رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل مخطط الوقيعة بين الجيش والشعب

أرشيفية
أرشيفية


بعد ساعات قليلة، من إعلان عبد الفتاح السيسي ترشحه للرئاسة لفترة ثانية، وتحذيره لمن أسماهم بـ«الفاسدين» من الاقتراب من كرسي الرئاسة، خرج الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، ببيان أعلن فيه ترشحه للرئاسة رسميًا، محذرًا الدولة من الانحياز غير الدستوري لرئيس وصفه بأنه قد يغادر منصبه، خلال أشهر قليلة.


وأرجع «عنان» ترشحه لعدة أسباب تتمثل فيما أسماه تردى أحوال الشعب المعيشية، وتآكل قدرة الدولة على التعامل مع ملفات الأرض والمياه وإدارة موارد الثروة القومية وعلى رأسها المورد البشرى، بسبب ما أسماها سياسات خاطئة حملت القوات المسلحة وحدها مسئولية المواجهة دون سياسات رشيدة تمكن القطاع المدني بالدولة من القيام بدوره متكاملا مع دور القوات المسلحة.


ودعا رئيس أركان الجيش السابق إلى تقاسم السلطة بين مؤسسات الدولة، وبناء نظام سياسي واقتصادي تعددي يحترم الدستور والقانون ويؤمن بالحريات ويحافظ على روح العدالة ويدرك فلسفة العصر ويحترم إدارة وكرامة الشعب.


وأعلن عنان، تكوينه ما أسماه نواة مدنية لمنظومة الرئاسة تتكون من المستشار هشام جنينة، نائبا له لشئون حقوق الإنسان، والدكتور حازم حسنى، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، نائبا له لشئون الثروة المعرفية والتمكين السياسي والاقتصادي، والمتحدث الرسمي له.


وحاول عنان إقحام اسم المؤسسة العسكرية في معركة الرئاسة، تماشيًا مع مخطط أعداء مصر في الداخل والخارج لتوريط الجيش في المنافسة على كرسي الرئاسة بعد أن فشلوا في إسقاطه خلال الفترة الماضية، رغم محاولاتهم المستميتة؟


يقول اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن قرار ترشيح الفريق سامي عنان في الانتخابات الرئاسية، كان فيه الكثير من سوء التقدير، لاسيما أن ترشيحه سيؤدي إلى انقسام الشعب حول القوات المسلحة، مشيرًا إلى أن «عنان» أنجر وراء الأقاويل والتصورات التي أدخلت البلاد في نوع من البلبلة غير المطلوبة.


وأوضح «مسلم»، أن الأحزاب السياسية فشلت في تقديم ملاشح منافس للسيسي، وهذا يجعل العملية الانتخابية متعلقة بالأفراد وليس بالأحزاب أو المؤسسات، وبالتالي مطلوب حل لهذه المشكلة، لأن الاعتماد على شخص قد يكون مفيدًا في فترة من الفترات، لكن هناك ضرورة لوجود مؤسسات في الفترات العادية.


ويرى اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري والاستراتيجي أن الفريق سامي عنان كان على خلاف مع السيسي أثناء عمله كرئيس للأركان أثناء فترة حكم المجلس العسكري، وكان هناك شد وجذب بينهما، وكان يطمح في منصب سياسي، والكل يعلم اتصالاته بالأمريكان وبرئيس أركان الجيش الأمريكي في مطار نيويورك أثناء ثورة 25 يناير، واتفق على عمل انقلاب أبيض، لكن المشير محمد حسين طنطاوي رفض هذا الموضوع، وكان يطمح أن يكون «طنطاوي» نائبا للرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك؛ حتى يتاح له أن يكون وزيرا للدفاع بدلا منه، وسعى لكتابة مذكراته على عكس ما أراد المجلس العسكري، ودائما يريد أن يظهر في الصورة كرجل سياسي، وبالتالي دخوله هذه الانتخابات وهو يعلم التحديات التي تواجهها الدولة المصرية، وانتسابه للمؤسسة العسكرية، عيب كبير جدًا.


ووصف «سويلم»، البيان الذي ألقاه «عنان» بالمتهافت، مشيرا إلى أن الفريق يردد كلام جماعة الإخوان، ويلعب على المدنية وغيرها من هذا الكلام، كما كان يراهن على أصوات قبائل مطروح التي ينتمي إليها هو وعائلته، ولم يستبعد حصول «عنان» على دعم مالي وسياسي من تركيا وقطر والإخوان.


ووصف الخبير العسكري والاستراتيجي، ما قاله «عنان» من أن السيسي يمكن أن يغادر منصبه خلال أشهر قليلة، بأنه نوع من «الهبل»، مؤكدًا أن الانتخابات الرئاسية محسومة لصالح السيسي مهما كانت قوة وحجم المنافسين له، وأي شخص لديه ذرة من عقل لابد وأن يقول هذا الكلام، فيكفى أنه أطاح بالإخوان المسلمين من السلطة، وعرض نفسه للموت، وجنب مصر مصير سوريا والعراق وليبيا وتونس والسودان.


وتوقع «سويلم» حدوث ثورة ثالثة في مصر في 2022، تطالب السيسي بالترشح لفترة رئاسية ثالثة وتغيير الدستور الذي يحدد مدد الرئاسة بفترتين فقط، مؤكدًا أن الشعب لن يفرط فيه بعد كل ما فعله، مشددا على أن الشعب سيرفض رحيل السيسي عن السلطة.


من جانبه يقول اللواء عبد الرافع درويش، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن الفريق سامي عنان، حاول «الزج» باسم القوات المسلحة من أجل «توريطها» في الصراع السياسي على منصب الرئيس، ويريد توصيل رسالة للشعب بأن القوات المسلحة مع السيسي وتسانده في الانتخابات، وهذا غير صحيح.


وطالب «درويش»، بإبعاد القوات المسلحة عن أي صراع سياسي، موضحًا أن الإخوان وتركيا وقطر كانوا يراهنون على الفريق سامي عنان، ويسعون لتوريط القوات المسلحة مع الشعب.