رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

شروط الترشح لـ«الرئاسة» تُطيح بمنافسي السيسي.. وتحرج النظام «دوليًا»

السيسي - أرشيفية
السيسي - أرشيفية


إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات عن الجدول الزمني لإجراء الانتخابات الرئاسية، وتلقى طلبات الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة خلال الفترة من 20 يناير الجاري، وحتى 29 من نفس الشهر، أثار جدلا واسعا في الوسط السياسي.


وأكد أحد خبراء القانون، أن الحصول على تزكية 20 نائبا في غضون 9 أيام كشرط للترشح للرئاسة «مسألة شبه مستحيلة»، حسب نص المادة 142 من الدستور المصري التي تشترط حصول المرشح على تزكية 20 عضوًا على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو الحصول على ما لا يقل عن 25 ألف توكيل من المواطنين المصريين في 25 محافظة، بمعدل ألف توكيل على الأقل من كل محافظة.


كما وضع القانون رقم 22 لسنة 2014، الخاص بتنظيم الانتخابات الرئاسية 8 شروطًا للترشح لرئاسة الجمهورية هي: أن يكون مصريًا من أبوين مصريين، وألا يكون قد حمل أو أي من والديه أو زوجه جنسية دولة أخرى، وأن يكون حاصًلا على مؤهل عال، وأن يكون متمتعًا بحقوقه المدنية والسياسية، وألا يكون قد حُكم عليه في جناية أو جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة ولو كان قد رد إليه اعتباره، وأن يكون قد أدى الخدمة العسكرية أو أعفى منها قانونًا، وألا تقل سنه يوم فتح باب الترشح عن أربعين سنة ميلادية، وألا يكون مصابًا بمرض بدني أو ذهني يؤثر على أدائه لمهام رئيس الجمهورية.


وفي الوقت الذي وقع فيه حوالى 360 نائبا في البرلمان على نماذج تزكية لترشيح عبد الفتاح السيسى رئيسا للجمهورية، فإن خصوم السيسي يتهمون النظام بتعمد منع نزول أي مرشح منافس للسيسي في الانتخابات.


فإلى أي مدى ستؤثر هذه التطورات على الانتخابات الرئاسية القادمة، وكيف سيتم التعامل مع سيناريو عدم نزول مرشح أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي.


يقول خالد داود، رئيس حزب الدستور، إن هناك حالة من الدهشة انتابت القوى السياسية من ضغط الفترة الزمنية للبرنامج، بعد أن توقعت ألا يتم إعلان الجدول الزمني للانتخابات قبل أول مارس المقبل، مشيرًا إلى أن هناك تسارعًا في الجدول الزمني وهناك محاولة واضحة لمنع أي مرشحين مستقلين من خوض الانتخابات أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، لافتا إلى أن جمع 25 ألف توكيل في هذه المدة القصيرة يتطلب مجهودًا وسفرًا وأموالًا، وكل ذلك يصعب من إمكانية قيام أي مرشح مستقل بخوض هذه الانتخابات، وبالتالي كل الشواهد تشير إلى أن الأمور متجهة إلى إجراء استفتاء على منصب الرئيس، وليس انتخابات حقيقية.


وأضاف «داود»، أنه في الوقت الذي يتم فيه التضييق على المعارضة وأي شخص يفكر في الترشح للرئاسة، ويتم وضع العراقيل أمام المعارضة وتحويل شباب الأحزاب للمحاكمة، يتم السماح فيه لحملات دعم الرئيس بالعمل في كل محافظات الجمهورية، وبالتالي الأجواء العامة سلبية جدا.


وأكد رئيس حزب «الدستور»، أن هناك تعمدًا من جانب السلطات لمنع أي مرشح من خوض الانتخابات، وهذا واضح منذ شهور من خلال التعامل مع أي شخص يفكر في الترشح، وهذا ما حدث مع خالد على الذي تم فتح الملفات له بعد أن أعلن نيته الترشح، ومع الفريق أحمد شفيق الذي تمت إعادته إلى مصر عنوة من الإمارات بعد أن أعلن في فيديو عزمه الترشح للرئاسة، بالإضافة إلى الحملات الإعلامية المرعبة التي تشن ضد أي مرشح يفكر في خوض الانتخابات وتقديم البلاغات الكيدية ضده وتشويه سمعته.


وأشار «داود»، إلى أن عدم نزول مرشح أمام السيسي لن يكون له تأثير على سمعة النظام في الخارج، لأن النظام المصري يرتبط بعلاقات مصالح مع الكثير من زعماء العالم وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يكن كل الكراهية للعرب والمسلمين، وبالتالي إذا تحولت الانتخابات إلى استفتاء فإن ردود الفعل الدولية ستقتصر على إصدار البيانات الإنشائية، لاسيما وأن الاتحاد الأوربي مشغول بقضية الهجرة والإرهاب، والرئيس عبد الفتاح السيسي يقدم نفسه للغرب على أنه الوحيد القادر على فرض الأمن والاستقرار ومنع تدفق الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.


ولفت «داود»، إلى أن القوى الوطنية تدرك أن الديمقراطية لن يتم جلبها من خلال الغرب، مشيرا إلى أن الوضع يؤكد أن مصر مقبلة على إعادة بناء دولة الفرد الواحد والزعيم الواحد، متوقعا أن يتم تعديل الدستور وفتح مدد الرئاسة بعد التجديد للرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية.


من جانبه يقول المستشار يحيي قدرى، القيادي السابق بـ«حزب الحركة الوطنية المصرية»، إن الجدول الزمني لاجراء الانتخابات مضغوط بالفعل، وكان يجب أن تتم مراعاة ذلك من جانب الهيئة الوطنية للانتخابات، حتى تتم إتاحة الفرصة للمرشحين لجمع العدد المطلوب من التوكيلات وهو 25 ألف توكيل، وحتى لا يقال إن هذه المدة منعت آخرين من الترشح أمام السيسي، ولكن تساءل «قدري»: كيف للمرشح الذي يعجز عن الحصول على 25 ألف توكيل خلال هذه الفترة، أن يخوض انتخابات الرئاسة ويحصل على أصوات المرشحين في الانتخابات؟، وبالتالي فلابد لمن يريد ترشيح نفسه أن يكون لديه القدرة على جميع هذه العدد من التوكيلات خلال الفترة التي حددتها الهيئة الوطنية للانتخابات.


وأكد «قدري»، أن عدم نزول مرشح أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي لن يكون له أي تاثير على مصداقية هذه الانتخابات، مشيرًا إلى أن رؤساء مصر السابقين لم يترشح أحد أمامهم، ولم يؤثر ذلك على نتائج الانتخابات، متوقعا أن يكون هناك أكثر من مرشح أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذه الانتخابات.


ولفت «قدري»، إلى أن السبب في عدم نزول مرشح أمام السيسي ليس الاحتجاج أو ضغط الجدول الزمني، ولكن السبب هو الخوف من شعبية السيسي «الجارفة».