رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الدور الخفى لـ«طنطاوى» فى «هندسة» الانتخابات الرئاسية.. (تحليل)

السيسي وطنطاوي وعنان
السيسي وطنطاوي وعنان - تعبيرية


رغم «الزلزال السياسي» الذي أحدثه إعلان حزب «مصر العروبة الديمقراطي»، ترشح مؤسسه الفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش الأسبق، في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أن هناك فصيلًا كان لا ينظر إلى هذا الأمر بـ«جدية كافية»، مرجعين موقفهم هذا إلى انسحاب «عنان» من الترشح في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في عام 2014، وفاز فيها عبد الفتاح السيسي بعد معركة انتخابية «سهلة جدًا» مع المرشح الناصري حمدين صباحي.


«عنان» وفي مؤتمر صحفي كبير، في هذا الوقت، برر موقفه بشأن عدم المشاركة في انتخابات 2014، قائلًا: «إن أمن وسلامة مصر فوق كل اعتبار»، مشيرًا إلى أنه «خاض فى عهد الرئيس الأسبق مبارك العديد من الصراعات والأحداث الساخنة فى الحياة المصرية، وكان شغله الأول وهمه الأكبر هو مصلحه مصر، والتى يراعيها الآن (في 2014) ويعلى من شأنها بانسحابه من السباق الرئاسى».




لكن الأسباب التي ساقها «عنان» لم تكن كافية حتى «يبتلع» المتابعون للشأن السياسي، عدم ترشحه في انتخابات الرئاسة «2014»؛ لاسيما أن هناك حديثًا ظهر حول الدور الكبير الذي لعبه المشير محمد حسين طنطاوي، في إقناع الفريق سامي عنان، بعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية أمام عبد الفتاح السيسي.

وكانت هذه الفكرة ترتكز على أن «طنطاوي» كان لا يحب أن تظهر المؤسسة العسكرية وكأن أفرادها «يتصارعون» على المنصب الرئاسي، أو حتى لا يعطي انطباعًا وكأن هناك انقسامًا داخل المؤسسة العسكرية، ولذلك أقنع «عنان» بالانسحاب لصالح «السيسي».

وجهة النظر الثانية، ترتكز على أن «طنطاوي»، كان يعتبر نفسه «الأب الروحي» لعبد الفتاح السيسي؛ بل كان «طنطاوي» هو صاحب الفضل الأول في صعود «السيسي» داخل المؤسسة العسكرية.

ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يلعب فيها المشير محمد حسين طنطاوي، دورًا في حسم المنصب الرئاسي لصالح شخصية معينة؛ ولكن كان له دور في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2012، وفاز فيها الدكتور محمد مرسي، مرشح حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لـ«جماعة الإخوان».

فبحسب، الصحفي البريطاني روبرت فيسك، فإن الفريق أحمد شفيق، كان هو الفائز الحقيقي في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في عام 2012، بنسبة 50.7% لكن المجلس العسكري فضل إعلان فوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي؛ خوفًا من غضب المتظاهرين في «ميدان التحرير».



وهذا الأمر يكشف أيضًا عن دور المشير محمد حسين طنطاوي، في حسم المنصب الرئاسي، خاصة أنه كان رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والذي قاد الفترة الانتقالية عقب خلع «مبارك».

والسؤال المطروح هنا: هل يلعب «طنطاوي» دورًا في الانتخابات الرئاسية المقبلة إذا قرر الفريق سامي عنان الترشح رسميًا أمام عبد الفتاح السيسي.

بحسب مصادر تحدثت لها «النبأ»، فإن المشير محمد حسين طنطاوي، لا يملك تأثيرًا كبيرًا على الفريق سامي عنان؛ مشيرة إلى أن فكرة ترشح «عنان» في انتخابات 2014، راودت الفريق قبل 3 يوليو 2013، (هو اليوم الذي أعلن فيه عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع وقتها، عزل الدكتور محمد مرسي، وعطّل العمل بالدستور، وكلّف رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور برئاسة البلاد).

وأضافت المصادر لـ«النبأ»، أنه في هذا التوقيت لم يكن عبد الفتاح السيسي «شخصيًا»، يفكر أن يكون رئيسًا للجمهورية، مشيرة إلى أن هذه المعلومات «حقائق» وليست تحليلات.

وتابعت: «وقت اعتصام الاتحادية، أثناء حكم الدكتور محمد مرسى، كان هناك مجهود كبير من قبل عبد الفتاح السيسي؛ لرأب الصدع بين جماعة الإخوان المسلمين، وجبهة الإنقاذ، لكن الفريق سامي عنان كان ضد هذا التوجه».



وقالت أيضًا: عبد الفتاح السيسي كان يريد أن تكون المعادلة السياسية في مصر تشمل الجميع؛ الجيش والإخوان وجبهة الإنقاذ، حتى يكون له دور سياسي من خلال موقعه، كوزير الدفاع، وليس أكثر من ذلك.


وأكدت المصادر ذاتها، أن الفريق سامي عنان ظهرت خلافات بينه وبين المشير محمد حسين طنطاوي؛ بسبب هذا الأمر.


واستكملت: «في الأصل فإن تعيين سامي عنان، رئيسًا لأركان القوات المسلحة، لم يكن على رغبة محمد حسين طنطاوي».


وبشأن إمكانية تدخل «طنطاوي» في الانتخابات الرئاسية المقبلة إذا قرر «عنان» الترشح في الانتخابات، قالت المصادر، إن «طنطاوي» لم يعد يستطيع التفكير، أو حتى التحدث في الشئون السياسية.


واستكملت: «في حالة إصرار سامي عنان على الترشح في الانتخابات الرئاسية، فإن طنطاوي لن يجلس معه؛ لأنه لا يريد إشغال نفسه بالسياسة مرة ثانية.. وحتى عندما نزل التحرير بسيارته وسأله بعض العامة عن سامي عنان، رد قائلًا: سامي عنان قعد في البيت».


نرشح لك: «عاصفة الفريق».. 4 عوامل انتخابية تجعل «عنان» مثيرًا لقلق السيسي (تحليل)