رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بشرة خير..

حمدي رزق- أرشيفية
حمدي رزق- أرشيفية


يثير قدراً من التفاؤل ترؤس الدكتور مصطفى مدبولى، وزير الإسكان، القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء، اجتماع لجنة توفيق أوضاع الكنائس، «مدبولى» يناقش، يستعرض، يوجه، يعد بتقديم كافة التيسيرات الممكنة لسرعة البت فى الطلبات المقدمة على مستوى المحافظات، بما يضمن سرعة الانتهاء من مختلف إجراءات التوفيق.
القانون صدر باتفاق الكنائس الثلاث، واللجنة تشكلت برضاء وتوافق على ما جاء بالقانون، فما الذى يؤخر القرار؟.. الإرادة السياسية متوفرة، ويبرهن عليها حضور القائم بأعمال رئيس الوزراء اجتماع اللجنة لتفكيك التشابكات والتعقيدات والاحترازات، ماذا تبقى ليصدر قرار بافتتاح دفعة أولى من الكنائس المغلقة استبشاراً بعيد الميلاد المجيد؟

افتتاح كنيسة العاصمة الجديدة فاتحة خير على هذا الوطن، تتوالى الافتتاحات، تتوالى البشارات، مهم أن يستشعر إخوتنا بأن تحريكاً تم وعملاً يتم، وأن الحكومة ليست بغافلة عن ملف يحزن إخوتنا كثيراً، معلوم من تحت رأس هذا الملف تطل الفتنة الطائفية برأسها الخبيث، وتشكل فرجة ينفذ منها المتطرفون بأجندتهم الخفية ضد إخوة الوطن، أغلب الحوادث الطائفية تشتعل من جراء كنيسة مغلقة بفعل فاعل.

قلت سابقاً وأكررها، إذا أحسنت اللجنة الوزارية المعنية بتقنين الكنائس والمبانى الكنسية غير المرخصة إلى هذا الوطن، لشرعت حثيثاً فى تقنين جميع مطالب الكنائس المصرية الثلاث، بعد استيفاء الشروط التى نص عليها قانون بناء الكنائس، هكذا تنزع لغماً أرضياً لطالما هدد الوحدة الوطنية، ولأغلقت فى وجه شيطان الطائفية القبيح فرجة ينفذ منها إلى فتن الوطن كما حدث فى «أطفيح».

الكنيسة الأرثوذكسية قدمت أوراقها الثبوتية بأحقيتها فى فتح 2500 كنيسة مغلقة لأسباب، وتقدمت الكنيسة الإنجيلية بأوراق 450 كنيسة لنفس الأسباب، ومثلها الكاثوليكية التى تقدمت بأوراق 110 كنائس، ولم يتبقَّ سوى إعمال القانون بعقل منفتح، وقلب شجاع، وفهم وطنى لقانون بناء الكنائس، وإعلاء قيم المواطنة، وحرية العبادة، وحقوق الأقباط فى فتح كنائسهم للصلاة، وكلما قصرت مدة المراجعات كان خيراً.

الكنائس لا تطلب سوى ما يتيحه القانون، لا تخالف قانوناً ولا تُجاوز واقعاً ولا تحك أنفاً، المسيحيون لا يطلبون ما ليس لهم حقاً، ولا يزعمون حقوقاً غير مثبتة، ننتظر وإياهم قراراً بدفعة أولى ترطب القلوب، وتنزع الشكوك، وتفتح الأبواب وتنير المنائر، سيكون عيداً مجيداً سعيداً لو تمت الموافقات المرجوة على وقتها، وأُنيرت عموم الكنائس المغلقة من فورها.

نقلًا عن "المصري اليوم" 

ما ضركم، ما يؤخركم، مَن يرفض هذه الصورة المنيرة فى كنيسة العاصمة الجديدة إما حاقدا أو فى قلبه مرض، لا يزعج النور إلا الخفافيش التى ترعرعت فى الظلام، كلما فُتحت كنيسة فتح الله على هذا الوطن، وكلما أُنيرت أضواء مذبح أنار الله بصيرة هذا الوطن.

مجددا، لماذا لا تسطرون فى كتاب التاريخ أنه قد جاء على مصر عهد طيب فى ولاية رجل طيب، فُتِحت فيه الكنائس المغلقة، وصلى المسيحيون فى كنائسهم فى أمن وأمان، والتف المسلمون فى كل كفر ونجع ومدينة حول إخوتهم يصطحبونهم إلى الكنائس ويحمونهم بأرواحهم، ألا تتوقون إلى أن يكتب عنكم جبرتى التاريخ هذا الفصل من مسيرة المحروسة؟