمريكي حديثه للسيسي قائلا: «أريد فقط أن أقول لك سيدي الرئيس، إن لديكم صديقًا وحليفًا في الولايات المتحدة».


وهناك توافق تام بين الرئيسين في الكثير من الملفات على رأسها، ملف جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية والمتطرفة أو ما يطلق عليه الرئيس الأمريكي بالإرهاب الإسلامي.


ويرى الرئيس الأمريكي، أن السيسي الرجل القوي المناسب الذي يستطيع الوقوف في وجه هذه الجماعات والقضاء عليها باعتبارها عدوا مشتركا بين مصر وأمريكا، لذلك سعى الرئيسان خلال الفترة الماضية إلى وضع الإخوان على قوائم الإرهاب الأمريكية، كما يوجد تنسيق تام بين الطرفين في الحرب على الإرهاب سواء في سيناء أو في المناطق الملتهبة مثل سوريا والعراق وليبيا، وأيضا هناك تنسيق تام بين الزعيمين فيما يتعلق بموضوع القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن.


ورغم بعض التوتر الذي حدث في علاقة البلدين في الفترة الأخيرة؛ بسبب تخفيض حجم المساعدات الأمريكية للقاهرة، نظرًا لعدم التعامل جيدًا في ملف حقوق الإنسان، ومناقشة قانون حماية الأقباط داخل الكونجرس الأمريكي، وقرار الرئيس الأمريكي نقل السفارة الأمريكية للقدس، إلا أن العلاقة بين الرئيسين تظل قوية، ويظل السيسي هو الرجل المناسب بالنسبة لأمريكا الفترة القادمة. 

 

إسرائيل

رغم الخلاف الكبير بين السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على كثير من قضايا المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، إلا أن فترة الرئيس السيسي الأولى شهدت تقاربًا في العلاقات المصرية الإسرائيلية.


والتقى السيسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي في سبتمبر 2017 في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وناقشا السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهناك حديث من جانب بعض المحللين الإسرائيليين عن أن التعاون الأمني والتنسيق السياسي بين مصر وإسرائيل في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي وصل حدودا غير مسبوقة.


روسيا

خلال فترة حكمه الأولى، استطاع السيسي إقامة علاقة شخصية قوية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انعكست بشكل إيجابي على العلاقات المصرية الروسية الفترة الماضية، رغم أزمة إسقاط الطائرة الروسية، حيث كانت روسيا من أول الدول التي اعترفت بثورة 30 يونيو، وأول دولة قام السيسي بزيارتها قبل أن يصبح رئيسا لمصر عام 2014 عندما كان وزيرا للدفاع بعد ثورة 30 يونيو، وأهدى الرئيس الروسي، السيسي «جاكيت» يحمل علامة النجمة الحمراء تقديرا له.


وبعد وصوله للحكم بشهر، زار السيسي روسيا، والتقى «بوتين»، وقد استقبله سرب من المقاتلات الروسية تعبيرا على التقدير الكبير من قبل الدولة الروسية به.

 

وأخيرًا زار الرئيس الروسي، مصر، ووقع على اتفاق إنشاء محطة الضبعة النووية، وعقد الزعيمان، خلال الفترة الماضية، العشرات من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، في كل المجالات الاقتصادية والعسكرية والأمنية، كما يوجد توافق تام بين الدولتين على الكثير من قضايا المنطقة لاسيما الملف السوري والليبي والفلسطيني وملف الإرهاب، والموقف من الإخوان وجماعات الإسلام السياسي.

 

فرنسا وألمانيا

نجح السيسي في إقامة علاقات شخصية قوية ومتميزة مع كل من الرئيس الفرنسي الشاب إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية إنجيلا ميركل، وعقد عددا من الصفقات الاقتصادية والعسكرية معهما، والتي تقدر بملايين الدولارات، لاسيما في مجال التسليح والغاز.


السعودية والإمارات

السعودية والإمارات أكبر دولتين يهمهما استمرار السيسي في الحكم لأكبر فترة ممكنة نظرا للمصالح الاقتصادية والسياسية والعسكرية الضخمة جدا التي تجمعهما، إضافة إلى المخاطر الكبرى التي تحيط بالعالم العربي، وعلى رأسها الخطر الإسرائيلي والإيراني والتركي، وخطر تفتيت وتمزيق المتبقى من دول المنطقة، وكذلك خطر الإرهاب وجماعات الإسلام السياسي، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين.


ويقول السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إنه لا يؤمن إطلاقا بوجود دور خارجي في الانتخابات المصرية الحالية أو السابقة، مشيرًا إلى أنه لا يعترف بالمقولة التي أطلقها الدكتور مصطفى الفقي منذ سنوات، والتي قال فيها إن هناك دورًا أمريكيًا وإسرائيليًا في اختيار رئيس مصر، لافتا إلى أن الذي يتحكم في نتائج الانتخابات في مصر هي الدولة العميقة والمحافظون والعمد والمشايخ والأسر الكبيرة والعصبيات القبلية ورجال الأعمال، وهي لا تقوم على برامج أو مبادئ أو أحزاب، وبالتالى لا يوجد أي تأثير خارجي في الانتخابات.

 

ويقول الدكتور مختار غباشي، رئيس المركز العربي للدراسات السياسية، إنه حتى الآن لا يوجد دليل على وجود دور خارجى في الانتخابات الرئاسية القادمة رغم ما يتردد حول هذا الموضوع في وسائل الإعلام، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية دائما ترتاح في العمل مع الأنظمة الشمولية والديكتاتورية، ولا ترتاح في التعامل مع الأنظمة الديمقراطية المنتخبة من الشعب.