رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«انفراد».. اسم ومصاريف وكليات أول جامعة إخوانية في إسطنبول

الجامعة الإخوانية
الجامعة الإخوانية


خلال الأعوام الأربعة الماضية، استقر عدد كبير من رموز وقيادات جماعة الإخوان المسلمين في تركيا، وبدءوا في إلحاق أبنائهم بالمدارس العربية والإنجليزية وأيضا التركية في تركيا، ومع انتظام أغلب الإخوان في أعمالهم وحصولهم إما على الجنسية التركية أو الإقامة، بدأت الجماعة تفكر في دور مؤثر لها في المجتمع التركي، وخاصة الجالية العربية على غرار ما فعلته طوال سنوات عهد مبارك الذي أتاح لها حرية الحركة، وكذلك بعض سنوات السادات.


اعتادت جماعة الإخوان في مصر على إطلاق عدد من المؤسسات الاجتماعية ما بين المدارس والمستشفيات، التي ظلت قوة ناعمة للجماعة طوال الأربعين عاما الماضية، تجلب رضا المصريين عن دورها في تقديم خدمة متميزة لهم بأسعار مناسبة، وهو ما ساهم في زيادة شعبية الجماعة، وكان له الأثر المباشر في فوزها مرارا بمقاعد برلمانية ونقابية.


ذات النهج بدأه أفراد الجماعة في تركيا الذين أسسوا عددًا من الشركات والمستشفيات والقنوات الفضائية وبعض المدارس، وعددا من المؤسسات الخيرية لإيجاد خطوط تواصل وتأثير في المجتمع التركي والجالية العربية بتركيا، إلا أن الشيء غير المسبوق في تاريخ الجماعة، والذي لم يتح لها تأسيسه في مصر طوال الأعوام الماضية وتمكنت من تأسيسه في تركيا هو جامعة إخوانية أطلقتها رسميا خلال الشهر الماضي، ويديرها ويشرف عليها ويضع مناهجها رموز جماعة الإخوان المسلمين ومقرها في مدينة إسطنبول التركية.


بدأت الجماعة السعي في تلك الخطوة بشكل سري طوال العام الماضي، وحملت الجامعة الإخوانية الجديدة اسم الجامعة العالمية للتجديد والتي تعرف اختصارا بجامعة التجديد، وتولى رئاستها أحد أبرز رموز الجماعة، مستشار وزير الأوقاف الأسبق، والأستاذ بجامعة الأزهر، جمال عبد الستار.


من اليوم الأول لتأسيسها بدأت الجامعة التنسيق مع جهات مختلفة لاعتماد شهادتها دوليا، وهو ما وجدته في إحدى الجامعات الماليزية، التي وافقت على اعتماد مناهجها واعتبارها بمثابة فرع غير رسمي لها في تركيا، وتمكنت جامعة التجديد الإخوانية من توقيع اتفاقية بهذا الصدد مع جامعة العلوم الإسلامية الماليزية USIM في ديسمبر 2016، لبرامج الدراسات العليا البحثية بالرسالة، واتفاق آخر قبل 5 أشهر بشأن برامج البكالوريوس في دراسات القرآن والسنة، وعلوم الحاسب الآلي، والإعلام.


واستطاعت الجامعة عبر الاتصالات مع الإخوان في ماليزيا الحصول على اعتماد واعتراف وزارة التعليم العالي الماليزية، بحيث يدرس الطالب في الجامعة بتركيا ويحصل على برامجه ومقرراته والإشراف على التنفيذ والاختبارات من قبل الجامعة الماليزية، وفور استكماله متطلبات التخرج يحصل على شهادته وبيان النجاح من ماليزيا وباعتماد التعليم العالي وتوثيق وزارة الخارجية الماليزية.


ويتم تدريس المحتوى والمواد الدراسية في الجامعة الإخوانية باللغة الانجليزية من السنة الأولى إلى النهائية مع تدرج فى دراسة اللغة التركية، كما يتم التدرج فى تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها حتى يتقنها الطالب عند تخرجه، وهو ما يجعلها مفتوحة للأتراك، بالإضافة للعديد من أبناء الجاليات العربية والإسلامية على الأرض التركية.


وخلال الشهر الماضي بدأت الجامعة الانتظام في الدراسة وفقا لمناهج تم اعتمادها رسميا من رموز جماعة الإخوان، حيث ينتمي جميع الأساتذة في الجامعة للجماعة باستثناء الدكتور سيف الدين عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية.


وأنشأت الجامعة 5 أقسام شملت، قسم الدراسات الإسلامية، ورئيسه إسماعيل علي محمد علي، وشغل في السابق رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية كلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة جامعة الأزهر، والدكتور محمد منصور قباص أبوراس، أستاذ مساعد التفسير وعلوم القرآن، وكذلك قسم علوم الحاسب وتقنية المعلومات، ويرأسه مصطفى عبد الكريم الوهيب، أستاذ مساعد هندسة الكمبيوتر، ومن بين أعضاء هيئة التدريس بالقسم أيمن علي، مستشار الرئيس المعزول محمد مرسي، ويشغل منصب منسق وحدة الجودة الأكاديمية بالجامعة، وهو "أستاذ مساعد" بقسم الفيزياء بكلية العلوم جامعة القاهرة.


وقسم السياسة والعلاقات الدولية، ويرأسه سيف الدين عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وقسم الإعلام، ويديره عبد الله محمود عدوي، أستاذ الإعلام بجامعة القدس، وقسم إدارة الأعمال ويرأسه الدكتور أحمد عبد الحميد ذكر الله، أستاذ بكلية التجارة جامعة الأزهر.


كما أن «الجماعة» حرصت على أن تكون المصروفات بالجامعة في متناول مختلف الفئات، حيث أتاحت الدراسة في الجامعة مقابل 2500 دولار سنويا في عدد من الأقسام مثل العلوم السياسية، وبحد أقصى 3500 دولارا في العام في قسم الإعلام.


وبدأت «الجماعة» الاستعانة بعدد من الأساتذة الزائرين الذين يتم تنظيم محاضرات لهم في وقت تواجدهم بتركيا لحضور مؤتمرات أو نشاطات عامة، وعلى رأسهم يوسف القرضاوي، أمين الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والذي ألقى عددًا من المحاضرات في الفقه والشريعة بقسم الدراسات الإسلامية بالجامعة.


وتم تأسيس الجامعة والمباني الخاصة بها وقاعات الدرس على نفقة جماعة الإخوان، وبتكليف مباشر من قيادات الجماعة، وإن كانت بعض الأحاديث تتواتر حول عدم قدرة الجامعة على الاستمرار إن لم تستطع تحقيق عائد مادي مناسب في عامها الأول وفقا للخطة المرسومة لها.