رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سر إفشاء موعد زيارة صدقي صبحي لسيناء بـ«4 طائرات أباتشي» قبل محاولة الاغتيال

وزيرا الدفاع والداخلية
وزيرا الدفاع والداخلية - أرشيفية


في زخم انشغال المصريين بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنقل سفارة واشنطن في إسرائيل إلى القدس، أعلن العقيد تامر الرفاعي، المتحدث العسكري للقوات المسلحة في السابعة من يوم الأربعاء الماضي 19/12/2017، عن استهداف مطار العريش بإحدى القذائف، ما نتج عنه استشهاد ضابط وإصابة اثنين آخرين، وإحداث تلفيات جزئية بإحدى الطائرات الهليكوبتر، وذلك أثناء زيارة  وزيري الدفاع صدقي صبحي، والداخلية مجدي عبد الغفار؛ لتفقد القوات والحالة الأمنية بمدينة العريش.


وبعدها بنحو 6 ساعات نشر المتحدث العسكري فيديو لعودة وزيري الدفاع والداخلية عقب جولة تفقدية لعناصر القوات المسلحة والشرطة المتمركزة بقطاعات التأمين بنطاق شمال سيناء.


أثارت تلك الحادثة قلقا كبيرا بين المصريين، إذ إن أيدي الإرهاب امتدت لتقترب من الرجلين المسئولين بشكل رئيسي عن تأمين مصر، وهما وزيرا الدفاع والداخلية، مما جعل السيناريوهات مفتوحة على محاولات اغتيال قادمة ربما لن تكون فاشلة وستطال قيادات مختلفة.


ما زاد من هذا القلق هو تسريب بعض الصفحات التابعة للتكفيريين على موقع «تليجرام» نبأ زيارة وزيري الداخلية والدفاع لمطار العريش عبر 4 طائرات أباتشي، قبل وقوع الحادث، رغم أن الزيارة كانت سرية.


 فقد أعلنت صفحة تدعى «منبر سيناء»، مقربة من تنظيم القاعدة  في سيناء، قبل إعلان المتحدث العسكري بنحو ساعة، عن وصول 4 طائرات أباتشي تحمل قيادات عسكرية هامة إلى مطار العريش، وبعد الحادث، أنه تم قتل شخصين ونشرت أسماءهم، وأوضحت أن قوات إنفاذ القانون ردت بقذائف هوزر صاروخية، على مناطق تمركز مسلحين في منطقتي البرث وجنوب الشيخ زويد، وهي تبعد نحو 3 كيلومترات عن المطار، ما يعني أن الإرهابيين استعانوا بقذائف بعيدة المدى لاستهداف المطار.


في حين نشرت وكالة الأنباء أسوشيتدبرس في اليوم التالي أن قوات الأمن اشتبكت مع إرهابيين قرب مطار مدينة العريش شمال سيناء، وقتلت خمسة متطرفين بعد يوم على استهداف المنشأة بصاروخ أثناء زيارة لوزيري الدفاع والداخلية، ونقلت عن مسئولين أن نقيبا بالجيش قُتل في اشتباكات في حقول الزيتون قرب المطار.


الحادث وما ارتبط به من ملابسات، حول معرفة الإرهابيين بتوقيت زيارة الوزيرين رغم سرية الزيارة، والقدرة على توجيه ضربات صاروخية للمطار دون اعتراضها، ومحاولة اغتيال رجلين بمكانة وزيري الدفاع والداخلية، كل ذلك أشار لضرورة الحذر من وجود سيناريوهات ومخططات اغتيال على قدر عالٍ من الترتيب والكفاءة، قد يكون تمت الاستعانة فيها بأجهزة مخابرات وجمع معلومات خارجية.


وقد حرص الرئيس السيسي على الوقوف على ملابسات الحادث وضرورة وضع خطة محكمة لتلاشي مثل هذه النوعية من الحوادث، وهو ما أشار إليه  فى لقائه، مع كل من الفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ومجدي عبدالغفار وزير الداخلية، بالإضافة إلى الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وخالد فوزي، رئيس المخابرات العامة، واللواء محمد فرج الشحات، مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، صباح اليوم التالي للحادث.


وأعاد هذا الحادث للأذهان محاولات الاغتيال التي تم الإعلان عنها للرئيس عبد الفتاح السيسي، وأبرزها محاولة فاشلة في 2014، كشف عنها النائب العام نبيل صادق، تورط  فيها بعض ضباط الشرطة السابقين.


وقال بيان النائب العام، إن خلية تابعة لتنظيم "ولاية سيناء" يقودها ضابط شرطة سابق يدعى محمد السيد الباكوتشي دبرت محاولة لاغتيال الرئيس، ونظرت المحكمة العسكرية فى «الهايكستب» كذلك، محاكمة ٢٩٢ متهمًا ينتمون لما يعرف باسم «تنظيم ولاية سيناء»، بتهمة ارتكاب ما يقرب من ١٧ واقعة إرهابية، من بينها محاولتان لاغتيال الرئيس عبدالفتاح السيسى.


وفى أكتوبر ٢٠١٥، نشرت صحيفة سعودية تقريرًا عن إحباط مخطط لاغتيال السيسى، وذكرت أن هذه المعلومات وفقًا لتصريحات أمنية من مصادر رفيعة المستوى، وأكدت الصحيفة، أن الرئيس رفض الإعلان عن هذه الواقعة حتى لا يقلق المصريون على مستقبل وطنهم.


من جانبه قال العقيد حاتم صابر، القائد السابق لوحدة 777 وخبير مكافحة الإرهاب الدولي، إن هناك مخطط اغتيالات موجود، ويستهدف كافة صناع القرار السياسي في مصر، مشيرا إلى أن حادث العريش، جاء ردا على التحركات المصرية في مجلس الأمن للوقوف مع الحق الفلسطيني في القدس، ضد الرغبة الأمريكية وهو ما مثل إهانة لأمريكا ودول أخرى ودفعهم لإصدار التعليمات بهذا الحادث.


وأوضح «صابر» أن  منظومة التسليح التي استخدمها الإرهابيون لاستهداف المطار كانت متطورة للغاية، فضلًا عن خطط اختراق تلك الأسلحة للحدود، وهو ما يشير إلى أن أجهزة استخبارات دولية تقف وراء الحادث.


وأشار إلى أن اجتماع الرئيس بوزيري الدفاع والداخلية وقادة أجهزة الاستخبارات كان لاستعراض الموقف بتقارير مفصلة، ووضع خطة لإحباط مثل هذه النوعية من الحوادث في مهدها، مشيرا إلى أن قوائم مخططات الاغتيال بها جميع المسئولين المهمين في مصر بدءًا من رئيس الجمهورية.